الجمعة, أبريل 26, 2024

دولة الحوثي

0Shares

 
بقلم:منی سالم الجبوري


عندما يصرح زعيم الحوثيين في اليمن بأن جماعته ستواصل تطوير قدراتها العسکرية، ويتزامن مع هذا التصريح إستمرار إطلاق الصواريخ”إيرانية الصنع”، علی السعودية، فإن السؤال الذي يتبادر للذهن؛ في أي مجال ستطور هذه الجماعة الخاضعة لإيران قلبا و قالبا، قدراتها العسکرية؟ وماذا يعني بهذا التطوير، هل يعني بأن هناک مصانع لإنتاج الاسلحة في اليمن و سيتم تطويرها؟ أم إنه يعني بذلک سعي جماعته لإبرام صفقات لشراء أسلحة من بلدان أخری؟ وقطعا فإنه ليس هناک من أية إجابة محددة علی أي من هذه الاسئلة لأسباب کثيرة ولکن من أهمها و أبرزها، إن هذه الجماعة ليست بدولة، وإن إنقلابهم علی الشرعية في اليمن غير معترف به دوليا، ولذلک فإن الحديث عن تطوير القدرات العسکرية لهم تعني رفع مستوی الدعم المقدم لهم وهو في نفس الوقت بمثابة رسالة إيرانية للسعودية علی لسان زعيم الحوثيين.
عبدالملک الحوثي، وهو يتحدث عن تطوير جماعته لقدراتها العسکرية، قال: “کلما استمر العدوان (في اشارة الی عمليات التحالف الداعم للشرعية في اليمن) في حربه فإن قدراتنا العسکرية سوف تکبر وتتطور وتتعاظم”، مضيفا أن لحرکته الحق في صنع طائرات بدون طيار واستخدامها. وهذا الکلام لو حللناه و فککناه فإنه سعي لإبعاد الشبهات عن إيران من تقديم الاسلحة النوعية للحوثيين، لکن مع ذلک قد تکون هناک مصانع متنقلة أو إبتدائية نوعا ما لصناعة طائرات من دون طيار أو مصانع لصناعة الصواريخ، خصوصا وإن تضييق الخناق علی الجماعة وتشديد المراقبة علی السفن الايرانية أو القادمة من إيران لإيصال أسلحة لجماعة الحوثي، يجعل من قضية فتح مصانع من جانب الايرانيين لإنتاج أنواع من الاسلحة أمرا ملحا تماما کما تفعل تنظيمات المافيا لتصنيع و إنتاج بعض البضاعات التي تدر عليها أرباحا و فوائد کبيرة.
ماتفعله جماعة الحوثي في اليمن، هو نفس مافعله و يفعله حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، بمعنی إن هذه الجماعات و الميليشيات المسلحة هي دول داخل دول، وهو خطر يبدو إن المجتمع الدولي لايلتفت إليه في الوقت الحاضر و يتحسب من نتائجه و تداعياته تماما کما کان الامر مع بن لادن عندما حارب الروس في أفغانستان و ماشکله من خطر بعد ذلک، خصوصا وإن هذه الجماعات و الميليشيات و الاحزاب المرتبطة تنظيميا و أيديولوجيا بالنظام في إيران، من الممکن جداأن تصبح في أية لحظة وسائل و أدوات خاصة لطهران و يتم إستخدامها في ضوء الحاجة المطلوبة منها، علما بأن هذه الاحزاب و الجماعات هي الايادي الظاهرة لطهران في المنطقة، أما الايادي الخفية و نقصد بها الخلايا النائمة التي تشکل هي الاخری إحتياطا إستراتيجيا لها، وإن نجاح الحوثيين في المهمة المناطة بهم في اليمن ستکون نتائجه في نهاية المطاف مضرة بالجميع، فهل سيتم السکوت عن ذلک؟

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة