الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانليس مأزقا بل إعلان للفشل!

ليس مأزقا بل إعلان للفشل!

0Shares


بقلم:غيداء العالم
 

لم يعد الصراع المحتدم بين الاجنحة منحصرا في داخل إطار إتهام الجناحين لبعضهمها البعض و حصر أسباب الاخفاقات و الفساد المستشري في حدود جناح، بل إن الامر قد وصل بروحاني وهو يلقي کلمة بمناسبة الذکری ال”39″، للثورة الايرانية بأن يعلن أن النظام کله في مأزق ولابد من إجراء إستفتاء لإيجاد حل لهذا المأزق!
طوال قرابة أربعة عقود من تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل رجال دين متزمتين عندما قاموا بمصادرة الثورة الايرانية و جعلها في رداء ديني، فإن هذا النظام و طوال تلک العقود ظل ينتقل من فشل الی فشل أکبر من السابق و ظلت الاوضاع تسير من سئ الی أسوء حتی وصلت الی حد بيع الاطفال و أعضاء الجسد و المبيت في المقابر و داخل الورق المقوی و أکل المواد الغذائية التالفة!
الثورة الايرانية التي شارک فيها الشعب الايراني کله وکان التيار الديني المتزمت من ضمنها، فإنها کانت ثورة للجميع و ليس لتيار معين، خصوصا إذا ماعلمنا بأن أهم قوة ثورية کانت بمثابة داينمو و محرک الثورة و عمال و دافع تحفيز الشعب للثورة ضد نظام الشاه، أي منظمة مجاهدي خلق، قد عاداها هذا التيار بقوة و إعتبرها أخطر عدو و خصم مناوئ له، وکان هذا متوقعا لأن منظمة مجاهدي خلق ومنذ الايام الاولی أعلنت عن رفضها لإستبدال التاج بالعمامـة و الملکية بالاستبداد الديني.
روحاني عندما يعلن عن وصول النظام الی مأزق و عدم تمکن جناحي النظام من إيجاد مخرج لذلک فإن ذلک في الحقيقة له معنی واحد ولاغير ذلک، وهو إن الجناحين ليس بإمکانهما إعلان مسؤوليتهما عن فشل النظام برمته و وصوله الی هذا الطريق المسدود، لأنهما يعلمان بأن إعلان ذلک بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة علی رأس النظام، إذ أن ذلک يکفي للشعب کي يقوم بإقتلاع النظام کله من اساسه.
مأزق النظام الذي هو في الحقيقة إعلان أکثر من واضح للفشل و عدم القدرة علی قيادة الشعب الايراني الی حياة أفضل، يقابله نجاحات و إنتصارات سياسية باهرة لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة و صلت الی حد تمکنها من قيادة إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، والذي کان بمثابة تصويت من جانب الشعب للقبول بالمنظمة کبديل لهذا النظام، وهو مايعني بأن المعادلة التي حاول النظام فرضها علی الشعب وإجباره علی القبول بها، وبطبيعة الحال فإن المطالبة بهکذا إستفتاء لايمکن أن يکون حلا علی وجه الاطلاق لأن الشعب کان قد أعلن في إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، عن رفضه لجناحي النظام و طالب بإسقاط النظام، وليس من المعقول أبدا أن يقوم بالتصويت لأحدهما وهو يعلم بأن کلاهما وجهان لعملة واحدة!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة