الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفشل إجراءات نظام الملالي القمعية في الفضاء الإلكتروني

فشل إجراءات نظام الملالي القمعية في الفضاء الإلكتروني

0Shares

أعلن  الحرسي ”شكارجي“ المتحدث والمساعد الثقافي المعني بالدعاية الدفاعية بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في نظام الملالي في تصريحاته خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي للقوات المسلحة للفضاء الإلكتروني، عن تشكيل لجنة محتوى الفضاء الإلكتروني في الهيئة المذكورة، واعترف بأن الجانب المهيمن في الساحة وأرض هذه المعركة هم أعداء الثورة والنظام الإسلامي، على الرغم من تأكيد خامنئي على أهمية الفضاء الإلكتروني".  

والجدير بالذكر أن هذا الاعتراف وهذا التعبير عن الرعب هو نقطة ارتكاز جهود ومحاولات نظام الملالي وقادة جهاز المراقبة والقمع فيما يتعلق بالفضاء الإلكتروني الذي أصبح أكثر شيوعًا هذه الأيام بشكل غير مسبوق.

ومن ناحية أخرى، نجد أن يصدر مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المشهد وإعلانه عن "تشكيل لجنة محتوى الفضاء الإلكتروني في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة" يدل على النهج العسكري والأمني ​​لنظام الملالي في التعامل مع الفضاء الإلكتروني.

وفي ختام تصريحاته، أضاف الحرسي شكارجي بحساسية تفوق حساسية الحرب الحقيقية مؤكدًا على أن الفضاء الإلكتروني ساحة للمعركة: "أن العدو يستخدم مبدأ المفاجأة في الفضاء اللإلكتروني اليوم كما يشاء وبالشكل المدروس وينفذ العمليات من خلال التخطيط.

ويركز الأعداء على تناقضات المسؤولين سعيًا إلى تقويض ثقة ومصداقية الشعب في نظام الحكم حتى يتسنى لهم أدارة الرأي العام وتوجيهه".

وبهذه الطريقة، يسلط الحرسي المشار إليه آنفًا الضوء بوضوح على الجانب والدور الكاشف والتنويري للفضاء الإلكتروني ويعترف بأنه بناءً على ذلك فقد نظام الملالي إدارة الرأي العام وتوجيهه. 

السبب الرئيسي للرعب من الفضاء الإلكتروني

إن رعب نظام الملالي من الفضاء الإلكتروني غيَّر المدار منذ المرحلة المصيرية لانتفاضة نوفمبر 2019، وتحوَّل من دائرة الفضاء الإلكتروني حسب قولهم إلى ساحة للمعركة مع أعداء نظام الملالي.

وفي معمعة الانتفاضة تصدر الولي الفقيه المتخلف المشهد في 17 نوفمبر 2019، وقال: " في غضون هذين اليومين تقريبًا، أي خلال ليلتين ويوم واحد نجد أن ما ذهب أبعد من هذه الأحداث هو أن جميع مراكز الشر في العالم تشجع على القيام بأعمال العنف ضدنا، بدءًا من الأسرة المشؤومة الفاجرة وليدة سلالة بهلوي وصولًا إلى مجموعة المعارضين المجرمين (على حد قول خامنئي الفاشي سفاك الدماء). فهم يشجعون باستمرار في الفضاء الإلكتروني وأماكن أخرى على القيام بأعمال العنف وارتكاب الجرائم".

ومن الواضح أن وضع فلول الشاه إلى جانب مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية يرمي إلى تضليل الرأي العام عن الخطر الرئيسي لنظام الملالي، ألا وهو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

كما أن خامنئي كان قد قال أثناء انتفاضة يناير 2018 أن أمريكا هي التي وضعت الخطة، وأن المملكة العربية السعودية هي من دفعت التكاليف، وتولى مجاهدي خلق تنفيذ الخطة.

وبناءً عليه، بات من الواضح لماذا تكررت متلازمة الفضاء الإلكتروني للولي الفقيه الرجعي مرة أخرى في الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019، ولماذا يُبدي عناصر نظام الملالي ووسائل الإعلام الحكومية قلقهم وهلعهم باطراد من الفضاء الإلكتروني وانتشار مجاهدي خلق فيه.

وفي إعرابها عن مخاوفها من هذه الظاهرة البارزة المعاصرة، كتبت صحيفة "كيهان خامنئي" في 5 نوفمبر 2020: " يعتقد البعض أن العدو يهيمن على الملعب في هذه الساحات أيضًا".

ثم تضيف صحيفة "كيهان" محبطة فاترة الهمة من التخلي عن الفضاء الإلكتروني وهيمنة المعارضين ومجاهدي خلق والأعداء عليه: "مع كل يوم يمر، نشهد المزيد من انتشار مجاهدي خلق، وبالطبع التأثير الملموس غير المرغوب فيه على الرأي العام، والإهمال السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية في البلاد مثل إنستجرام ".

والجدير بالذكر أننا لم نعد نجد كثيرًا من الأخبار عن مخاوف نظام الملالي العبثية من تأثير الفضاء الإلكتروني على أخلاقيات الشباب والمراهقين؛

في الحالات الأخيرة من إعرابه عن غضبه ورعبه من الفضاء الإلكتروني وانتشار مجاهدي خلق والمعارضين فيه ومدي تأثيرهم على الرأي العام الداخلي. ويشير إلى المخاطر السياسية والأمنية للفضاء الإلكتروني دون المحافظة على الرسميات.

وكانت قضية تصفية الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي للمعارضين محل نقاش ساخن في مجلس شورى الملالي، لكن لم يصلوا حتى الآن إلى أي نتيجة، نظرًا لأنه بتعميم قاطع التصفية لن يكون هناك أي أمل في أن يتمكنوا من تغيير أي شيء بهذه الطريقة.

وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة "شرق" الحكومية في 5 نوفمبر 2020 مذكرةً بفشل نظام الملالي فشلًا ذريعًا في مواجهة مقاطع الفيديو والأقمار الصناعية، قائلة: " لا تجربوا إخفاقات حظر الفيديو والأقمار الصناعية على الإنترنت".

ثم أضافت الصحيفة المذكورة: " يجب على مجلس شورى الملالي أن يتعظ من الفشل في تنفيذ حظر استخدام أجهزة الاستقبال من الأقمار الصناعية التي دخلت نصف عمرها السادس والعشرين هذا العام، وألا يسعى إلى سن قانون لتصفية الشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لأن الناس سيجدون طرقًا للتعامل معها".

بيد أنه نظرًا لأن ديكتاتورية ولاية الفقيه القروسطية لا تعرف حلًا ووسيلة أخرى للتعامل مع الصراعات والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوى القمع والاعتقال مثلما لجأت بالأمس إلى الاستعانة بالوحدات الخاصة واللقطات المسرحية السخيفة لعناصره وهم يهبطون على أسطح منازل المواطنين في جسر جوي ويلقون بشكل صاخب بأطباق الأقمار الصناعية على الأرض.

والآن يلجا نظام الملالي إلى الفلترة وشرطة الفضاء الإلكتروني وكافة أجهزة المراقبة والقمع وأنظمة التحكم، لإغلاق الفضاء الإلكتروني الذي يمثل القناة الرئيسية للمعلومات العامة في ظل ظروف تضييق الخناق والوضع الثوري، بيد أنه حريٌ بنا القول بأن هذا النظام الفاشي لن يجني في هذا الصدد سوى الفشل وفضيحة جديدة. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة