الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. کابوس الانتفاضة العراقیة قد أصبح واقعاً بالنسبة لخامنئي

إيران .. کابوس الانتفاضة العراقیة قد أصبح واقعاً بالنسبة لخامنئي

0Shares

اعتمد خامنئي اعتماداً کبیراً علی أذرعه الإرهابیة الممتدّة في المنطقة لاستمرار حکمه الکهنوتي في إیران. لكن  الأحداث المتسارعة الوتيرة في الآونة الأخیرة جعلت حبل الموت أكثر إحكاماً على رقبته.

الولي الفقیه الدجّال کان قد شیّد خنادق الدفاع عن نظامه المشین في «العمق الاستراتيجي» علی مسافات بعیدة من إیران علی أمل أن يتمّ قمع الناس في ذلك "العمق الاستراتيجي" علی ید مرتزقته وعملائه داخل الحکومة العراقیة،  واعتماداً علی النهج الوحشي في القتل والقمع استولی علی دفة الحکم وجلس علی عرش الأحلام في إیران،  و زادت طموحاته باحتلال المنطقة وبناء «الهلال الشيعي» وإقامة إمبراطوریة علی نهج الخلافة الإسلامیة وحلم بأن یکون هو «أمیر المسلمین في العالم» ناسجاً أوهاماً بعیدة المنال.

وبين الحين والآخر وكلما شعر بأنّ أسس عرشه باتت تهتز تحت أقدامه (بسبب أحداث الربيع العربي وصولاً إلی الانتفاضات الشعبية في إيران)،  قام  بريّ وجوده المتعطّش إلی الدماء بالقتل الجماعي للمحتجّین معتقداً أنه قد أنقذ نفسه  من الهلاك،  لكن هذا العجوز المجرم قد عجز عن فهم أنّ كل خطوة یخطوها  تقرّبه من مصیره المحتوم وهو الهلاك والسقوط.

 

کابوس خامنئي الذي تحقّق!

 

مما لا شك فیه أنّ الولی الفقیه المحبط قد ورد في حساباته احتمال اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق ضد الحکومة في إيران أو ضد نفوذها في المنطقة. لكن احتمال انتفاضة المنطقة بأسرها وفي ذات الوقت  ضد هيمنة أخطبوط ولاية الفقيه کان مجرد کابوس یؤرق خامنئي،  لكنه كان يتعامى عن هذه الحتمية،  إلى أن جاءت انتفاضة الشعب الإیراني في کافة أرجاء البلاد بالإضافة إلی الانتفاضة العراقیة الواسعة النطاق والانتفاضة اللبنانیة، ما جعل الکابوس حقيقةً لا مفرّ منها.

منذ بداية أكتوبر عام 2019 أصبح خامنئي مضطرباً وقلقاً للغایة ولا یمر علیه یوم هادئ.

أدّت الانتفاضة في لبنان والعراق إلى استقالة رئيس الوزراء في کلتا الحکومتین وإسقاط هاتين الحكومتين، وکان خامنئي يحاول استبدال الشخصیات المعزولة بمرتزقته الكثر،  لكنه تلّقی ضربة قاصمة من حیث لا یعلم وباءت خططه بفشل ذریع.

 

قطع الذراع الرئیسي لخامنئي

 

هلاك قاسم سلیماني الرجل الثاني في نظام الملالي ووزیر الخارجیة السرّي إلی جانب أبومهدي المهندس أحد أهمّ المرتزقة الوکلاء في العراق، قد ألحق ضربة قاضية بخامنئي وأخلّ بتوازنه وأعاق تقدّم مخططاته الإرهابیة في العراق.

إلی جانب هذا التحدي الممیت، یجب التأکید علی عنصر یقظة المتظاهرین العراقیین الذین لم یستسلموا لمخططات وحیل نظام الملالي في العراق، ولم ینخدعوا بالهجوم علی السفارة الأمریکیة وحیلة "طرد الأجانب"، کما لم تنطلي علیهم لعبة البرلمان العراقي السیاسیة المتمثلة بـ "طرد القوات الأجنبیة" من العراق. بل إنّ المتظاهرین الیقظین قد تدفّقوا إلی الشوارع بعد موقف البرلمان بوقت قصیر مطالبین بطرد القوات والملیشیات التابعة لنظام الملالي من العراق فاضحین زیف موقف البرلمان "المعادي لأمریکا" وعدم فاعلیته.

 

خسارة العمیل "المتصالح" في المجتمع العراقي

 

الخطوة التالیة لخامنئي في العراق تمثّلت بتوظیف العمیل "مقتدی الصدر" ودفعه إلى واجهة المشهد السیاسي،  تلك الشخصیة التي تحظی بقدر کاف من القبول في المجتمع العراقي مما یجعلها شخصیة ذات «مصداقية» في إدعاء  «محاربة الفساد» في العراق.

مقتدی الصدر الذي یمسك بالعصا من الوسط في مواقفه إزاء ولایة الفقیه والذي یمکن أن نسمیه الشخصیة "المتصالحة" مع طهران،  کان یسافر بانتظام إلى إيران وفور عودته یتوّجه مباشرة إلی الحشود المحتجّة ویعبّر نفاقاً عن دعمه لهم ! لكنه بعد نفوق قاسم سلیماني وأبو مهدي المهندس أثبت بوضوح أنه یقف إلی جانب نظام ولایة الفقیه ویتّبع سیاسات الولي الفقیه تماماً،  وأمر بضرورة تحویل مسار الاحتجاجات،  من استهدافها لنظام الملالي ومرتزقته إلی استهدافها «الوجود الأمریکي» في العراق ومناهضته.

من المثير للاهتمام أن مقتدى الصدر أصدر بیانه الأخیر من مدینة "قم" الإیرانیة،  و دعا فیه إلی "مظاهرة ملیونیة" للمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

من جهته وصف بيان الحركات الشعبية العراقية دعوة "الصدر" بأنها مستوردة من إيران دون أن تعالج قضیة "العراق". يقظة الشعب العراقي وإصراره علی موقفه الصائب دفع السيد السيستاني إلى التحذير من «انتهاز إرادة الشعب ومطالبه باسم "الإصلاحات" بغیة تحقيق أهداف معينة». وقد فُسّر التحذير من قبل المراقبين للأحداث العراقية على أنه معارضة صریحة لدعوة مقتدی الصدر.

 

محاولات بائسة والنتیجة واحدة

 

خامنئي الذي يحاول خداع المتظاهرین بشکل أو بآخر باستخدام الحیل السياسية،  يودّ من ناحية أخرى استمرار الاحتجاجات واستمرارها إلی أطول وقت، على أمل استنزاف طاقة الشعب وإرهاقه.

لهذا الغرض قام بإدراج تكتيك «استبدال الشخصیات» في جدول أعماله مرة أخری،  ولا يزال يثير الشائعات حول شخصیة الرئيس الوزراء الجديدة. لكن هذا التکتیك أیضا لم يأت له بطائل ولم یخدمه.

هذه المرة قوى الانتفاضة وفي جبهة أقوی من أي وقت مضی هي التي تضع حداً للحکومة وتحذّرها وتمهلها وقتاً محدّداً لتحقیق مطالبها وبتأجیجها المستمر للاحتجاجات أثبتت أنها لا تنخدع ولا تخاف ولا تتعب.

مما لا شك فيه أنّ الأرض باتت تتمايل بشکل متزاید تحت أقدام خامنئي الدجّال ومرتزقته البائسین في الداخل والخارج مما يبشّر الشعب الإیراني وشعوب المنطقة برمتها بأيام مشرقة ومليئة بالرفاهية،  كما أكّد هذا قائد المقاومة الإيرانية السید مسعود رجوي في رسالته رقم 19 بتاریخ 8 ینایر 2020:

«العمق الاستراتيجي والحامي لنظام ولایة الفقیه في العراق ولبنان بدأ یهتز بشدة وسینتهي بالإطاحة بالنظام،  كانت إثارة الحروب وتصدير الرجعیة والإرهاب بمثابة درع لحمایة ولایة الفقیه وضرورة ملازمة لها منذ البداية. من هنا يمكن رؤية الذلّ والأسی علی وجه خامنئي المشؤوم. خاصة وأنّ انتفاضة الشعب الإیراني قد دقّت ناقوس الخطر في 190 نقطة على خارطة الشعب والوطن».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة