بقلم : رٶى محمود عزيز
القول بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه أوضاعا صعبة من جانب معظم المحللين و المراقبين السياسيين، حقيقة متفق عليها ولاجدال أو نقاش بشأنها، لکن عندما يسعى البعض للإيحاء بصورة أو أخرى من إن هناك ثمة أمل لخروج النظام منها سالما من خلال القول بأنه من المحتمل أن يخيم شبح السقوط على النظام في حين إن سقوطه صار أمرا واقعا لامناص منه إذ صارت الابواب مغلقة بوجهه من کل جانب و صارت الازمة تحاصره و تشد عليه الخناق.
الاقتصاد الايراني يتراجع بصورة ملفتة للنظر بحيث إن إنتاج النفط قد إنخفض بمقدار مليون و نصف المليون برميل، وتزامنا مع ذلك و خلال الثمانية أشهر المنصرمة، فقد إنخفضت القدرة الشرائية للمواطنين الايرانيين بنسبة 80%، بالاضافة الى مديونية النظام البالغة أکثر من 100 مليار دولار، أما سياسيا فقد تکبد النظام هزائم کبيرة بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و خروج معظم الشرکات الکبيرة من إيران و عدم موافقة الکثير من البنوك العالمية على تغطية صفقات و معاملات النظام و صعود نجم المقاومة الايرانية بصورة ملفتة للنظر، الى جانب الشرخ الکبير في تحالفه مع روسيا على الصعيد السوري و الرفض الاقليمي و الدولي المتصاعد بوجهه، وکل ذلك يجعل الاوضاع صعبة جدا و لايمکن للنظام أن يستمر طويلا فيما لو بقيت على حالها وهي باقية من دون أدنى شك لأنه ليس هناك من أي بريق أمل بذلك الخصوص، فالنظام الايراني أشبه بالسفينة المهلهلة المملوءة بالثقوب و هي غارقة لامحال.
التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، والذي سيعقد في 30 من حزيران الجاري في باريس، حيث أعرب النظام و بصورة رسمية و قبل إنعقاده من خوفه و توجسه منه و دعا الحکومة الفرنسية الى الحيلولة دون إنعقاده، يعتبر بنظر المراقبين السياسيين أکبر تهديد سياسي يحدق بالنظام خصوصا وإنه تجمع إستثنائي بمعنى الکلمة و يحضره أکثر من 100 ألف إيراني و مئات الشخصيات السياسية من سائر أرجاء العالم، ويبحث بصورة رئيسية في موضوع إسقاط النظام و بديله الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وإن النظام الايراني يتخوف أکثر من أي وقت مضى من هذا التجمع الذي أثبتت الايام بأن توقعاته دقيقة جدا وهي تتحقق والاخطر من ذلك بالنسبة للنظام هو إن الشعب الايراني يتابعه عن کثب و يهتم به الى أبعد حد، ومن هنا فإن سقوط هذا النظام ليس شبحا يخيم عليه وإنما هو أمر واقع لامناص منه أبدا.
