الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممحاولة فاشلة يقوم بها النظام الإيراني بغية تحريف عاشوراء

محاولة فاشلة يقوم بها النظام الإيراني بغية تحريف عاشوراء

0Shares

في أيام شهر محرم وإقامة طقوسه التقليدية، يحصل الملالي الحاكمون على فرصة ليدلي أبرز الملالي الحكوميين بتصريحات ومزاعم محرفة وغير حقيقية بشأن نهضة الإمام الحسين(ع) وعاشوراء من طرف، كما خلقت أجواء ضد الملالي والمراسيم التي تعقدها الحكومة من طرف آخر من الأساس، وهي قضية ظهرت هذا العام في مراسيم ومواكب العزاء ضد الملالي مما أرغم الملالي على إبداء خوفهم علنا.

ويحاول الملالي الحاكمون تحريف انتفاضة عاشوراء ورسالتها. وبما أن هذا الأمر هو مهنة واختصاص للملالي المبلغين والمتاجرين بالدين خلال العقود الماضية حيث كانوا ومازالوا يستغلون ملحمة عاشوراء، فما الفرق بين عملهم اليوم مع ما كانوا يقومون به من أعمال في الماضي؟

 

فروق لطقوس محرم بين الماضي والحاضر

من الواضح أن هناك فرقا بين النهضة الحسينية التي تلطخت بآفكار متخلفة والتستر عليها على مدى القرون مع ما يسمونه باستخدام عاشوراء والإمام الحسين(ع) في الحكم وذلك من أجل فرض الحكم والقمع والسلب والنهب.

ويكمن الفرق في أن الملالي المتاجرين بالدين هم على السلطة في الوقت الحاضر وذلك حقيقة تؤدي إلى إيجاد ظروف مختلفة في إيران بالمقارنة مع بقية البلدان المسلمة. وحرّف الملالي الحاكمون منذ بداية حكمهم جميع المفاهيم والمفردات المقدسة من أجل مصالحهم القمعية والنهابة، بدءا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحجب حيث جعلوه أداة من أجل قمع المواطنين خاصة النساء في وطننا، إلى المؤسسات النهابة التي تنهب أموال وثروات المواطنين تحت عناوين كـ«ثامن الحجج»، وحتى جوازات السفر الأخيرة التي فضحت عنها أخيرا حيث كتبت عليها عبارة «جواز السفر إلى الجنة» والتي كانوا يقدمونها لمن أرادوا إرسالهم إلى سوريا من أجل مجزرة الشعب هناك. ومثل حالات الاستغلال الدجالة هذه كانت معتادة ومستمرة في الحرب الخيانية بحق أصحاب العقول والقلوب الساذجة، نظير حصان الإمام المهدي(ع) ومفاتيح الجنة التي كانوا يزجون بها بأبناء الوطن في حقوق الألغام.

 

ظاهرة جديدة، تحريف حقيقة تأريخية!

وهناك ظاهرة جديدة وهي أن محرم وعاشوراء والثورة الحسينية التي كانت لحد الآن بمثابة أداة يستغلها هؤلاء من أجل الوصول إلى السلطة والاستغلال، تحولت في الوقت الحاضر إلى ما يثير خوفهم وذعرهم ولذلك يزعمون أن ثورة الإمام الحسين(ع) لم تكن نضالية أو حتى سياسية.

وأصبحت الآن رسالة عاشوراء ضد حكم الملالي وتصريحات الملا خاتمي خير دليل على ذلك وهذا سير انطلق منذ انتفاضة عام 2009 حيث بلغت ذروتها في عاشوراء 2009 وفي ذلك العهد وجه مسعود رجوي في الأول من رمضان نفس العام رسالة للشباب الصانعين للانتفاضة قائلا: «هذا العام وفي شهر الصيام، حاولوا جهد المستطاع تحرير المساجد من مخالب الملالي الحكوميين المتاجرين بالدين. وانتهزوا الفرص من أجل التجمع والتحشد في المساجد في ليالي رمضان، والمسجد مكان لهذا الأمر، ينبغي أن يكون المسجد معقلا ضد الرجعية والتخلف والدكتاتورية ومعقلا للانتفاضة والثورة الديمقراطية للشعب الإيراني».

كما وجه في الأول من محرم في العام نفسه رسالة للشباب والطلاب الثوريين قائلا:

«قوموا من الآن بالتخطيط من أجل انتهاز الفرص في محرم من أجل تحرير المساجد والمراسم والطقوس والتجمعات من اضطهاد الولي الفقيه المتخلف، الوثن المجسّد والظالم في العهد، مظهر الكفر والاعتداء والاستبداد والحاجز الرئيسي أمام الحرية وسلطة الشعب المضطهد وحقوقه. يجب أن لا نسمح لنظام ولاية الفقيه القذر باستغلال المسجد في محرم الحسين(ع) في خدمة الكفر والتخلف والاضطهاد، ولا شك في أن صانعي الانتفاضة قادرون ولا بد لهم من القيام بهذا الواجب العقائدي والشعبي والثوري».

 

خلفية لهذا المدى من التحريف، رد مجاهدي خلق

ويجب التساؤل أنه أي سبب أدى إلى أن نلاحظ اليوم هكذا تغيير وتحول؟ وذلك نظرا لأن شهر محرم والمساجد والحسينيات كانت تحت السيطرة والاحتلال من قبل هؤلاء.

والجواب هو: لم يخلق هذا التحريف تلقائيا بل تعود خلفيته إلى قبل أكثر من 50عاما، إلى يوم استلهم فيه محمد حنيف‌نجاد المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من عاشوراء الحسين(ع) ورسالته مقدما مفهوما جديدا للإسلام حيث قال:

«الحدود الحقيقية الفاصلة  بين أبناء البشر لا تتمثل في كونهم يؤمنون بالله صوريا أو لا يؤمنون به، وإنما في كونهم ظالمين أو مضطهدين، في كونهم يتعرضون للاستغلال أو يقومون باستغلال الآخرين».

وبهذه العبارة القصيرة لقد مسح حنيف‌نجاد غبار 1400عاما عن وجه الدين ورفض المفهوم الاستغلالي للإسلام والدين بل أحيا المفهوم الثوري للإسلام حيث ترك للنسيان منذ عهد الإمام الحسين(ع) والأئمة(ع) وجعله يقفز نحو الأمام. ورغم إعدام مؤسسي مجاهدي خلق ولكن وبإعدامهم انتشر وتعزز هذا المفهوم للإسلام ورسالة حنيف‌نجاد وحمل مسعود رجوي راية حنيف‌نجاد ورسم في كل منعطف إستراتيجية مجاهدي خلق والمقاومة مستلهما من الإمام الحسين(ع) ومررها وحذا حذو الإمام في الحد الأقصى من التضحية والفداء.

 

خلفية لهذا المدى من التحريف، رد مجاهدي خلق

وفي الظروف الراهنة تحمل مريم رجوي هذه الراية حيث يلهم اسمها الشباب الصانعين للانتفاضة والمقاتلين في معاقل الانتفاضة ويزود معنوياتهم الذين جعلوا النظام تساوره سكرات الموت في جسده بحيث أن القاصي والداني شاهد وسمع في الأخبار أنه كيف يطلق الملا خاتمي الأنات والآهات للخوف والذعر ويحذر المواطنين من القصائد واللطميات والشعارات المناهضة للحكومة، وبينما لم يكن يتجرأ على ذكر اسم مجاهدي خلق قال: «انتبهوا ولا تتحولوا إلى المشاغبين، ومن حق المواطنين الاحتجاج الطبيعي والهادئ ولكن ينبغي عدم وقوع تعامل غير قانوني … والذين أثاروا التفرقة هم في صدد استغلال هذه الأجواء».

والآن يعلم كل من يراقب الأوضاع في إيران أن وزارة المخابرات وقوات الحرس التي تشرف على مواكب العزاء والقصائد واللطميات، وهناك معيار لتأييد أو رفض مواكب العزاء لإقامة الطقوس الخاصة لمحرم وهو ما إذا كانت القصائد واللطميات تشبه بموقف مجاهدي خلق وهل يمكن استغلالها من جانب مجاهدي خلق أم لا؟!

ولكن ورغم جميع المضايقات والاعتقالات نشاهد أن رسالة مجاهدي خلق وهي رسالة الإمام الحسين(ع) ورسالة عاشوراء، تتردد بين الألسنة في بعض المواكب والحسينيات خلال القصائد واللطميات لشهر محرم، ومهما حاول النظام وضع العراقيل والحواجز والحد من ذلك، ولكن وبحسب منطق التأريخ والتطور لن يقدر على ذلك، بل يؤدي إلى نشرها أكثر فأكثر وفي الحقيقة ها هم نظراء يزيد في هذ الزمن الذين يقضي عليهم الإمام الحسين ومن انتهج سبيله في زمننا هذا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة