الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني وفضائح المرحلة الأخيرة

النظام الإيراني وفضائح المرحلة الأخيرة

0Shares

أجرى حشمت الله فلاحت بيشه، عضو لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بمجلس شورى الملالي، مقابلة مفصلة مع صحيفة "همشهري" الحكومية، تحتوي على مهمة تصريحات شديدة اللهجة.

 

30 مليار دولار لدعم الديكتاتور السوري المجرم

 

وقال فلاحت بيشه، الذي ترأس أيضًا لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بمجلس شورى الملالي منذ عدة سنوات وسافر إلى سوريا وهو في نفس المنصب، ويعتبر واحدًا من المتورطين في القضايا السورية: "ربما دفعنا ما يتراوح بين 20  إلى 30 مليار دولار لسوريا، وينبغي علينا أن نستردها من سوريا".

فالحقيقية هي أن أموال الشعب أُنفقت في سوريا، والـ 30 مليار دولار التي أنفقها نظام الملالي في سوريا من الأموال الضخمة التي نهبها من جيوب الفقراء في إيران، ويتم إنفاقها في قتل الشعب السوري وتدمير هذه البلاد.

وكان كل ذلك من أجل الولي الفقيه المجرم الذي كان يعتقد بأنه ما لم نقاتل في سوريا، فعلينا أن نقاتل العدو في شوارع همدان وأصفهان وطهران.

ولا شك في أن العدو كما رأى الجميع بأم أعينهم في انتفاضة نوفمبر 2019 لا أحد سوى أبناء الوطن المطحونين والفقراء القاطنين في الضواحي الفقيرة للمدن في جميع أنحاء البلاد، وهم الذين هتفوا بملء فيهم في الحركات الاحتجاجية التي لا حصر لها "اتركوا سوريا، وفكروا بحالنا" .

 

أين الـ 200 مليار تومان فرق رفع أسعار البنزين؟  

 

النقطة المهمة الأخرى في تصريحات الرئيس السابق للجنة الأمن بمجلس شورى الملالي هي أنه قال: " إن متوسط الدخل اليومي الناتج عن رفع أسعار البنزين وبيع فائض الاستهلاك للخارج يبلغ 200 مليار تومان".

ثم تساءل قائلًا :  "أين تذهب الزيادة في الدخل من جيوب المواطنين وقدرها 200 مليار دولار في اليوم؟ ونادرًا ما نجد أحدًا يجهل الإجابة على هذا السؤال، بيد أنه ما يجب التأكيد عليه هو: ما هو مصدر هذه الأموال وكيف تم الحصول عليها؟.

المصدر في حقيقة الأمر هو ثمن دماء ما لا يقل عن 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر 2019 الذي سفكته قوات حرس نظام خامنئي المجرمين باستهتار على أسفلت الشوارع.

ولا ننسى أن أعضاء مجلس شورى الملالي شعروا في أول يوم من الانتفاضة بالهلع من العاصفة الهائجة لدرجة أنهم اقترحوا خطة طوارئ بصفة عاجل جدا جدا لإعادة سعر البنزين إلى ما كان عليه.

إلا أن الولي الفقيه الشرير لم يكن يرغب في التخلي عن الـ 200 مليار تومان كدخل يومي، وبالإضافة إلى ذلك قال أكثر من مرة : " إذا تراجعنا في حالة واحدة، سيتعودوا على ذلك، وسيتم فرض سلسلة من التراجعات على نظام الملالي.

وفي صباح نفس اليوم، تصدر المشهد ورفض خطة الطوارئ ذات الصفة العاجلة جدا، وفي المقابل أمر قوات الحرس بقتل أبناء الوطن المطحونين.

وهكذا لم يتردد في الاختيار بين الـ 200 مليار تومان وحياة أبناء الوطن، واختار نهب الشعب مضحيًا بأرواح الناس فداءً لمصالحه الخاصة.

واتخذ الولي الفقيه الشرير قرارا مشابهًا بتعاون روحاني في قضية الحجر الصحي والإصابة بوباء كورونا على حساب الزج بالملايين من أبناء الوطن العزل في مذبح كورونا، ويهدف من وراء ذلك إلى بناء سد ضد الموجات الضخمة للانتفاضة. 

 

مجلس شورى الملالي، حاشية باهظة الثمن لاستبداد ولاية الفقيه

 

النقطة الأخرى التي أشار إليها فلاحت بيشه كانت حول مجلس شورى الملالي، وهي كيف أصبح هذا الكيان حاشية غير فعالة في نظام ولاية الفقيه الاستبدادي تُستخدم إما بوصفها كسواد الجيش لزمر السلطة والنهب، أو كمؤسسة للوساطة تلعب الدور المتاح في الاقتصاد القائم على النهب.

ولاشك في أن هذا ليس سرًا غامضًا،  بل إن تفسيره على لسان عضو في المجلس المذكور لثلاث دورات أمر يستحق النظر فيه.

فعلى سبيل المثال، اعترف فلاحت بيشه بأنه خلال الدورات الثلاث التي قضاها في المجلس كانت مساوئ كل مجلس أكثر من سابقه،  كما أنه أشار إلي بعض الحالات المحددة، كاشفًا النقاب عن أن مجلس شورى الملالي لا محل له من الإعراب في اتخاذ القرارات الهامة. 

كما يتضح بشكل غير مسبوق من تصريحات فلاحت بيشه أن إثارة خامنئي لموضوع تشكيل حكومة إسلامة فتية، ما هو إلا خدعه يحيكها مع المجلس الجديد لتولية حكومته المنشودة.

حيث أن خامنئي يسعى من الآن إلى إغلاق المجلس القادم، للسيطرة على روحاني وحكومته وكبح جماحهم، وكذلك لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا أدلى فلاحت بيشه بهذه التصريحات في اليوم الأخير من فترة مجلس شورى الملالي ؟

بادئ ذي بدء، من الواضح أن أحد الدوافع على الأقل لهذه التصريحات شديدة اللهجة هو تبييض وجهه في ظل ظروف تدق فيها أجراس نهاية نظام ولاية الفقيه الفاسد في كل مكان بأعلى صوت.

ثانيًا، هذه التصريحات شديدة اللهجة دليل على الضعف الشديد لموقف خامنئي وانهيار هيبته، وهذا الأمر من أخطر المؤشرات على نهاية مهمة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة