السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتمثير لما هو أکثر من السخرية

مثير لما هو أکثر من السخرية

0Shares

بقلم مها أمين

 

لم يکاد أن ينقشع الدخان المتعالي عن فضيحة العملية الارهابية الفاشلة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي إستهدفت المٶتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي أقيم في 30 من حزيران المنصرم، حتى تعالى دخان فضيحة إرهابية جديدة تطارد هذا النظام عندما طالبت الأرجنتين روسيا باعتقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، الذي يزور موسكو لعقد اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك وفقا لمذكرة دولية صادرة ضده لاتهامه بإصدار أوامر بهجوم إرهابي استهدف المركز اليهودي في العاصمة بوينس أيرس، في 18 يوليو/تموز 1994 والتي سقط فيها 85 قتيلا و300 جريح.

هذا النظام الذي تورط به شعبه بشکل خاص وشعوب المنطقة بشکل عام، سعى طوال العقود المنصرمة وبصورة ملفتة للنظر على إنه ضحية للإرهاب وإنه يقف ضد الارهاب ويحاربه بکل قوة، لکن ظلت أقواله ومزاعمه موضع شك وريبة خصوصا وإنه کانت هناك دائما العديد من الشبهات التي تحوم حوله وکما يقول المثل"لادخان من دون نار"، فإن التهم التي کانت توجه إليه بالتورط في أعمال ونشاطات إرهابية لم تکن جزافا ولاسيما تلك المتعلقة بإغتياله لشخصيات ورموز قيادية بارزة في المقاومة الايرانية نظير الدکتور کاظم رجوي في سويسرا وغيره في العراق وبلدان أوربية أخرى بل وحتى في إيران نفسها.

هذا النظام الذي کان مجيئه أشبه بسحابة سوداء مشحونة بکل أنواع السموم والبلاء والمصائب، والتي بدأت تنزل على رأس الشعب الايراني وشعوب المنطقة تترى، کان واضحا من البداية سعيه لتبني التطرف والارهاب کوسيلة لتحقيق أهدافه وغاياته وقد تأکد ذلك عمليا بعد أن إستشرى نفوذه في بلدان المنطقة من خلال أحزاب و ميليشيات متطرفة متسلحة بالارهاب ومعتبرة النظام الايراني منارا وقدوة ومثلا أعلى لها، وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي إندلعت بوجه هذا النظام ولازالت مستمرة في شکل إحتجاجات متواصلة لاتکاد أن تنقطع، قد فضحت النظام من هذه الناحية عندما طالبت بإسقاطه ورفضت تدخلاته في بلدان المنطقة وطالبت بإنهائها، ولأن هذه الانتفاضة هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق خصوصا بعد أن صارت هناك معاقلا لتنظيم وتوجيه الانتفاضة، فإن النظام صمم على أن يوجه ضربة قوية للمنظمة ووجد في المٶتمر السنوي العام الذي يحضره أکثر من 100 ألف إيراني معارض للنظام هدفا له، ومن هنا وطبقا لمعلومات موثقة من داخل النظام فإن خامنئي وروحاني ووزيرا المخابرات والخارجية اتخذوا قرار الهجوم على مؤتمر باريس وتم تكليف وزارة المخابرات و«الدبلوماسيين» التابعين للنظام بتنفيذه، لکن وبعد إفتضاح أمر هذه العملية وفشلها الکبير، فقد صار النظام موضع سخرية وتندر لکن الاکثر سخرية من ذلك هو مطالبة الارجنتين روسيا بإعتقال ولايتي وزير الخارجية السابق لتورطه في تلك العملية الارهابية، وإن الذي هو مثير لما هو أکثر من السخرية عندما نجد إن وزير خارجية أسبق ودبلوماسي حالي مدانان بالتورط في القيام بعمليات إرهابية، والسٶال هو: أي نظام هو هذا النظام؟!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة