الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإنجازات الحدث العظيم في المجال السياسي والاجتماعي لإيران

إنجازات الحدث العظيم في المجال السياسي والاجتماعي لإيران

0Shares

يعدّ المؤتمر العالمي الضخم للمقاومة الإيرانية الذي أقیم يوم الجمعة 17 يوليو 2020 في ظل الظروف الاستثنائية التي یفرضها وباء كورونا علی العالم بأسره، حدثاً عظيماً في المجال السياسي والاجتماعي لإيران.

حدث تكنولوجي فريد

أعربت العدید من الشخصيات البارزة المشارکة من القارات الخمس، عن دهشتها وذهولها من هذا المؤتمر الضخم الذي أقیم بمشاركة أصدقاء إيران حرة وحماة المقاومة والإيرانيين المطالبين بإسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إيران من خلال الاتصال المباشر بـ 30 ألف موقع في إيران وأشرف الثالث في ألبانيا وفي أكثر من 102 دولة وبمشاركة ألف من أبرز الشخصيات السياسية والاجتماعية من عموم العالم.

ووصفت المؤتمر بعبارات الثناء والانبهار مثل: "استثنائي" و"مذهل" و"خارج عن نطاق التصور" و"جعل المستحيل ممكناً" و"إنجاز تكنولوجي مثير للدهشة" إلخ.

من جانبه، اقترح المرشح السابق لنائب رئيس الولایات المتحدة جو ليبرمان تسجيل هذا المؤتمر في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره إنجازاً غیر مسبوق.

وأشار معظم المتحدثين إلى المؤتمر على أنه مظهر من مظاهر القوة والتنظيم والانضباط والإدارة الاستثنائیة لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وخلصوا إلى أن هذه القوة وهذه المقاومة هي الوحیدة التي بإمکانها إسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إیران وإعادة بناء إيران التي دمرت علی أیدي الملالي الطغاة.

الإنجازات السياسية الهامة

لكن لا ینبغي للتألق التقني والتكتيكي والقدرة التنفيذية لمنسقي المؤتمر، أن تحجب وهج الإنجازات السياسية المذهلة والهامة لهذا المؤتمر.

في هذا الصدد، كان التنوع السياسي للمتحدثين والمشاركين، والذي يغطي مجموعة من الاتجاهات السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، أحد المیزات العجیبة لهذا المؤتمر الفرید من نوعه، والتي أثارت انتباه بعض المتحدثين ممن أشاروا إلی هذه المیزة في کلماتهم.

منهم السیدة ميشيل ألیو ماري،الوزير الأقدم في عدة حكومات فرنسية سابقة، حیث قالت: «نحن (أنصار المقاومة الإيرانية) لدينا وجهات نظر واتجاهات مختلفة ولدينا الكثير من الاختلافات السياسية مع بعضنا البعض، ولكننا نتفق حول دعم المقاومة الإيرانية ورئيستها المنتخبة السیدة مريم رجوي، بسبب القيم التي تتمتع بها هذه المقاومة».

ويمكن رؤية هذه الظاهرة في المناخ السياسي لجميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وألبانيا. فعلى الرغم من الاختلافات الحادة، یتفق الحزبان الألبانيان الرئيسيان، بشكل مدهش، علی دعم مجاهدي خلق واتخاذ قرارات جادة ضد النظام، مثل طرد سفيره من ألبانيا.

وشدد رئيس الوزراء الألباني السابق، سالي بيريشا، في تصريحاته على دعمه لإجراءات الحكومة الألبانية وطردها لسفير النظام من أراضیها مضیفاً: «في رأيي، فإن الرد الأكثر إلحاحاً على أعمال النظام الإرهابية وخططه ضدكم هو القطع الکامل للعلاقات مع النظام الإيراني».

وفي وقت سابق، کانت قد أشارت العديد من الشخصيات السياسية من مختلف البلدان إلى هذه السمة الموحدة لمجاهدي خلق باعتبارها  سبباً رئیسیاً لتماسك المقاومة الإيرانية وقوتها، على الرغم من الضغوط الهائلة التي یمارسها النظام ومؤيديه الاستعماريين ضد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة، معتبرةً إیاها الأمل الحقیقي لإیران في التئام الجروح العميقة التي ألحقها خمیني وخامنئي والملالي الفاسدین بجسد المجتمع الإیراني –ودول المنطقة-الذي مزقوه إرباً إرباً تحت مختلف الذرائع الدينية والعرقية واللغوية إلخ.

المؤتمر مليء بمثل هذه النقاط والإشارات اللامعة التي تحتاج إلی معالجة تفصیلیة في فرص أخرى. لکن مما لا شك فيه أن ألمع نقطة شهدها المؤتمر تمثلت في كلمة السيدة مريم رجوي، حيث تناولت أهم القضايا السياسية والاجتماعية للمجتمع الإيراني في ظل نظام الملالي الإجرامي وأشارت بوضوح إلى جميع حلول تلك القضایا.

ثلاثة التزامات تاريخية كبيرة للمقاومة الإيرانية

تحدثت السيدة مريم رجوي بوضوح عن الالتزامات الثلاثة العظيمة والتاريخية للمقاومة الإيرانية فیما یلي:

«الالتزام الأول هو أننا، أبناء الشعب الإيراني، والمقاومة الإيرانية سنسقط هذا النظام ونحرّر إيران.

الالتزام الثاني هو أننا، أبناء الشعب الإيراني، والمقاومة الإيرانية، سنبني إيران ديمقراطية حرّة.

والالتزام الثالث هو أن نبقى أوفياء لسلطة الشعب وقراره. ولا نسعى لاكتساب السلطة بأي ثمن كان، بل نسعى لتحقيق الحرية والعدالة بأي ثمن كان.

وألا نسمح أبداً بعودة دیكتاتورية الشاه أو الملالي، وكما أشارت أغلبية المشرعين المنتخبين في الولايات المتحدة وأوروبا، سنسعى إلى إنشاء جمهورية ديمقراطية غير دينية وغير نووية».

بالطبع كانت هناك العديد من العناصر والقوى التي تشدقت بالنضال ضد النظام والإطاحة به خلال السنوات الماضیة، لكن الحقیقة هي أنه لم تکن هناك سوی قوة واحدة فقط أنشأت وطورّت تنظيمها العسكري والسياسي منذ 40 عاماً في شكل جيش التحرير والمجلس الوطني للمقاومة، وحافظت علیه على الرغم من مؤامرات العدو وضرباته المستمرة، لا بل إنها جعلته أكثر كفاءة واستحکاماً.

هذه القدرة والكفاءة التي یتمتع بها مجاهدو خلق والمقاومة الإيرانية للإطاحة بنظام الملالي وبناء إيران حرة ومزدهرة وديمقراطية، کانت فصلاً مشتركاً في خطابات جميع المتحدثين في المؤتمر.

وقد ذکر البيان الصادر عن 31 شخصیة من أبرز الشخصيات السياسية والقانونية والعسكرية الأمريكية المؤيدة للمقاومة الإيرانية أن: «المنظمة الوحيدة التي عملت أكثر من أي كيان آخر، حتی الحکومات، علی تحریر المواطنين الإيرانيين من نیر الاستبداد وتحریر العالم من الإرهاب الناشئ عن الأصولية، هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».

كما قال رودي جولياني، عمدة نیویورك السابق، في کلمته: «إن منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة وشبكتها داخل إيران، هم القوة الدافعة للتغيير، ولهذا السبب ميزهم النظام بشكل خاص لیقتلهم».

وأشار السناتور ليبرمان إلى نفس القضية لکن من منظور آخر، قائلاً: «هل هناك أي منظمة أخرى تعارض النظام الإيراني يمكن أن تقترب قوتها من قوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؟ لا! لذا أقول لكل مرتزقة ولوبیات النظام أن ما نقوم به في الولايات المتحدة والدعم القوي الذي نقدمه للمجلس الوطني للمقاومة، يتماشى مع المبادئ التأسيسية لبلدنا، فضلاً عن إنه يتماشى مع مصالحنا الحالية المتمثلة في القضاء على نظام أصولي».

السمات الثلاث المباركة للوطن الأسير

لا یمکن تلخیص ما حدث في المؤتمر العالمي لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية وما شهد من حقائق سياسية دقیقة، في هذه الورقة الموجزة، بل إنه یحتاج إلی مراجعة فاحصة من قبل الخبراء المعنیین باعتباره حدثاً عظیماً وكنزاً نفیساً للغایة شهده سجل المقاومة الإيرانية.

لكن في الختام، تجدر الإشارة إلى نقطة هامة أخرى جاءت في كلمة الرئيسة المنتخبة للمقاومة وترك تفسيرها وتفصیلها لفرصة أخرى. فقد قالت السيدة مريم رجوي مشیرةً إلی أن «هذا المؤتمر هو صوت أولئك الذين رددوا هتافات إسقاط النظام في الانتفاضات المستمرة من يناير 2018 إلى نوفمبر 2019. هو صوت معاقل الانتفاضة والمدن المنتفضة»:

«يمثل هذا التجمع، الوطن الأسير في سماته الثلاث المباركة: إيران منتفضة ثورية، إيران متحدة موحدة، وإيران الغد الحرة الديمقراطية».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة