الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالنظام الإيراني.. القادم أصعب

النظام الإيراني.. القادم أصعب

0Shares

الوطن البحرينية
23/1/2018

 

بقلم: علي شاهين الجزاف

 

 

في خضم انتفاضة الشعب الإيراني الحالية ضد النظام الإيراني، جاءت المعارضة الإيرانية في باريس بمؤتمر حاشد نهاية الأسبوع الماضي نظمته تحت شعار «تغيير النظام في إيران – إلی الأمام»، لتسليط الضوء علی الانتفاضة الشعبية في إيران التي لاتزال مستمرة وبقوة رغم محاولات النظام الإيراني المستميتة في «عزل» صوت الشعب عن العالم عبر قطع کافة وسائل الاتصال عنهم، بهدف القضاء علی هذه الانتفاضة ولجم المتظاهرين والتنکيل بهم عبر الحرس الثوري وقوات الباسيج إلا أن صدی الانتفاضة مدوٍّ ومسموع في العالم أجمع.

مؤتمر المعارضة الإيرانية أعلن بکل قوة عبر رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أن هذه الانتفاضة مستمرة، مهما حاول النظام الإيراني أن يقمعها ويقتل المتظاهرين ويزج بهم في السجون، ولکن لن يستطيع النظام أن يلجم أصوات المتظاهرين في 142 مدينة إيرانية تطالب بإسقاط هذا النظام، ولا بد هنا أن يتزامن هذا الغضب الشعبي الإيراني مع الدعوة التي وجهتها رجوي للأمم المتحدة بدعم الانتفاضة وتحقيق مطالب الشعب، وکذلک مطالبتها لجميع الدول بقطع علاقاتها مع النظام، والتصدي لممارساته القمعية وللإعدامات التعسفية والعقوبات الهمجية إزاء معتقلي الانتفاضة.

تلک المطالبات لن تنتهي بنهاية مؤتمر المعارضة الإيرانية، بل ستستمر من خلال تنظيم المعارضة لحملة دولية قادمة ضد النظام الإيراني، يتم من خلالها تحشيد الرأي العام للوقوف مع الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة وحقوقه في الحرية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل، ووقف الإعدامات ووقف تدخلات النظام الواسعة في دول المنطقة وتصدير الإرهاب والتطرف للخارج، کما أعلنت ذلک السيدة دولت نوروزي القيادية في المقاومة الإيرانية ورئيسة مکتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المملکة المتحدة، التي أکدت أن هذه الحملة الدولية ضد النظام الإيراني ستشمل دولاً في أوروبا والولايات المتحدة واستراليا وکندا والشرق الأوسط.

النظام الإيراني إذن مقبل علی أيام أصعب، فالشعب من جهة ثائر ضده في کافة الأقاليم والمحافظات الإيرانية، والمعارضة الإيرانية في الخارج من جهة أخری تصعد من هذه الانتفاضة، وتحشد العالم لدعمها في وجه القمع والظلم والاضطهاد الذي يمارسه النظام الإيراني ضد الشعب، ولن يستطيع هذا النظام أن يقف في وجه کل تلک الظروف، خصوصاً وأن المعارضة نجحت في استقطاب العديد من السياسيين المؤثرين في أوروبا وأمريکا مثل ونيوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريکي والسيناتور توريسلي، والکونغرس الأمريکي الذي أعلن دعمه للانتفاضة الإيرانية، ولا ننسی شهود العيان الذين عانوا من هذا النظام ومنهم عدد من السجناء السياسيين المحرّرين وذوي شهداء مجازر النظام الإيراني الذين أدلوا بشهاداتهم خلال مؤتمر المعارضة الحاشد بشأن الجرائم التي ارتکبها النظام ضد الإنسانية وأکدوا أن الوضع المتفجر الذي يعيشه المجتمع الإيراني هو انعکاس لحالة الکراهية ضد نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين في إيران.

کل تلک الظروف لا تصب في صالح النظام الإيراني الذي مهما حاول قمع هذه الانتفاضة الشعبية، أو التقليل من أهميتها، أو طمسها إعلامياً، أو قتل وسجن المتظاهرين، فلن يتمکن من حجب الحقيقة المزعجة له، وهي أن هذا الشعب لا يرغب في وجوده حاکماً عليه، وقد آن أوان التغيير وقد حان، فلقد اکتفی بما لحق به من معيشة ضنکة طوال 40 عاماً عاشها في اضطهاد وظلم وحقوق سلبها النظام منه، خاصة ما يتعلق بالبطالة والفقر والتشرد في دولة من المفترض أنها غنية، ولکن هذا النظام منع وحرم الشعب من التمتع بخيرات بلاده وخصص الميزانية والعوائد المالية لتصدير ما يسمی بالثورة للخارج، وخلق المشاکل والفتن لدول أخری، لذلک القادم أصعب يا نظام إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة