الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالسيول والفيضانات في إيران وتفاقم أزمات نظام الملالي

السيول والفيضانات في إيران وتفاقم أزمات نظام الملالي

0Shares

 

أكد خامنئي لسلطات نظامه لدى استقبالهم يوم الثلاثاء أنه بعد توقف وتراجع الفيضانات، عليهم ألا يعتقدوا أن المخاطر قد زالت.
الآن، في مواجهة المواطنين مع السلطات الحكومية والسلطات العسكرية، يمكن رؤية مخاوف قادة النظام من الغضب الاجتماعي، أو التوترات الاجتماعية والأمنية في النظام كما يصفها مسؤولو النظام. الخوف الذي يظهر نفسه في انتشار واسع النطاق لقوات الحرس والجيش والشرطة في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات.
 
وضع إيران الحرج

العمل غير العادي المتمثل في نشر القوات في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات يعكس بوضوح الوضع الحرج والمختلف لإيران مقارنة بالدول الأخرى. التناقض الحاد بين الشعب ونظام الملالي، في ظل الظروف الحالية والفيضانات التي، حسب قادة النظام نفسه، شملت بشكل مباشر  29  محافظة في البلاد، قد بلغ ذروته. ومؤشره هو نزاع مسلح في سهل أزادغان بين قوات الحرس والمواطنين المنكوبين، حيث أطلق الحرس النار مباشرة على المواطنين المكلومين وأصابوا عددًا بجروح خطيرة.
في أي مكان في العالم، شوهدت قوة عسكرية تدعي أنها ذهبت لمساعدة المنكوبين تقوم بإطلاق النار على الأشخاص المنكوبين أنفسهم؟! وذلك بسبب أن الناس أنفسهم قد وضعوا سواتر بأيديهم وبإمكاناتهم المتواضعة وأن هذه السواتر تهدد آبار النفط لقوات الحرس الإيراني تحت الفيضان! نفس الآبار التي دمرت قوات الحرس من أجلها هور العظيم وجففته، والتي تسببت في حدوث حادث الذرات العالقة التي أصبحت وظلت مصيبة لملايين الناس في خوزستان منذ عدة سنوات.
 
مراقبة التوزيع أو مخاوف أمنية
وقال أحد قادة قوات الحرس إن «هدف قوات الحرس هو إدارة توزيع المساعدات، لأن التوزيع وضعه حرج للغاية».
دعنا نقول أن توزيع نفس الكمية من المساعدات بين المواطنين المنكوبين بالفيضانات أمر فظيع جدًا. وكما أخبر أحد السكان المراسلين، فقد منح لشخص واحد 20 خيمة والبقية أصبحوا محرومين. ربما هو أحد أقارب هذا النظام.
بالتأكيد، إدارة التوزيع هي وسيلة للتبرير والأعذار. القلق هو وجود نظام أمني، أي الحفاظ على سلطته، ليس فقط بعد أن أصبح الوضع حرجًا للغاية، بل قال الملا رئيسي قبل شهر، عندما تولى السلطة القضائية، في خطاب إن الأمن هو الأولوية العليا لعمله وقال بكل وقاحة أن العدالة تعتبر فرعًا قياساً للأمن.
 
 
عدم الثقة بين الناس والنظام
المبدأ الذي يحكم علاقات الناس مع هذا النظام هو، كما تعترف عناصر النظام وجلاوزته بذلك، هو عدم الثقة المطلقة. هذه الحقيقة معروفة الآن في مجلس شورى النظام:
قالت زهراء ساعي، عضوة مجلس شورى النظام، في حوار مع إحدى وسائل الإعلام التابعة للنظام، ونظرًا إلى الحالات السابقة إن «الحكومة عليها ألا تعد المنكوبين بالفيضان بما لا تتوافرمواردها» (موقع رويداد الحكومي ، 3 أبريل)
وإشارتها إلى الوعد الذي قطعه النظام لتعويض ضحايا الزلزال في كرمنشاه العام الماضي، وكذلك للتعويض عن الأضرار التي لحقت في عام 2016 بمزارعي خوزستان حيث زارها جهانجيري في الفترة الأخيرة ووعد المواطنين بأننا سوف نقدم تعويضات لكم عن الخسائر، إلا أن المواطنين أكدوا له أن الحكومة لم تعط بعد التعويضات عن الخسائر لعام 2016!

وأجابت (زهرا ساعي) على سؤال حول ماهي الآثار السلبية التي قد تترتب على البلاد إذا لم تر وعود السلطات، النور، قائلة: «إن أهم نتيجة لهذه الوعود الفارغة هي"عدم الثقة". إن خطر عدم الثقة بالسلطات التنفيذية في البلاد هو أكبر ضرر يمكن أن يحدث في المجتمع».
 
نظام الملالي وامكانية تجاوز الأزمة!
والسؤال الرئيسي الآن هو: أخيرًا، مع كل هذه العمليات لإرسال عناصر الحرس والمحاولة للسيطرة على الوضع، هل يستطيع خامنئي وروحاني تجاوز هذه المرحلة بهذه الطريقة؟
في هذه الحالة، يجب أن يقال أنه في المدى القصير قد يكون ذلك ممكنًا، ولكن ليس على المدى الطويل وحتى في الوسط! لأن مأساة هذه الكارثة الوطنية ومداها، مع وجود الملايين من المشردين والعاطلين عن العمل والفاقدين كل شيء، فالإجابة على السؤال سلبية مع هذا الهيكل الحكومي الفاسد وعجز النظام عن حل مشاكل الفيضانات المتبقية. الفيضان الرهيب والجارف الذي يترصد النظام بعد الفيضانات الطبيعية، هوالفيضان الاجتماعي والسياسي الذي هو أقوى بكثير من أن تصده سواتر وحواجز النظام العليلة.
 
قوة غضب الناس
لقد شاهد الناس فيضان الطبيعة في هذه الأيام القليلة، ولكن يجب القول:
الفيضان الاجتماعي الناجم عن غضب شعبي مكبوت على مدى 40 عامًا أكثر قوة وترويعًا. في هذا الصدد، كتب سعيد حجاريان نائب وزير المخابرات السابق ومنظّر العصابة الإصلاحية، قائلاً: «إن المفاجئة وعدم المراقبة في الطبيعة يؤدي إلى فيضان في الشوارع وفي السياسة إلى خروج جماهيري».
حجاريان ، بينما يعتبر الانتفاضة العنيفة بلغة عناصر الاستخبارات، عنفا وفوضوية، يحذر من أن «أحداث ديسمبر 2017 تشهد على هذا المثال … في ظل ظروف الطوارئ، يصاحب جميع ردود الفعل، العنف والثورة، وتخرج الجماهير، عاصية وبطريقة فوضوية بدلا من المنتقدين أصحاب الهوية، وفي نهاية المطاف، تصبح السياسة الطبيعية للتحول والإصلاح والانتقال السلمي مستحيلة ».
الآن، يقول هذا المنظِّر الاستخباري للنظام إن البوادر التي ستظهر ما بعد توقف الفيضان في أفق البلاد هو في كلمة واحدة حتمية الإطاحة بالنظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة