الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالات لاوفاء لنظام يضر الآخرين

لاوفاء لنظام يضر الآخرين

0Shares

بقلم:مثنى الجادرجي

 

ليس هناك من خطوة ضرورية وملحة جدا يجب على العراق أن يقوم بها أکثر من الابتعاد عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ومنذ أن هيمن بنفوذه على العراق فقد إنقلبت الاوضاع في العراق رأسا على عقب وباتت تسوء مع مرور الايام حتى وصلت الى أسوأ ماتکون، والذي يلفت النظر إن الشعب العراقي يعلم جيدا بأن نفوذ ودور هذا النظام هو السبب في تردي الاوضاع، والانکى من ذلك إن بلدان المنطقة أيضا قد علموا بهذه الحقيقة ولذلك فقد صاروا يطالبون النظام الايراني بإنهاء تدخلاته في العراق بشکل خاص والمنطقة بشکل عام.

في ظل هکذا أجواء تشدد وتٶکد على ضرورة الابتعاد عن هذا النظام من أجل أن تتحسن الاوضاع في العراق، فإنه من المثير للسخرية أن يٶکد عضو الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة الإيراني احمد خاتمي، يوم الخميس الماضي، أن العراق بات حليفا لبلاده رغم انفاق الولايات المتحدة الأميركية 7 ترليونات دولار في العراق، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد رفضه التخلي عن اواصر الصداقة مع طهران وإن العبادي هو الصديق الوفي لإيران! هذا الکلام الذي يثير الالم والحزن معا ولاسيما في هذه الفترة الحساسة حيث يشهد هذا النظام نکوصا وتراجعا بعد أن إنکشف أمره وصار الجميع يحذرون منه، فإن هکذا شهادة بحق أکبر مسٶول سيادي في العراق يعتبر مصيبة المصائب.

توثيق وتقوية العلاقة مع النظام الايراني تصرف وأمر غير سليم وأبعد مايکون عن العقل والمنطق والمصالح العليا للعراق خصوصا بعد أن وصل به الامر الى حد أن لايتجرأ مسٶول فيه من السفر الى الخارج إلا وتطارده طلبات إلقاء القبض عليه بسبب تورطه في قضايا الارهاب کما کان الحال مع المستشار الاعلى للمرشد الاعلى، علي أکبر ولايتي، حيث طالبت الارجنتين روسيا بتسليمه على خلفية تورطه في عملية إرهابية في هذا البلد، بالاضافة الى ماقد أثير ويثار بشأن تورط هذا النظام في العملية الارهابية الفاشلة الاخيرة والتي أراد من خلالها تفجير مکان الاجتماع السنوي للمقاومة الايرانية، وإن المفترض في هکذا ظروف وأوضاع أن يفکر ساسة العراق ولاسيما الذين يتبٶون مراکز سيادية، بسياق يضع المصالح العليا للعراق فوق أي إعتبار آخر.

إيران، شئنا أم أبينا متجهة نحو مفترق ومنعطف التغيير الذي لم يعد منه من مناص، خصوصا وبعد أن باتت الاوضاع المرتبطة بإيران وعلى مختلف الاصعدة تتجه بهذا السياق بل وحتى إن قادة ومسٶولون إيرانيون صاروا يحذرون من إحتمال سقوط نظامهم وإحتمال تکرار التجربة السورية في إيران وهو کما يبدو نوع من القفز على الحقائق والواقع لأن هناك بديل سياسي متمکن ومقتدر لهذا النظام يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حيث يعبر عن مختلف أطياف وأعراق و شرائح الشعب الايراني، في ظل مثل هذه الاوضاع على الساسة العراقيون أن يفکروا مليون مرة قبل أن يربطوا مصيرهم بمصير نظام لم يعد له من أي أمل بالاستمرار طويلا!

 

كتابات

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة