الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتسراب بقيعة

سراب بقيعة

0Shares

بقلم:اسراء الزاملي

 

البعض عندما يخافون أو يعانون من حالة نفسية ما، فإنهم يصبحون مهووسين بها ويجعلونها هدفهم الاساسي والاهم ويمنحونها من الجهد والوقت مالايمکن أن يمنحونه لأي شئ آخر حتى وإن کان مهما لهم، ويبدو إن کابوس منظمة مجاهدي خلق التي تخيم على رأس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ 4 عقود، تشکل مثل هذه الحالة لهم خصوصا وإن المنظمة تتميز بنشاطها وتحرکاتها وفعالياتها المستمرة في داخل وخارج إيران على حد سواء.

هذا النظام الذي جعل من علاقاته السياسية والاقتصادية وسيلة لممارسة الضغط والتهديد ضد أي بلد يقيم علاقة ما أو ينفتح على منظمة مجاهدي خلق، ومع ذلك يزعم من إن هذه المنظمة لم تعد تهمه وليس لها من أي دور في داخل إيران، لکنه مع ذلك يقوم بعملية إرهابية أشبه بمغامرة فيها الکثير من روح الصلافة المفرطة ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي إنعقد في 30 من يونيو/حزيران الماضي، والتي تم إعتقال منفذيها بما فيهم قائدهم"الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي"، ولکن السٶال هو هل إن النظام الايراني جعل من منظمة مجاهدي خلق کابوسه وصار مهووسا بها عبثا ومن دون طائل؟

ليست هناك من قوة سياسية في المعارضة الايرانية برمتها بمقدورها أن تضطلع بالدور الحيوي الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق کمعارضة نوعية ذو تأثير کبير على النظام في داخل وخارج إيران، إذ أنها لاتقوم بتوجيه ضرباتها للنظام في الداخل وانما في الخارج أيضا وتطارده کظله، ولذلك فإن النظام يشعر بخوف ورعب وشديد منها خصوصا وإنها باتت تطرح کبديل ديمقراطي له ولذلك فليس من الغريب والعجيب أبدا أن يقوم النظام بتکثيف مساعيه ومخططاته التآمرية ضدها ويمنح ذلك أهمية إستثنائية قصوى.

عندما يبادر المجلس الاعلى للأمن القومي للنظام في بلاغ أصدره لوزارة الخارجية ووزارة المخابرات وقوة القدس الإرهابية واستخبارات قوات الحرس وغيرها من الأجهزة الخاصة بتصدير التطرف والإرهاب، وكلفهم بوضع مزيد من الإجراءات في جدول أعمالهم للتجسس على مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ولغرض القيام بتمهيدات إرهابية ضدهم. هذا الامر يعني بأن المنظمة مازالت تشکل الهدف الرئيسي رقم واحد للنظام لأنه الاکثر تأثيرا عليه والاقرب الى تحقيق أهدافه بما فيها إسقاطه، لکن من الواضح کل الوضوح إن کل ماقد بذله النظام على صعيد المخططات الامنية والمخابراتية من أجل شل تحرکات المنظمة وإيقافها عند حدها، لم يأت بأية نتيجة بل وإن النظام يبدو من خلال مخططاته هذه ضد المنظمة أشبه بذلك الذي يعدو خلف سراب بقيعة وهو يحسبه ماءا!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة