سادت حرب الذئاب في الصحف الحكومية الصادرة في 3 أغسطس 2021، وهو اليوم الأخير من حكومة روحاني، وتحديدًا العناوين الرئيسية في صحف زمرة خامنئي. فعلى سبيل المثال، تهكمت صحيفة "وطن امروز" في عنوانها الرئيسي "فقط اذهب"، وصحيفة "رسالت" في عنوانها الرئيسي "الخسائرة المطلقة ثمن التجربة الثقيلة"، وصحيفة "كيهان" في عنوانها الرئيسي "كنا عظماء"؛ على ادعاءات حكومة روحاني. وتم تهميش حرب الذئاب في الصفحات الأولى لصحف الزمرة المغلوبة على أمرها، وتم تسليط الضوء على الأزمات التي بُليت بها حكومة رئيسي، ومن بينها خطر اندلاع انتفاضة في ظل أزمة وباء كورونا والظروف المعيشية المتردية التي يعاني منها المواطنون. والجدير بالذكر أن وضع العلاقات الخارجية لنظام الملالي بدءًا من الاتفاق النووي وصولًا إلى مغامرة هجوم الطائرة المسيرة على السفينة الإسرائيلية في بحر عمان، وردود الفعل العالمية المناهضة لنظام الملالي؛ من بين المواضيع الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم.
الغضب المستعر
بيد أن رعب نظام الملالي من الانتفاضات الحالية والانتفاضات المقبلة والانتفاضات التي عاشها لا يزال يُظهر هزة الإطاحة في ردود أفعاله، وهو السياسة الموحدة التي نجدها في صحف كل من الزمرتين الحكوميتين.
فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة "همدلي": " إن المسؤولين الذین یصفون الاحتجاجات الشعبیة بأنها أعمال شغب ينفخون في غضب واضطرابات أبناء الموطن، وهو غضبٌ مستعر ومن شأنه أن يشتعل في أي لحظة". ثم حذر المقال قادة نظام الملالي من الخطر الوشيك لاندلاع الانتفاضة والإطاحة، حيث ورد فيه: " إذا استمرت عملية إدارة البلاد على هذا النحو ولم تؤخذ فيها مطالب أبناء الوطن بعين الاعتبار، فسوف يزداد غضب المواطنين واضطراباتهم، ومَن ذا الذي لا يعلم أن الغضب من أسلوب إدارة البلاد من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع أحداث لا يمكن التنبؤ بها؟".
وتحدثت صحيفة "مستقل" عن تأهب المجتمع للانفجار، وكتبت: "من المؤكد أن الدولة التي تعاني من كل هذه المشاكل الصغيرة والكبيرة متأهبة للانفجار في خضم الصراع الكبير مع المجتمع الدولي بشأن تسوية القضية النووية."
كما حذرت صحيفة "اعتماد" في مقال لعباس عبدي، وهو محتجز رهائن سابق في نظام الملالي؛ رئيسي من الأجواء المتفجرة في المجتمع، وكتب: إن قضية الإحباط والاحتجاجات العامة بدءًا من خوزستان وصولًا إلى قضية الفضاء الإلكتروني والوعود التي قُطعت أثناء الانتخابات والتي يجب الوفاء بها، كل ذلك جعل المواطنين أكثر تشاؤمًا وإحباطًا واحتجاجًا.
وأشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى فشل خامنئي المسبق في تعويض العناصر الحكومية، وكتبت: " إن نقل المسؤولين والتغييرات السطحية في بعض الأجهزة لن يؤدي إلى" كفاءة واستقرار "نظام الإدارة السياسية". ثم أشارت الصحيفة إلى أن المصالح الفئوية لن تحقق الكفاءة والاستقرار في النظام السياسي؛ على عكس القرون السابقة.
ظروف وباء كورونا القاسية تزداد تفاقمًا فجأة بشكل جنوني
الجدير بالذكر أن وباء كورونا والظروف المزرية التي يعاني من المواطنين والمدن، والمرافق الطبیة من أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف الحكومية.
فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة "همدلي" في مقال على لسان خبير الصحة، محبوب فر: " يمكن تلخيص سبب هجوم الموجات المتعددة لوباء كورونا على إيران، وعلى وجه التحديد سلالة دلتا المتحورة في كلمتين، إحداهما عدم الكفاءة والأخرى هي اللامبالاة". وأكد في الختام على أن: "تأثير العقوبات الأجنبية هو ذريعة لمرض كورونا على أقل تقدير، وما نعاني منه هو نوع من العقاب الذاتی بسبب القضایا السیاسیة ".
وكتبت صحيفة "ستاره صبح" في مقال آخر، على لسان محبوب فر بشأن الحجر الصحي لمدة أسبوعين تلبية لأمر خامنئي: "إن الحجر الصحي هذا والإغلاق جاءا بعد فوات الأوان. فعندما كنا قادرين على الحيلولة دون تفشي فيروس كورونا في البلاد بحجر بعض المدن صحيًا لم نتخذ أي إجراء في هذا الصدد". وكتبت في الختام مشيرةً إلى نقص الأسرة والأدوية والمعدات الطبية وارتفاع معدل الوفيات: " إن وضع البلاد في ظل تفشي وباء كورونا أمر لا يمكن تصوره ووصل إلى حد الكارثة".
ذات صلة:
