الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتمجلس شورى نظام الملالي، معرضٌ للأزمات التي حلت بالنظام ولا حيلة لها

مجلس شورى نظام الملالي، معرضٌ للأزمات التي حلت بالنظام ولا حيلة لها

0Shares

تتراكم  هذه الأيام موجة من الأزمات الدولية والإقليمية والمحلية على رأس نظام الملالي، بداية من مغامرة ناقلات النفط حتى اتجاه الإجماع العالمي ضد النظام في المنطقة، والضغط المتزايد جراء العقوبات على حلق هذا النظام، والمناخ المتفجر في المجتمع، وكان رد فعل النظام على كل هذه الأزمات انعدام حيلة عمليًا. وبات عجزه عن إيجاد حل أزمة أعمق؛ مما أدى إلى استفحال الصراعات داخل هذا النظام. وكانت الجلسة العلنية لمجلس شورى النظام المنعقدة في 18 أغسطس مسرحًا لتفجير هذه الأزمات والكشف علنًا عن عدم انعدام حيلة، وظهور الصراعات الداخلية لالقاء اللوم على بعضهم البعض. 

 

وفي الوقت نفسه، تم الكشف عن بعض زوايا الأبعاد الخطيرة لاختلاس ثروات الشعب.  

كان تخبط نظام الملالي في الفخ النووي وفخ العقوبات من بين الأزمات الأخرى التي سُلط الضوء عليها مرة أخرى في مجلس شورى النظام دون أن يقدم حلًا لها. وقال المعمم، موسوي لارغاني، في هجومه على الزمرة المنافسة: 

يطالب العدو بالتفاوض بينما يمارس الضغط الشديد على الشعب الإيراني ويهدف من وراء هذه الخدعة أن يفرض التزامات جديدة علينا، ومن المثير أن رئيس الجمهورية أيضًا يدعي أننا قادرون على شراء الأسلحة وبيعها في ظل استمرارية الاتفاق النووي.  فلماذا تدق طبول النفاق يا سيد روحاني وتكذب على الشعب علانية؟ ليتك ما ارتديت زي رجال الدين؛ حتى، على الأقل، لا تجعل تصرفاتك الخاطئة وتصرفات حكومتك الشعب يسيئ الظن بالدين والمتدينين. 

 

يا سيد روحاني، يتعين عليك بصفتك رئيس جمهورية إيران الإسلامية، أن تكون ذكيًا وفطنًا عندما يلجأون إلى الخداع حال عدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم بالقوة والهيمنة. لقد أثبت العدو مراوغاته وأكاذيبه أكثر من مرة؛ فمطالبته اليوم بالتفاوض ما هي إلا خدعة بكل ما في الكلمة من معنى. وعلى حد قول الرئيس الفرنسي فإن هذه الدعوة ما هي إلا بادرة صغيرة لجر إيران إلى مائدة المفاوضات.

يعد الفساد أكثر الأزمات انتشارًا التي سلط مجلس شورى النظام الضوء عليها في 18 أغسطس، ومع اقتراب موعد تقاسم السلطة والنهب إبان مسرحية الانتخابات المقبلة؛ أصبحت إزالة الستار عن حالات الفساد إحدى الأدوات المتاحة على الساحة لهزيمة المنافسين في الصراع على السلطة.

 

كما اعترف المعمم موسوي لارغاني بشكل آخر من أشكال الفساد، قائلاً:

إن انتشار بعض الظواهر مثل ظاهرة سالار أغاخاني وأحمد عراقتشي في البلاد هو نتيجة لإدارة المحسوبية ورعاية التربح الريعي. وإذا كنا نبحث عن الحقيقة، فبأي مبدأ اقتصادي يمكن لشاب يبلغ من العمر عشرين عامًا أن يحصل على 160 مليون دولار من البنك المركزي ويحولها خارج البلاد؟. والمثير للاهتمام، أنه رغم كل هذه المخالفات سيتولى السيد سيف منصب المستشار الأول لرئيس الجمهورية. لذا علينا أن نذرف الدموع على ما آل إليه هذا الأسلوب من الإدارة.

 

وأثار المعمم بجمانفر  قضية استهداف الدعم الحكومي، وأزال الستار عن الحق المسلوب من الشعب مشيرًا إلى التربح الريعي للحكومة وقدره ۱۴ مليار دولار؛ تم نهبها من مصادر توفير احتياجات الشعب، وقال:

على الرغم من أننا يجب أن ندفع 14 مليار دولار أو 14 مليار يورو مباشرة لهذا القرار فإن كل إيراني من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمه يتلقى دعمًا قدره 2 مليون و 625 ألف تومان سنويًا ، بمعنى كل شهر قدره 218750 تومان. بينما كان من المفروض خلال الخمسة أشهر الماضية أن يدفعوا لكل إيراني دعمًا قدره مليون و 93 ألف و 750 تومان. فما هو مصير هذا الدعم؟ وكيف أوصلوا هذا الدعم للشعب ، في حين أن الشعب يعاني من الضغوط الاقتصادية الفتاكة؟ كيف يروق لهم القيام بهذا التصرف؟

 

ومضى المعمم بجمانفر في حديثه وأشار إلى قصة نهب الأموال العامة المتكررة، ولا سيما لنفقات حملة الانتخابات ، قائلاً:

من المؤكد أن شركات الصلب وصناديق التقاعد الحكومية هي كيانات غنية يُفرض عليها أن تمنح مديريها كل الصلاحيات لكي يتمكنوا من الإختلاس وتوفير نفقات القوائم الانتخابية التي تقدمها الحكومة.

وكان الاعتراف بنهب الأصول والموارد الوطنية وإفقار وتجويع الشعب الذي يعيش على هذه الموارد اعترافًا آخر من الاعترافات التي بُوح بها في صراع العصابات في مجلس شورى النظام.

يعلم الجميع أن خوزستان غنية بموارد النفط والغاز والأراضي الخصبة والموانئ ومحطات الطاقة والسدود وصناعة قصب السكر الضخمة والحديد والفولاذ وصيد الأسماك والزراعة، ولكن إذا قلت ذلك لأي شخص حكيم ، فسوف يستنتج  بالضرورة أن سكان المحافظة يعيشون  في رفاهية كاملة. بينما للأسف يتحتم علينا ألا نقر بذلك، حيث أننا متخلفون مقارنة بالمحافظات المتمتعة برفاه العيش أو عدنا إلي الوراء، حسبما تشير العديد من مؤشرات التنمية.  فلماذا هناك العديد من المشكلات، بعد مضي 30 عامًا من وقف الحرب المفروضة ، في محافظة خوزستان لاسيما في مدن آبادان وخرمشهر وشادغان ؟

سيدي رئيس الجمهورية ، لماذا تزيد نسبة البطالة عن 30 في المائة في آبادان، ويقدمون إحصاءات مزيفة؟ وهل لديكم علم بالفقر وعدد المستغيثين طلبًا للمساعدة تحت ستار الرعاية الاجتماعية ولجنة الاغاثة في مدينتي آبادان وخرمشهر؟

 

وأخيراً، أزمة الصراع على السلطة وسحب كرسي السلطة من تحت أقدام بعضهم البعض؛ التي نشبت في زمرة خامنئي باستخدام عصا مجلس صيانة الدستور  وإقصاء المنافسين من المشهد الانتخابي، ونشبت في زمرة روحاني في شكل إثارة الاستفتاء لاستئصال هذه العصا من أيدي الزمرة المنافسة. 

يا سيد واعظي، بطريقة أو بأخرى، أنت المسؤول الأول في الحكومة عن التعيينات ، وشهدنا إقصاء بعض منتجات مصنع مدير إدارتكم وفي الآونة الأخيرة كان لديكم إفادات حول الاستفتاء. يا سيد واعظي،  نظرًا للوضع الاقتصادي المتردي والغلاء والتضخم ؛ فإذا كنت ترغب في إجراء استفتاء على قدرة حكومتكم  على معالجة المشكلات الرئيسة للشعب؛ أليس من الأفضل أن يتم استفتاء الشعب حول ضرورة استمرار روحاني في منصبه حتى انتهاء مدته القانونية مثل الحكومات الأخرى التي انتخبها الشعب ، وأن يحسن الوضع الحالي الناجم عن تصرفه الخاطئ.  ولكننا لا نتوقع أن نشهد نوعًا من العبث الثقافي في الإدارة بتلاعبهم بالالفاظ وتضليل الشعب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة