السبت, أبريل 27, 2024

تبجحات خامنئي

0Shares

يوم الثلاثاء 20 مارس وفي رسالته بمناسبة نوروز ويوم الأربعاء 21 مارس في کلمته المفصلة السنوية التي ألقاها في مدينة مشهد، تناول خامنئي ملفات مختلفة وأبدی موقفه من ذلک.
وکان خامنئي قد قال في کلمته السابقة إن الاحتجاج هو حق الشعب ولکن في کلمته النوروزية ليس لم يتطرق إلی مثل هذه الکلمات فحسب وانما اعتبر بکل وقاحة مشکلة المواطنين ليس الفقر والبطالة وانما تحدث عن «النزعة الاستهلاکية، والإسراف والتبذير، والرفاهية المفرطة، والارستقراطية» التي «تحدث في الطبقات العليا وتتسرب إلی الطبقات السفلی». کما بخصوص العدالة تراجع عن کلماته السابقة وانسحب من کلمته فعلا وقال ان خط الفقر وصل إلی 9 بالمئة! وأن الفجوة الطبقية قد تقلصت بنسبة کبيرة: «قلت قبل أسابيع أننا متأخرون في العدالة. في قضية العدالة نحن متأخرون. وهذا رأيي. ولکن الآخرون من أصحاب الرأي المغرض استغلوا ذلک سوءا. انهم فسروا ذلک ان البلد لم يعمل في قضية العدالة بأي شيء. وهذا خلاف للواقع. في العدالة جرت أعمال کبيرة. وحصلت أعمال جيدة. .. هنا الفجوة الطبيقة أقل وأن قدرات الشريحة الضعيفة أکثر…».
کما تجاهل خامنئي في کلمته أکثر من 8000 حالة اعتقال في الانتفاضة الأخيرة ومقتل 50 متظاهرا ومقتل مالايقل عن 14 محتجا سلميا تحت التعذيب، وقال لا أحد يتم ملاحقته بسبب رأيه!
غير أن انتفاضة الشعب الإيراني والشعارات التي تطالب بإسقاط النظام تکشف أکاذيب خامنئي السخيفة بشأن الحرية في إيران.
ولم يشر خامنئي في کلمته إطلاقا إلی أهم القضايا التي يمر بها نظامه مثل العقوبات والمهلة المحددة من قبل الولايات المتحدة 120 يوما للاتفاق النووي کما مرّ مرور الکرام بالملفين الصاروخي والاقليمي وآيضا لم يتطرق إلی موضوع الانتفاضة. لماذا؟
السبب ليس إلا الطريق المسدود الذي يواجهه في هذه الملفات. فعليه اما يتراجع ويتجرع کؤوس السم المتلاحقة الأخری لکي يتم القضاء عليه أو يقف بوجه الشعب والمجتمع الدولي ويرضخ علی مضض إلی السقوط.
الواقع أن خامنئي في کلمته قد عرض جعبته الفارغة والمأزق الذي يواجهه والأزمة المستعصية التي يمر بها نظامه وأثبت أنه لم يعد قادرا حتی علی إجراء مناوراته السابقة والآن وصل إلی نهاية خطه. إنه کان قد قال في وقت سابق إن مطالبات الشعب هي حق. إني لدي انتقاد بهذا الخصوص. وبشأن العدالة نحن متخلفون… ولکن في کلمته الجديدة قال عکس الکلمات السابقة!
ومن اللافت أنه ورغم مضي عدة آشهر من انتفاضة 28 ديسمبر وکل الخوف والخطر الذي يشعره النظام من الانتفاضة، غير أنه لم يشاهد آي تحرک من هذا النظام سوی القمع المفرط، ولا حتی استعراض للاصلاحات الاقتصادية أو السياسية أو غيرها… وفي کلمته في يوم 21 مارس انه تراجع عن کل المجالات السابقة وأدلی بکلمات هي متخلفة عن کلماته السابقة. انه غلق طريق الاحتجاجات السياسية، بل غلق الاحتجاجات المعيشية وأظهر أنه لا يعود يتحمل حتی ذلک. ولو کان لدی خامنئي حل حقيقة، لکان يعرضه يوم الأول من العام الإيراني الجديد. کلماته تکشف عن تصعيد القمع ولو أن حتی في القمع ليس لديه ورقة جديدة يمکن أن يعرضها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة