الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناحتجاجات عمال إيران المخيفة

احتجاجات عمال إيران المخيفة

0Shares

بقلم: فريد أحمد حسن

 

حسب شبکة مجاهدي خلق الإيرانية فإن کل التجمعات التي تم تنظيمها الثلاثاء الماضي بمناسبة يوم العمال العالمي في طهران ومدن إيرانية أخری من بينها أصفهان تعرضت للقمع من قبل قوات النظام الإيراني. والواضح أن النظام اعتبرها احتجاجات بسبب الشعارات التي تم رفعها والتي کان من بينها شعارات فاضحة له وتکشف التناقض الذي يعيشه نظام الملالي الذي صار يصرف ثروة الشعب الإيراني علی مغامراته في الخارج وجعل العالم کله يعادي إيران والشعب الإيراني.

من الشعارات التي رفعها المتظاهرون شعارات تطالب بإطلاق سراح العمال المعتقلين وإيجاد حل للعقود المؤقتة التي تظلم العمال وتستغلهم، والمطالبة بالضمان الاجتماعي وتحسين الأجور، بالإضافة إلی لافتة تصف الوزير المعني بالملياردير وتنبهه إلی أن بين المتظاهرين من لم يذق طعم اللحوم منذ أکثر من أربعين شهراً وتطالبه بالاستقالة.

طبعاً لا داعي للقول بأن السلطات هناک تعاملت مع المشارکين في تلک الاحتفالية بقسوة وأنها اعتقلت مجموعة من المتظاهرين، والأکيد أنها تعاملت معهم بـ»طريقتها» المغطاة بما يکفي من فتاوی قبل أن تطلق سراح من کتب الله له بقية عمر، فتعامل قوات النظام الإيراني مع المتظاهرين لا ينهي التجمع فقط ولکنه يفعل ما هو وراء ذلک بکثير.

اعتداء النظام الإيراني علی مسيرات سلمية في يوم العمال، بهذه الطريقة أو بغيرها، يکشف مدی خوف هذا النظام من کل شيء ويؤکد التناقض الذي يعيشه، ففي الوقت الذي يحرض فيه النظام المواطنين في بعض الدول علی التظاهر والاحتجاج وينتقد سلطاتها إن تعاملت بما يتطلبه الموقف مع تلک المظاهرات التي تکون قد خرجت عن مسارها أو بسبب مخالفتها للقانون يتعامل هو بعنف مع تجمعات سلمية تم تنظيمها للتعبير عن مواقف المشارکين فيها في مناسبة يوم العمال العالمي ويتخذ الإجراءات القاسية ضد کل من يتبين أنه شارک في تلک الفعاليات. وبالطبع لا تفسير لهذا الذي يقوم به النظام الإيراني سوی دخوله مرحلة الخوف من السقوط رغم أن تلک التجمعات لا تهدد النظام ولا يمکن أن تسقطه فهي مجرد فعاليات للتعبير عن مواقف وتوصيل رسائل ولا يرفع المشارکون فيها حجراً أو يعتدون علی رجال الأمن أو يفعلون ما يستوجب التعامل معهم بقسوة.

ربما کان سبب القمع الشديد والاعتقالات هو أن العمال الإيرانيين المظلومين اختاروا التجمع عند مبنی مجلس شوری النظام، ولعل النظام فسر اختيار المکان تفسيراً يتناسب مع هواجسه فاعتبره خطيراً أو أنه اعتبر أن الخطر کامن في ترديد العمال عبارة «الموت للظالم» والتي بالتأکيد لا يقصدون بها وزير العمل أو أي مسؤول آخر ولکنهم يقصدون المرشد العام الذي تم أخيراً کسر حاجز الخوف من ذکر اسمه والهتاف ضده وصار المتظاهرون يرددونه في العديد من المظاهرات والتجمعات، وليس بعيداً أن سر غضب النظام من المشارکين في احتفالات يوم العمال العالمي هو دعوة زعيم منظمة «مجاهدي خلق» مريم رجوي في کلمتها التي وجهتها بالمناسبة إلی إنشاء صندوق لمساعدة العمال المضربين عن العمل وتأمين حياة عائلات المسجونين والمعتقلين، ففي هذا تحريض يخيف النظام ويجعل قادته يضعون أيديهم علی قلوبهم لأنهم يعرفون جيداً أن أحد أهم أسباب تمکنهم من الشعب الإيراني هو أنه لايزال بعيداً عن تنظيم صفوفه ولايزالون قادرين علی إيهام جزء کبير منه بأنهم إنما يعملون من أجله ومن أجل مستقبل أبنائه وأنهم الخيار الصحيح.

ما جری في العديد من المدن الإيرانية في يوم العمال العالمي يبشر بأن الشعب الإيراني يتجه نحو التخلص من ربقة نظام الملالي، والکيفية التي تعاملت بها قوات النظام مع المشارکين في احتفالات ذلک اليوم تؤکد دخوله مرحلة القلق الشديد والاقتراب من السقوط.

 

نقلا عن الوطن البحرينية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة