الثلاثاء 23 يوليو ، أعلنت القنصلية الفرنسية العامة في القدس في بيان أن قنصله ، بيير كوشارد ، "كان موضوع انتحال هوية على شبكة تويتر الاجتماعية". تم اكتشاف عملية انتحال الهوية بعد سلسلة من التغريدات ، التي نشرت من هذا الحساب المزيف ، معلنة زيارة السيدة مريم رجوي، إلى إسرائيل. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن القنصل نفسه هو الذي نبهنا وأغلقنا الحساب على الفور يمكن ربط هذه القضية بشبكة معلومات مزيفة إيرانية ذات حجم كبير.
بدأ كل شيء يوم الأربعاء 17 يوليو. في الساعة 6:16 ، يتم نشر تغريدة أولية من حساب بيير كوشارد المنسوب إلى القنصل العام لفرنسا في القدس. ويعلن بيير كوشارد المزيف في هذه التغريدة: « فوجئت بنبأ تلقيته من زميل سابق عملت معه في طهران يفيد بأن مريم رجوي، أحد أكثر المعارضين للنظام الإيراني ذهبت إلى إسرائيل».
ثم شرحت أربع تغريدات، مكتوبة بفرنسية غير سليمة لغويا بالتفصيل عن الزيارة المزعومة: تم تحديد الزيارة في 17 يوليو ، وقد رتبها "رودي جولياني ، المحامي الشخصي للرئيس ترامب وبواز رودكين ، السفير الإسرائيلي في ألبانيا ". خلال زيارتها ، ستلتقي السيدة رجوي يوسي كوهين ، مدير الموساد ، الذي تعاون بالفعل مع المجاهدين في القضية النووية الإيرانية" وكذلك "رئيس وزراء إسرائيل" ، بنيامين نتنياهو.
19 يوليو ، مريم رجوي ، تدين على تويتر "الأكاذيب" التي تقوم بها إيران "ضد المقاومة الإيرانية". معذلك تتواصل إعادة نشر تغريدات بيير كوشارد. يقدم موقعان إخباريان للنظام الإيراني ، مهر نيوز و برس تي في ، مقالة على أساس التغريدات. إن وسائل إعلام النظام ، مثلها مثل تلك الموجودة في حلفائها ، بما في ذلك حزب الله اللبناني ، تلتقط المعلومات من خلال مصادرها وتنشرها وتروجها.
القرصنة المعلوماتية والمعلومات المضللة
مساء يوم 23 يوليو ، تم إغلاق الملف الشخصي لبيير كوشارد ، تستنكر القنصلية العامة لفرنسا في بيان لها سرقة الهوية التي كان السيد كوشارد موضوعها.
"للوهلة الأولى ، كان حساب تويتر المنسوب إلى السيد كوشارد يبدو حقيقياً. "محتوى هذا الحساب يظهر أنشطة عادية وتتعلق بنشاطات رسمية دون أي يلفت أي اهتمام" ، هذا ما قاله مصدر دبلوماسي. تم إنشاء الحساب في ديسمبر 2013 ، قبل ما يقرب من ثلاث سنوات من وصول السيد كوشارد. إذن من الممكن إضافة اسم القنصل الجديد مؤخرًا بعد اختراقه للقرصنة. لفترة طويلة ، كانت المعلومات النادرة ، المنشورة باللغة الإنجليزية على هذا الحساب ، تتعامل بشكل أساسي مع لعبة البيسبول. تم تغيير المحتوى في مايو. أكثر سياسية وأكثر انتظامًا ومكتوبة باللغة الفرنسية.
"بعض الخبراء يرون بصمات إيرانية فيه. يقول أوحد زيدانبرغ ، المحلل المتخصص في الأمن الالكتروني: "نعرف حينها أن إيران استثمرت بكثافة في القرصنة والمعلومات المضللة. ومن بين هذه التقنيات انتحال هوية حساب مسؤول أجنبي لبث معلومات خاطئة لصالح النظام الإيراني يمكن ملف القنصل مرتبط بهيكل أكبر يضم مئات من الملفات المزيفة ".
تذكرنا عملية الخداع في حساب بيير كوشارد بالتأثير الأوسع بكثير الذي تم اكتشافه على تويتر وفيسبوك في مايو من العام الماضي ، والذي استهدف الولايات المتحدة. في حالتين ، تم إساءة استخدام الحسابات المزيفة ، والتي تسمى مرشحي انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر 2010. كانت محتويات هذه الحسابات تقتصر في البداية على مجموعة متنوعة من الموضوعات ، غالبًا ما تكون جزئية وذات صلة بالسياسة الداخلية الأمريكية. لكنهم بدأوا بالتدريج في الدفاع عن مواقف السياسة الخارجية الإيرانية. أعلن فيسبوك أنه أزال حوالي مائة حساب يزعم أنها تديرها "صحفيون أو مراسلون مستقلون" و "البعض يدعون عضويتهم في منظمات معروفة". وقال فيسبوك إن الحسابات المزيفة مرتبطة بالنظام الإيراني بحيل خفية تهدف إلى تضليل الجهات الفاعلة في المشهد السياسي ووسائل الإعلام ، وتتبع عمومًا استراتيجية هادفة ذات نفوذ واسع النطاق.
