الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتصراع ضد التکنلوجيا

صراع ضد التکنلوجيا

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

عندما تنتهي الحالة بأي نظام سياسي بأن يجد نفسه في مواجهة التطور والتقدم العلمي ويسعى لأن يصبح له ندا، فإن من الواضح بأن هناك مصير مجهول بإنتظار هذا النظام، ذلك إن التطور والتقدم وکما هو معروف تأريخيا، لايرحم ويسحق کل من يقف بوجهه وإن عصر النهضة الاوربية قد أثبت هذه الحقيقة.

هناك أکثر من مشکلة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع التقدم العلمي والتکنلوجيا ولاسيما فيما يتعلق بالانترنت وشبکات التواصل الاجتماعي إذ لم ينتهي هذا النظام من حملته على الصحون اللاقطة والهواتف النقالة، حتى وجد نفسه أمام غريم أقوى وأکثر وأکبر تأثيرا، ولاريب بأن الصراع الذي جرى بين طهران وبين إدارة تلغرام في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي إستفادت من هذه القناة والتي إنتهت بإغلاقها رغم إن هناك الکثيرون ممن يستخدمونها في داخل إيران على رغم الحجب، ينتظر طهران صراع آخر مع إدارة"أنستغرام".

عقب التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، والتي أثارت السخرية على أثر مطالبته بإغلاق الصفحات الخاصة بمجاهدي خلق على شبكة تويتر، فقد ذکر أبوالحسن فيروزآبادي أمين المجلس الأعلى للفضاء المجازي للنظام بعدم تعاون إنستغرام مع نظام الملالي حيث قال: "إذا ما لا تتعامل هذه الشبكة للتواصل الاجتماعي مع مطالب إيران، سوف ينتهي بها المطاف كما انتهى بتلغرام"، وفي يوم 17أيلول/ سبتمبر 2018 قال: "من الممكن دراسة قضية حجب إنستغرام"، وبطبيعة الحال، فإن إرتفاع حمى النظام الايراني من مواقع التواصل الاجتماعي، يأتي بسبب دورها الکبير في نشر الوعي السياسي وفضح ممارسات النظام کشف حالات الفساد ومختلف مساوئ النظام وعيوبه، وفي الوقت الذي لايوجد فيه نظام واحد في العالم يعيش هکذا هاجس وهکذا حالة سوى هذا النظام، فإن ذلك يدل وبکل وضوح الى أي حد يواصل هذا النظام حربه ضد الحرية والتقدم.

خوف النظام بل رعبه الاکبر هو من الاسلوب الحضاري والراقي الذي باتت منظمة مجاهدي خلق تستفاد من خلاله من شبکات التواصل الاجتماعي وتنقل أخبارا وحقائق ومعلومات دقيقة عن مايجري في داخل إيران عموما وفي داخل النظام نفسه خصوصا، وتبين کيف إن هذا النظام يسير في إتجاه معاکس تماما لإتجاه الشعب الايراني وإنه لايتقدم ولو خطوة واحدة للأمام بإتجاه إيجاد حلول ومعالجات للمشاکل والازمات التي يعاني منها هذا الشعب، ومن دون شك فإن کشف الحقائق من جانب منظمة مجاهدي خلق ونشرها بين أبناء الشعب، ليس هو بالنشاط السلبي وغير القانوني بموجب الاعراف والقوانين الدولية بل وحتى إنه لايجب الوقوف بوجه هکذا حالة إيجابية، ولکن يبدو إن النظام الايراني يعيش في عصر وزمن ومکان آخر غير الکوکب الارضي عندما يعتبر ذلك سببا لمطاردة التقدم العلمي ذاته!!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة