الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتاللعب المناسب مع طهران

اللعب المناسب مع طهران

0Shares

بقلم: منى سالم الجبوري

 

أكثر شيء برع به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإشتهر وتميز به، هو أساليبه وطرقه المختلفة للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليه والالتفاف عليها، وكان يستفيد دائما من المساحات والثغرات الموجودة في تلك العقوبات. لكن يبدو إن عهد الرئيس دونالد ترامب قد ينجح في نهاية المطاف من إنتزاع هذه الاساليب من هذا النظام وجعله يتجرعها كما هي من دون أية رتوش أو تغييرات.

بعد تنفيذ الحزمة الاولى من العقوبات الاميركية والاجراءات الاميركية القانونية التي سبقتها وما تبعها من مصادقة البرلمان الايراني على معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، والمتابعات التي تجريها الادارة الاميركية من أجل ضمان تنفيذها بدقة، فقد كشفت مصادر أميركية، يوم الجمعة المنصرم، عن أن الكونغرس الأميركي وافق على مشروع قانون عقوبات جديدة ضد مليشيا حزب الله اللبناني المحسوب على طهران قلبا وقالبا، فيما ينتظر توقيع الرئيس دونالد ترامب عليه قبل أن يصبح نافذا. وتهدف العقوبات الجديدة إلى الحد من قدرة المليشيا على جمع الأموال وتجنيد عناصر، والضغط على البنوك التي تتعامل معها والبلدان الداعمة لها، وعلى رأسها إيران. وبذلك فإنه سيتم حرمان طهران من هذا الحزب الذي كان يلعب دائما دورا محوريا في خدمة الاهداف الايرانية بأن يصبح بنفسه هدفا للإجراءات الاميركية.

العين الاميركية التي صارت لا تكتفي بمراقبة النظام الايراني وإستهدافه لوحده فقط وانما صارت تبحث وتتقصى خلف أذرعه في بلدان المنطقة والتي هي عبارة عن إمتدادات سرطانية لها، ولاريب إن الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، صارت هي الاخرى في الحسبان ولاسيما عندما أكد على ذلك التقرير المفصل الذي نشرته وزارة الخارجية الاميركية يوم الخميس المنصرم عن النظام في ايران تطرقت فيها الى نشاطات الحرس الثوري ودعم المجاميع المسلحة في تنفيذ هجمات بأربع دول بينها العراق، حيث أشار التقرير الى أن "النظام الإيراني غير قادر أو غير راغب في التصرف بشكل مباشر، فقد أتقن استخدام المجموعات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله اللبناني، والجهاد الإسلامي في فلسطين، وكتائب الأشتر البحرينية، وكتائب حزب الله العراقية للقيام بهجمات إرهابية". وهذا ما يعني إن الاميركان باتوا يوجهون ضربات تحت الحزام إن صح التعبير للنظام الايراني، وهو ما يعني إن اللعب الاميركي مع إيران صار مختلفا تماما وبات يسلك نهجا لم يألفه هذا النظام من قبل بل وحتى لم يتوقعه، الاميركان هذه المرة يريدون أن يقصوا أجنحة طهران من جهة وأن يضعوا ليس حدودا وانما نهاية لدورها المشبوه في المنطقة.

ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة