الجمعة, أبريل 26, 2024

خدعة سورنة إیران

0Shares

المرشد الأعلی للنظام خامنئي، وجماعات اللوبیات التابعة له خوفا من انتفاضة الشعب الإيراني والإطاحة، ولغرض بث روح الإحباط والیأس فی قلوب المواطنین واخافة بلدان المنطقة، لجأوا إلی حيلة دعائیة ویروجون اشاعة بأن مع توسع الانتفاضة، ستتورط إيران في حرب أهلية مثل سوريا.
منذ 28 کانون الثاني / يناير دخلت إيران عهد إسقاط نظام الملالي. إن الأبعاد الواسعة للانتفاضة في إيران وعمق هذه الانتفاضات، التي اتسمت برفض النظام مع جميع عصاباته الداخلية، إلی جانب الطلب علی حکومة ديمقراطية، أعطت رسائل واضحة للشعب الإيراني ورجال السلطة والقوی السياسية والاجتماعیة والحکومات الأجنبية. ويشير التوسع السريع للانتفاضة في أکثر من 142 مدينة في إيران بشعارات منسقة إلی وجود تنظيم وقيادة حقيقيين في هذه الانتفاضة ، الأمر الذي‌ اعترف به خامنئي الولی الفقیه للنظام أيضا.
بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، بدأ لوبیات النظام وأصحاب المساومة معه یتحدثون عن خطر حرب أجنبية ویکتبون مقالات بشأنه بهدف الحفاظ علی النظام، والآن وردت نسخة جديدة من هذا الخطاب یتمثل في سورنة إيران. السلطة، وعلی رأسها خامنئي، واقتناعا قويا بأن الحرب الخارجية لا تهددهم، وجنبا إلی جنب تجار السلاح وأتباع سیاسة الاسترضاء ینفخون بقوة في هذا الخطاب. وقد انضمت بعض قوی المعارضة إلی هذا الخطاب علی غرار تقلیعة عصرية. في حين أن قائد قوات الحرس قد قام مرارا بتقييم المخاطر الرئيسية داخليا، قام المنظرون الملونون في سلسلة من التحليلات بتقييم الخطر بأنه “کبير وملح وعاجل”. ومع اندلاع انتفاضة الفقراء، بدأت لوبیات النظام الدق بنحو ما علی طبول خطر سورنة إیران في حال استمرت الانتفاضة، وخلصوا إلی أنه یجب عليهم المساومة مع هذا النظام ومنع الانتفاضة. وأطل عباس عبدي، وهو منظّر ما يسمی الإصلاحيين، لیحذر من سورنة إیران وطالب ب “التعامل الصارم والعاجل وبکل قوة” مع الإيرانيين المحرومين الکادحین.
في حين أن الحرب الحقيقية تجري داخل البلاد بين الشعب والحکومة، وأن الضربة الأکثر تدمیرا للهياکل الأساسية في البلاد جاءت من قبل النظام نفسه وأن الشعب محروم حتی من الهواء النقي، في حين أن الثورة السلمية للشعب السوري حولها هذا النظام إلی هذه الحالة من خلال دعمه لدکتاتورية بشار الأسد، عندما أنفق نظام الملالی جزءا کبيرا من عائدات الشعب علی الحرب والتدخل في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وهلم جرا، وقد أنفق علی الأقل 120 مليار دولار لقتل السوريين.
 في الوقت الذي یرید جميع مکونات الشعب الإيراني بکل طوائفه وقومیاته الإطاحة بنظام الملالي وإنشاء حکومة وطنية، والشعب الإيراني یتمتع ببديل قوي ومنظم یعمل بمثابة حکومة ظل باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانیة مع شهرة عالمیة، فان الحدیث عن خطر سورنة إیران، إذا لم يکن ناجما عن الجهل ومتابعة للشهية الموالية للنظام ، فقد تم حقنها فی المجتمع ووسائل الاعلام من مراکز الحوار الأمني للولی الفقیه خامنئي.
لقد وضعت الانتفاضات الأخيرة علی هذا الخطاب “ختم الإبطال”. وأعربت جماهير الشعب عن نيتها بشعار”اترکوا سوريا، وفکروا فينا”. وأعلن المواطنون  أن الخطر الرئيسي عليهم هو النظام الحاکم بکل عصاباته، وعلی رأسه خامنئي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة