الخميس, مايو 9, 2024
الرئيسيةمقالاترمز النظام يحترق

رمز النظام يحترق

0Shares

بقلم:کوثر العزاوي

 

تبقى النظم الديکتاتورية والقمعية التي تعتمد على سياسة الحديد والنار، بخير طالما لم يتعرض أحد لأساس النظام والذي هو الديکتاتور الحاکم وقد تأکدت هذه الحقيقة عبر التأريخ، إذ کلما صار الديکتاتور هو الهدف وتم وضعه تحت المجهر فإن النظام کله سيصبح في معرض الخطر والتهديد ذلك لأن النظام کله مبني عليه، وماتقوم به معاقل الانتفاضة في إيران والتي يقودها أنصار منظمة مجاهدي خلق من حرق صور المرشد الاعلى للنظام في سائر أرجاء إيران وتدمير المنصات التي تحمل اللوحات الکبيرة لصور مٶسس النظام أو خليفته، يجري بنفس هذا السياق خصوصا وإن الشعب يتنفس الصعداء ويشعر بالغبطة عندما ينهض صباحا ليجد صور الديکتاتور قد أحرقت أو دمرت فذلك أشبه مايکون بإزاحة کابوس عن صدره.

هذا الطراز من النضال هو أحد الاساليب التي يبتدعها الفکر الثوري لمنظمة مجاهدي خلق المعروفة بصعوبة مراسها وبأسها الشديد وصبرها الطويل في منازلة ومقارعة الديکتاتورية دونما کلل أو ملل، هو أشبه مايکون بوضع اليد على أساس المشکلة أو العقدة إذ أن نظام ولاية الفقيه في إيران مبني کله على أساس الولي الفقيه، أو المرشد الاعلى للنظام وإن التعرض له وزعزعة هيبته ومکانته يعني ضرب النظام في الصميم، وإن إحراق أو تدمير صور ومنصات واللوحات الخاصة التي تمجد للرمز الاساسي للنظام الهدف منه إسقاط هيبة النظم وتدمير الجدار النفسي والهالة المصطنعة حول المرشد الاعلى.

کراهية ومقت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية غير العادي لمنظمة مجاهدي خلق من دون سائر أطراف المعارضة الايرانية وجعلها الهدف الاهم للنظام وإستهدافها بشتى الطرق والوسائل والاساليب، يٶکد على إنها تشکل الخطر والتهديد الاکبر عليه مثلما کانت بالنسبة للنظام الملکي والذي کان لها الدور الاکبر في تمهيد الارضية لإسقاطه ولانقول بأنها تفعل ذلك الان"أي تهيأة الارضية المناسبة"، بل إنها قد فعلت ذلك وجعلت النظام في موقف ووضع لايحسد عليه بفعل ضرباتها العسکرية والسياسية والفکرية والحرکية ضده.

الاوضاع في إيران تسير اليوم وبخطى متسارعة بإتجاه منعطف حساس لايقبل أبدا ببقاء وإستمرار هذا النظام، وهذه هي الاستراتيجية النضالية التي عملت عليها وناضلت من أجلها منظمة مجاهدي خلق طوال أربعة عقود من نضال ضاري ضد هذا النظام الذي دوخ العالم کله وأصابه بالصداع لکن المنظمة ولوحدها صارت تشکل أکبر مشکلة وأکبر أرق وصداع له وهي بذلك تعيد سيناريو إسقاط الشاه والذي لن يکون فيه أي مکان للقمع والاستبداد.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة