الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانروحاني، واستجداء التفاوض مع أمريكا والتهديدات الجوفاء في آنٍ واحدٍ

روحاني، واستجداء التفاوض مع أمريكا والتهديدات الجوفاء في آنٍ واحدٍ

0Shares

يقتحم روحاني وخامنئي المشهد تباعًا ويلقيان خطبًا. والسبب وراء هذه الخطب المتتالية، ولا سيما من جانب روحاني، هو أن حالة نظام الملالي أسوأ مما يمكن أن يتصورها المرء. حيث صرح روحاني قائلًا: "على مدى الـ ۴۰ عاما الماضية لم يسبق لنا أن قاطعنا الحاقدون في أي وقت من الأوقات بهذه الدرجة من القسوة والضغط". وأضاف: "ومن المؤكد أن شعبنا عانى ومازال يعاني، لقد مر شعبنا بعام صعب في العام الماضي،وكانت سنة شاقة للغاية،وكذلك هذا العام. وطاقة الحكومة ومواردها محدودة".

 

هذا وقد تحدث روحاني عن صعوبة الظروف مستخدمًا عبارات مماثلة قبل ستة أشهر وقبل ثلاثة أشهر أيضًا، وقال هذه المرة: "نحن نعيش اليوم أيامًا صعبة يضنيها الضغط".  لكن هناك فرق شاسع بين المشقة التي يشير إليها روحاني اليوم والمشقة التي تحدث عنها في شهر مايو. لأن صادرات النفط في هذه الفترة والتي تشكل المصدر الرئيسي لإيرادات نظام الملالي تراجعت من مليون و700  أو 800 ألف برميل يوميًا إلى مائة ألف برميل.  وهذه الحالة وحدها تكفي لأن ندرك، إلى حد ما،حجم وخامة الأوضاع التي يعاني منها نظام الملالي . وهذا أمر حَديثُ العهد بالمجال الاقتصادي، وقد حدثت تطورات في عالم السياسة وتلقى نظام الملالي بعض الصفعات؛ من بينها فرض العقوبات على خامنئي ومكتبه ومقره، وقضايا حرب السفن في مياه المنطقة، وإدراج ظريف في قائمة الإرهابيين، وتنظيم التجمع  السنوي للمقاومة الإيرانية ورفع الستار عن أشرف الثالث في ألبانيا.

 

لا يوجد لدى نظام الملالي أي شيء آخر في جعبته في مواجهة هذه الموجة من الصفعات المتتالية سوى الكلام والمعالجة بالأمل والأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع، ويبدو أنه كلما ازداد الوضع سوءًا، كلما ازدادت العلاجات بالأمل والحديث الكاذب عن معالجة الأوضاع. والحقيقة هي أن اليأس وخيبة الأمل عصفت بنظام الملالي برمته. واليوم استغل خامنئي الفرصة النادرة المتمثلة في فوز  فريق كرة الطائرة للشباب في ظل بؤس المحنة وسوء الحظ (ولا شك في أن فوز الفريق لا علاقة له بالنظام) ولجأ إلى حد ما إلى العلاج برفع الروح المعنوية وبث الأمل واضطر إلى الاعتراف بما يسميه هو بالمشكلات مشيرًا إلى حديث هؤلاء الشباب وشكواهم من الفساد والخراب الذي حل بنظام الملالي، قائلًا: "لا ينبغي أن تُزعج المشاكل الشباب وتصيبهم بخيبة الأمل، لأن القنوط سُم، ولو كانت الأجيال السابقة قد استسلمت وأصابهم الإحباط لكان حتميًا أن نبقى في عصر الفساد والطاغية".

 

لكن الأمر الأكثر إثارة للسخرية هو ادعاء روحاني بأن الأمريكيين هم الذين أُصيبوا بخيبة أمل تامة من أن العقوبات  وسياسة الضغط لا جدوى منها. وقال "يمكننا الاستفادة من هذه المشقة والضغط". لكنه لم يقل لماذا لم يستفد من هذه المشقة حتى الآن إذا كانت جيده إلى هذا الحد،ولماذا كل هذه التنهدات والأنين؟

 لكن من المستبعد أن يكون لهذه الكلمات والعلاج بالأمل والتبجح  الذي يلجأ إليه من أجل رفع الروح المعنوية لقوات نظام الملالي على وجه التحديد؛  أدنى تأثير حتى عليهم أنفسهم أيضأ.  ولكن السبب في أنه لجأ إلى هذا الكلام هو أنه تلقى صفعة كبيرة تتمثل فی فرض العقوبات على ظريف إضافة إلى فرض عقوبات على خامنئي شخصيًا ومقره ومكتبه، وعقوبات على حرس الملالي وقادتهم؛ كما كان للعقوبات تأثير ساحق شامل على قوات النظام؛ ولم يتعاف نظام الملالي من صدمتها حتى الآن. 

 

الحقيقة هي أنه بعد فرض العقوبات على ظريف وانهيار واجهة نظام ولاية الفقية الخارجية أُطلقت رصاصة الرحمة على الاتفاق النووي الذي دخل نوبة من الاحتضار بعد إنسحاب أمريكا منه واستئناف فرض العقوبات؛ قُرأت علیه الفاتحة بموجب فرض العقوبات على ظريف.  في مثل هذه الحالة، يُطل علينا روحاني الذي يمثل الاتفاق النووي كل رأس ماله، مرة أخرى ويتحدث بنغمة أن الاتفاق النووي هو الانتصار الكبير وعن الإنجازات التي حققها لنظام الملالي. ولكن الحقيقة هي أن نظام ولاية الفقية غیر قادر على الإطلاق على إخماد الوضع المتفجر فی المجتمع والانتفاضات المقدرة  قبل نقطة التحول في الانتخابات الأمريكية التي يتطلع إليها نظام الملالي؛ ولن يكون قادرًا على منع الانتفاضة عن طريق التعدي على مجاهدي خلق وتصفية الحسابات معهم. إن المجتمع الإيراني الواعي والثوري يفسر تصريحات قادة نظام الملالي السخيفة والأكاذيب المتعلقة بعلاج الوضع على أنها رسالة للإطاحة الوشيكة بهذا النظام الفاسد؛ ومن ناحية أخرى، فإن المجتمع الإيراني مصمم أكثر من أي وقت مضى على القضاء على سلطة هذه  الطغمة من المجرمین.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة