الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحقوق الإنسانتفاصيل صادمة عن جرائم إبراهيم رئيسي ودوره في مجزرة 1988 ومقاومة السجناء...

تفاصيل صادمة عن جرائم إبراهيم رئيسي ودوره في مجزرة 1988 ومقاومة السجناء السياسيين

0Shares

روى سجناء سياسيون بمن فيهم عدد من الشهود على مجزرة السجناء السياسيين في جلسة الإستماع إلى شهود مجزرة الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1988 والتي عُقدت في ستوكهولم بتاريخ 21 سبتمبر2021 رووا جوانب من جرائم الجلادين كما رووا عن المقاومة البطولية لمجاهدي خلق الإيرانية.

وفي هذه الجلسة روت السيدة ”مهري حاجي نجاد“ السجينة السياسية لخمس سنوات في سجون نظام الملالي التفاصيل الصادمة لجرائم النظام المقاومة البطولية للمجاهدين في وجه الجلادين وجاء إدلائها حول تلك المشاهد على النحو التالي:

أصدقائي الإخوة والأخوات الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أتحدث إليكم اليوم نيابة عن إخواني وأخواتي، ألف سجين سياسي سابق في أشرف الثالث. وشهد الكثيرون منهم مباشرا إعدامات الثمانينات، فضلاً عن شهود عيان في مجزرة عام 1988.

أنا نفسي كنت سجينه لدى هذا النظام لـمدة 5 سنوات تقريبا، وشاهدت شخصيا العديد من جرائم هذا النظام  لكنني اليوم لا أريد التحدث عن نفسي، وأود الحديث عن الجيل المتسلط في تلك الحقبة والذي كان رئيسي واحدا من اولئك المجرمين المنفذين لمجزرة الإبادة الجماعية عام 1988.

    إننا نقول إن إقامة أي نوع من العلاقة مع رئيسي المجرم اليوم هي اختبار تاريخي للمجتمع الدولي، كما يجب على المجتمع الدولي تقديم رئيسي لمحاكمة دولية لإرتكابه جرائم إبادة جماعية، وألا يسمح له بالحضور وإلقاء خطاب، فرئيسي هو الشخص الذي لعب الدور الأكبر في إبادة 30 ألف سجين سياسي عام 1988 استنادا لفتوى خميني.

وكان رئيسي ايضا أرفع مسؤول قضائي بالنظام الإيراني ومسؤول عن قتل المنتفضين في انتفاضة نوفمبر 2019.

 

مهري حاجي نجاد 2

  

ولذلك نرى أنه شغل أعلى المناصب بالنظام كمكافأة له على جرائمه، ولإدراك ذلك يكفينا أن ننظر إلى المهام التي أوكلها خميني إلى هذا الجلاد بعد مجزرة عام 1988، وسأتطرق إلى اثنتين فقط من تلك المهام التي أوكلها خميني لرئيسي:

كتب خميني الملعون في الأول من يناير 1989 لـ نيري ورئيسي: "سوف يتم تكليفكم بمهمة قضائية استنادا إلى تقارير مدن سمنان وسيرجان واسلام آباد، وتقبلوا التحية، وتوخوا الدقة والحذر ونفذوا ما أمر الله به في الحالات المذكورة وبسرعة بغض النظر عن المتاهات الإدارية.

وبالطبع فإن المقصود بحكم الله هو حكم خميني نفسه

وفي حكم آخر في 21 يناير 1989 كتب إلى المجلس الأعلى للقضاء : " تحول جميع القضايا التي ظلت معطلة بالمجلس مع كامل إستغرابنا حتى يومنا مؤخرة تنفيذ حكم الله تحت السيدان نيري ورئيسي حتى ينفذوا حكم الله باسرع ما يمكن "، ولا يجوز التأخير.

وقال رئيسي نفسه في 27 ديسمبر 2009 : "إن كل من يساعد منظمة مجاهدي خلق (المنافقين على لسان النظام) بأي طريقة وتحت أي ظرف من الظروف هو محارب."

نعم يجب القول للمجتمع الدولي بأن رئيسي هو قاتل الشعب الإيراني وليس ممثله.

والآن وعلى طريق مواجهة ومقاومة هؤلاء الملالي المتوحشين المتسلطين على شعبنا كان هؤلاء المجاهدين  المتمسكين بمواقفهم ومبادئهم بكل ما كلفهم ذلك من ثمن كانوا مدرسة للحرية والثبات وأعلى دروس التضحية والفداء من الشعب الإيراني كما قال الأخ مسعود، كما علموا كل شيء للشعب، وفعلوا كل شيء لأجل الشعب بحسب قول الأخت مريم.

 

مهري حاجي نجاد

 

أولئك الذين قُطعت رؤوسهم وقلعت عيونهم من حدقاتها في شوارع طهران ومدن أخرى بعد انتفاضة عام 1979 فقط بسبب بيع صحيفة المجاهد على يد سفهاء نظام خميني البلطجيين لكنهم بانضباطهم الحديدي لم يتوقفوا عن فضح خميني المُتاجر بالدين.

وثبات أولئك الذين على مواقفهم بمظاهرة 20 يونيو السلمية وكانوا مستعدين أن يغرقوا بدمائهم برصاص حرس خميني ولا يسلموا أسمائهم لـ لاجوردي الجلاد فتم إطلاق النار عليهم.

أولئك الذين صمدوا تحت مئات الضربات بالكابل وربما تعرضوا لأكثر من ألف ضربة بالكابل هزموا جلادين مثل لاجوردي وكذلك ناصريين وهذا حميد نوري وفكور وفاضل.

أتذكر ”سيمين هجبر“ طالبة تبلغ من العمر 17 عاما قام الجلاد بتعذيبها طالبا معلومات عن زميلاتها، لكنها لم تفتح فمها تحت كل تلك السياط بالكابل حتى قال الجلاد يائسا من سيمين: أيتها المنافقة قولي ولو كلمة واحدة على الأقل، وتصرخ سيمين وتقول أعرف ولن أقول، وكانت سيمين مثالا حرا للمرأة المجاهدة التي رسمت بثباتها على طريق النضال الطريق لنا جميعا.

 

مجاهدة شهيدة سمين هجبر

 

سودابه بقائي طالبة تبلغ من العمر 16 عاما التي قالت للمحقق بيني وبينك رصاصة الحاكم عندما استجوبها بمنطقه القذرة ملقيا عليها غصنا من الزهور لخداعها، ثم قٌتلت رميا بالرصاص برفقة زميلاتها ”إلهه محبت“ في نوفمبر 1981.

 

المجاهدة الشهيدة سودابه بقائي

 

وأصبحت سيمين وإلهه وسودابة وعطية وليلى وهاجر وغيرهن الكثير أمثلة صمود حرة للمقاومة في السجن بالنسبة للآخرين.

  كان خميني يعلم جيدا أن مسعود رجوي ومنظمته المجاهدة كانوا الأطروحة النقيضة له وأنهم قادرون على كسر وفضح الطلسم الزائف لشعار الإسلام الملجأ، لذلك أراد إبادة المجاهدين قبل 20 يونيو.

بدأت مجزرة الإبادة الجماعية لمجاهدي خلق في 20 يونيو، وقد كانت إبادة جماعية بمعنى الكلمة.

في  عام 1981 وفي العنبر رقم 240 كل ليلة وليلة تتخلل إلى مسامعنا أصوات إعدام 100 الى 200 سجين سياسي أو أكثر من رفاقنا وهم يرددون شعار عاش لرجوي والموت لخميني حتى آخر لحظاتهم ولم يسكتها سوى صوت الرصاص.

  ويستمر مشهد المواجهة هذا المقاوم للنظام اللاإنساني في السجن كل لحظة، ويوما في أقفاص قزل حصار، ويوما في غرف الغاز، ويوما في منازل كوهردشت المظلمة، ويوما في منازل الأمن في كرج وطهران، وفي أروقة وممرات الموت في جوهردشت وإيفين وسائر السجون.

   ولم تكن القضية في هذا المشهد سوى أمرا واحدا فإما أن تكون صامدا ومتمسكًا بموقفك، وإما أن تستسلم وتنهزم، وقد اراد مجرمو هذا النظام أرادوا الاستسلام، أما جيل مسعود رجوي فقد كان عصيا على الإستسلام وصنع النصر وخلد في تاريخ إيران دروسا وعبرا في الثبات والشهادة المقاومة.

  لم يكن لدى هؤلاء الأبطال المتمسكين بمواقفهم وسيلة يدافعون بها عن حياتهم إلا تضحية أرواحهم، وبحسب روايات السجناء السياسيين الناجين من مجزرة عام 1988 كان يقولون الجلاد ”لشكري“ و الجلاد ”ناصريان“  والذين كثيرا ما تسمع أسماؤهم في المحكمة السويدية هذه الأيام، في ممر الموت من يريد أن يتسابق من الآخرين للموت.

وقال المعمم نيري الجلاد عضو لجنة الموت لحميد خضري أحد أولئك الأبطال: "لقد أعدمنا شقيقك أصغر" كما تم إعدام أخيك الأكبر في عام 1981، والآن تذهب لتكتب رسالة ادانة وتبرئة حتى تبقى لوالدتك" دمدم حميد وقال: لكل فرد طريقه ومبادئه، وأنا من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مدعاة للفخر، قال قوله وتم إعدامه.

 

المجاهد الشهيد سيد حميد خضري

 

يوسف عماد زاده بطل آخر من شهداء مجزرة الإبادة الجماعية عام 1988 جالسا في غرفة لجنة الموت مخاطبا نيري: "أنت تسألني ما تهمتك؟ أنا متهم بأنني مجاهد وأفتخر بذلك وإذا كنت تريد في إعدامنا فسأرحب بذلك بكل فخر، وكما قال ”حنيف“ الكبير إن دماؤنا شرط حرية الشعب، ولقد وضعنا أقدامنا على هذا الطريق من البداية لنفس الغرض."

 

مقبرة يوسف عماد زاده

 

أصغر غلامي بطل آخر من هؤلاء الأبطال قال لرفاقه بعد عودته من فرقة الموت : سألني نيري ما هي تهمتك؟ قلت: فدائي! فنظر إلي بدهشة وقال: هذا ليس اتهامك فقلت: نعم لكنك لم تكتبه بشكل صحيح اكتب: فدائي لمسعود ومريم."

 

المجاهد الشهيدعلي اصغر غلامي

 

وكتبت بطلة أخرى من هؤلاء الأبطال مريم بهمن آبادي: اللهم إملأنا بذروة الإيمان الطاهر، وارونا برشفة من نهر الصلاح، واحينا واحشرنا إليك حشرا جميلا.

 

المجاهدة الشهيدة مريم محمدي

 

وكتبت ناهد تحصيلي إحدى أولئك الأبطال المتمسكين بمواقفهم: للربيع جذر في التربة، ونَفَس النجم مرتبطٌ برائحة الصباح، وعيد الربيع قريب، فلا تطلب اسمي هنا على الأرض واطلب اسمي في حينه، نعم إن اسمي ناهيد ومريم من الأسماء المتألقة الخالدة في تاريخ المقاومة الإيرانية.

 

المجاهد شهيدة ناهيد تحصيلي

 

وكانت تصرخ  بروين حائري من طلبة طهران بعد كل ضربة الكيبل من قبل الجلاد فقط يا حسين إلى أن يتعب الجلاد بالنهاية ويمل، وعندما تعود بروين عبر المورس (الشفرة) تقول لزميلاتها في الزنازاين الإنفرادية المجاورة كنت مع كل ضربات الكيبل التي نزلت بي اتذكر الإمام الحسين وعشقي لطريقه فلذلك لم أحس ألم.

 

جعفر هاشمي من مشهد وكان من أوائل المجاهدين الذين أعدموا في جوهردشت، عندما ألقي به في النفق من قبل حرس النظام وانعالوا ضربا من كل ناحية على رأسه وجسده بالكيبل والقضبان الحديدية قالوا له أخبرنا الآن من أنت؟ فيصرخ جعفر ويقول أنا جندي مسعود رجوي، أنا فدائي لمسعود رجوي.

 

المجاهد الشهيد جعفر هاشمي

 

نعم هناك العديد من هذه الأمثلة البطولية، وإن حركة العدالة بصفوف شهدائها التي لا نهاية لها ليست ظاهرة خليقة لساعتها.

   كانت المقاومة الإيرانية في ظل ظروف القمع المطلق على طول السنين، مزودة المجتمع الدولي بوثائق التعذيب الوحشي في سجون النظام وأسماء الذين تم إعدامهم.

    فمنذ سبتمبر 1988 ، والمجتمع الدولي على دراية من خلال آلاف الرسائل والبيانات وعشرات المؤتمرات الصحفية وأعمال المقاومة الإيرانية من أجل التقاضي.

  وقد أعطت هذه المقاومة الإيرانية قائمة بأكثر من ألف سجين من ضحايا مجازر الإبادة الجماعية للسيد غاليندوبل المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران بديسمبر 1988.

  وفي النهاية فإن التقاضي يعني بالنسبة لنا الصمود  والتمسك بالموقف، فهو جزء من مقاومتنا بمجملها من أجل الإطاحة بنظام ولي الفقيه الباطل ونيل حرية الشعب والبلاد، وعليه فإن أي تقليل أو مساس لأبعاد مجزرة الإبادة الجماعية هذه وإحصائيات الشهداء الأبطال الرواد، وكذلك إخفاء هويتهم هو أمر يصب في خدمة خامنئي ورئيسي الجلادين.

    إن إخفاء هوية المجاهدين ضحايا مجزرة الإبادة الجماعية خيانة لأولئك الأبطال بسبب ولائهم لمواقفهم التي كانت ممثلة لحرية الشعب الإيراني ومن أجلها، وهي نفس الطريق والمسير والمخطط الذي نقف عليه اليوم.

لقد أراقت هذه المقاومة ذات يوم كأس سم وقف إطلاق النار في حلق خميني الملعون، وكأس سم البرنامج النووي بفم خامنئي، وسوف تريق كأس سم حقوق الإنسان الآن في حلق خامنئي.

   نعم لقد كان تمسك مجاهدي خلق بمواقفهم على مدى السنوات الـ 56 الماضية بالدم وبتضحيات قيادة هذه المقاومة التي لا يمكن تصورها، وتستمر وتتجلى اليوم بانتشار وحدات المقاومة في جميع أنحاء إيران، ووحدات المقاومة هي جواب معركة مئة مرة أقوى ومستمرة بأعلى درجات الانتفاضة حتى إسقاط هذا النظام الشرير البائس.

تحياتي لكم والسلام عليكم.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة