شاهين ناصري أحد الشهود على تعذيب بطل المصارعة الإيراني نويد أفكاري الذي أعدمه النظام الإيراني العام الماضي يتوفى هو الآخر في سجن طهران الكبرى يوم الثلاثاء 21 سبتمبر بطريقة غامضة.
وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 22 سبتمبر أُبلغت أسرة شاهين ناصري بالتوجه إلى محكمة الجنايات لاستلام جثة ابنها، وبعد يومين من نشر نبأ وفاة السجين أكد القضاء الإيراني وفاته وأعلن في بيان دون ذكر تفاصيل أنه أحيل إلى الرعاية الطبية في السجن وتوفي بعد ذلك بـ 45 دقيقة.
وكانت هناك إشارة لشهادة السيد ناصري بخصوص قضية ضرب إهانة وتعذيب نويد ووحيد افكاري في معتقل دائرة المباحث بمدينة شيراز لكن المحكمة لم تأخذ بأي من هذه الإشارات والأدلة.
وقد أفاد الملف الصوتي الذي تم تسجيله قبل إعدام نويد أفكاري عن شهادة شاهين ناصري حيث يتحدث الملف عن توضيح جزئي للتعذيب الذي تعرض له نويد أفكاري في المعتقل، وقول قاضي هذه القضية لشاهين ناصري متوعدا إياه بسبب تدخله في هذه القضية الأمنية وهدده قائلًا: أنزل عليك أشد العقاب.
وبحسب قول أقارب شاهين ناصري الذين تحدثوا إليه قبل وفاته لم تظهر عليه أي علامات اكتئاب أو تفكير انتحاري، وكان أكثر قلقا على صحته في الحبس الانفرادي بسبب التهديدات في السجن.
وبعد إدلاء هذا السجين بشهادته حول تعذيب نويد أفكاري وبقائه في الحبس الانفرادي لبعض الوقت تم ترحيله إلى سجن طهران الكبرى.
في الملف الصوتي الذي سجله لأجل نويد افكاري قبل إعدامه يصف شاهين ناصري بعضا من هذا التعذيب ويقول: "ذات يوم في معتقل دائرة المباعث بمدينة شيراز وبينما هم ينقلوني إلى مكان التعذيب وصل لمسامعي صراخا وإلتماسا وتوسلات في الممر وشتائم فاحشة.
وعندما تقدمت إلى الأمام رأيت شخصان يرتديان ملابس شخصية يضربان نويد أفكاري في إحدى الغرف ويوجهون إليه إهانات شديدة وبكلمات بذيئة شديدة الفحش، وضربوا نويد على رأسه بوحشية بالهراوات والمواسير.
ويمضي موضحا في حديثه المُسجل بهذا الملف الصوتي: سمعت بوضوح أن الجلادين كانوا يقولون مهددين لـ نويد أفكاري بأن كل ما نقوله صحيح ويجب عليك كتابته.
وعندما ذهبت إلى المحكمة الأمنية للإدلاء بشهادتي قال لي محقق الشعبة بعد الاستماع لحديثي مع بألفاظ نابية قبيحة إنك تتدخل في قضية أمنية، سأجعل نفس هذين المأمورين يقاضونك بتهمة القذف والتشهير، وهدده بأنزال أشد العقاب.
وقال مصدر مقرب من عائلة السيد ناصري في وقت سابق لمراسل "وكالة أنباء هرانا": قبل أيام قليلة من ذكرى إعدام نويد أفكاري أنه اي السيد ناصري قد نُقل من سجنه في سجن طهران الكبرى إلى مكان مجهول اعتقدنا أنه تم نقله إلى جهاز أمني ، لأنه تلقى تهديدات متكررة من قبل الأجهزة الأمنية بالتزام الصمت بشأن قضية الأخوين أفكاري، لكننا اكتشفنا قبل أيام أنه موجود في مكان في سجن طهران الكبرى، ولم يكن شاهين ناصري يعاني من أي مرض كامن وكانت وفاته مفاجئة وغامضة.
وفي هذا السياق أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا طالب فيه بتحقيق دولي في جرائم النظام الإيراني في سجون إيران جاء في البيان التأكيد على أن القتل وإبادة السجناء هو ممارسة شائعة في سجون الفاشية الدينية، ودعت المقاومة الإيرانية مرة أخرى إلى تشكيل وفد دولي من الأمم المتحدة لزيارة السجون واللقاء بالسجناء والتحقيق في جرائم نظام الملالي بالسجون وبشكل خاص في ملابسات وفاة شاهين ناصري.
كذلك أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا صحفيا يوم الأربعاء الموافق 15 سبتمبر2021 بهذا الخصوص ذكرت فيه أن السلطات الإيرانية لم تُجب ولم تُعقب عن ما لا يقل عن 72 شخصا لقوا حتفهم في مراكز الاعتقال التابعة للجمهورية الإسلامية منذ يناير 2010.
