الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمريم رجوي مريم رجوی: الانتفاضة الأخيرة انفجار سياسی ناتج عن تراکم غضب...

مريم رجوی: الانتفاضة الأخيرة انفجار سياسی ناتج عن تراکم غضب شعبی عارم

0Shares
الجمعة، 27 أبريل 2018 
ـ نطالب بنظام جمهوری مبنی علی الفصل بين الدين والدولة
ـ توحد مطالب المتظاهرين فی کل المدن دليل قاطع علی أننا نجحنا فی إدارة الانتفاضة
ـ المرأة الإيرانية أبرزت إرادتها للثورة ضد النظام الدينی فی إيران
ـ فی إيران وصلت أعداد العاطلين عن العمل إلی أکثر من 10 ملايين
ـ 20 مليون نسمة يقطنون العشوائيات فی المدن وثلث الإيرانيين جياع
ـ خامنئی اعترف بدور مجاهدی خلق فی الاحتجاجات لأنه مذعور من دورنا
ـ الصحافة الفرنسية تحدثت عن ضغوط النظام علی فرنسا لتسليمنا
ـ ندعم الشعوب غير الفارسية وإخواننا من أهل السنة

 
من يقرأ تاريخ إيران السياسی يعرف أنه ما من حال ظل علی ما هو عليه، ففی تلک البلاد المفعمة بالعجائب والتناقضات والواقعة خلف حواجز طبيعية منيعة من جبال فارس، تتحول الأوضاع فی حياة المرء وتتبدل عدة مرات، ولا يبقی مسئول فی المنصب إلی الأبد، کما لا يبقی معارض فی مقاعد المعارضة إلی الأبد، وهذه إحدی حقائق السياسة التی شهد بها التاريخ القريب، فالشاه محمد رضا بهلوی تحول من العرش إلی المنفی ومات فی منفاه، واللخمينی انتقل من المنفی إلی السلطة ومات فی وطنه، وأبو الحسن بنی صدر تقلب بين المنفی والسلطة ثم المنفی مرة أخری.
 
ولا تعد السيدة مريم رجوی، استثناء من تلک القاعدة، بل يعتبر تاريخها السياسی المتنقل بين العمل فی منظمة مجاهدی خلق، ثم اشتراکها فی الثورة ضد الشاه، ثم نجاحها فی الإطاحة به، ثم انقلاب الخمينی عليها، ثم نفيها وجلوسها علی مقعد رئاسة الجمهورية الإيرانية الموازية، وزعامة المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية، علامة علی ديمومة تلک الحالة الإيرانية الخالصة، تلک التی لا يبقی فيها المرء علی قمة السلطة إلی الأبد، ولا يبقی فيها المعارض منفيا إلی الأبد.
 

 
"اليوم السابع" باعتبارها وسيلة إعلام تتخذ من مصريتها وعروبتها وقوميتها منصة للرصد والمتابعة والتحليل والاستقراء، ولأنها کانت مراقبة ـ لحظة بلحظة ـ للحراک السياسی الأخير فی إيران، مع اندلاع موجة احتجاجات ديسمبر؛ فقد رأت أنه من الضرورة بمکان الاقتراب من العقلية الاستراتيجية لشخصية سياسية اتهمها النظام الإيرانی علی لسان مرشده ورئيسه، بأنها کانت الدافع والمحرک لتلک التظاهرات والأعمال الاحتجاجية، ومحاورتها، لکن قبل الخوض فی تفاصيل الحوار يتعين علينا إجلاء عدد من الحقائق التی تساعد علی فهم الحوار بطريقة مثلی، بدون الخوض فی کيفية الوصول إلی أو التواصل مع السيدة رجوی.
 
أولا: أن الحوار يستمد أهميته ليس فقط من الفعل السياسی الحاشد والمکثف للمجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية، بل من حرکة أصابع الاتهام الرسمية تلک التی وُجِهت إلی المجلس وأعضائه وزعيمته، مريم رجوی.
 
ثانيا: أن تحليل الأحداث الأخيرة يبين أن للمجلس أعضاء وعناصر بالداخل لديهم القدرة علی تحريک السواکن فی السياسة، وحشد الجماهير، والقيام بالفعل الثوری، ونقل ما يجری إلی الخارج؛ ما يعنی قدرة المجلس علی التأثير فی الداخل حتی لو کان يدير العملية الاحتجاجية علی البُعْد.
 
ثالثا: أن العلاقة بين مريم رجوی کزعيمة سياسية التف حولها المعارضون فی الخارج، وخامنئی، تشبه إلی حد التطابق ـ العلاقة المحتدمة التی أدارها الخمينی فی منفاه بضاحية نوفل لو شاتو فی باريس مع الشاه محمد رضا بهلوی حتی تمکن من إسقاطه، وعليه اکتسبت رجوی مکانتها من توحد المعارضة الفارسية وشعوب القوميات غير الفارسية حولها، وأعادت إلی الأذهان أحداث نحو 17 عاما من معارضة الخمينی للأسرة البهلوية.
 
وإلی نص الحوار…
کيف انضممت إلی مجاهدی خلق فی زمن الشاه، وهل لشقيقک السيد، محمود تأثير علی فکرک السياسی ورؤيتک الاستراتيجية لمعارضة الشاه فی السبعينيات؟

إنی کنت فی الوسط العائلی متأثرة بالدکتور محمد مصدق زعيم الحرکة الوطنية الإيرانية. کنت أدرس فی جامعة شريف الصناعية فی طهران فی سبعينيات القرن الماضی، وکانت الجامعة فی ذلک الوقت، واحدة من المراکز السياسية التی کان فيها تعاطف کبير مع منظمة مجاهدی خلق. وفی هذه الأثناء، تأثرت بتضحيات حرکات التحرير ضد ديکتاتورية الشاه، وخاصة مجاهدی خلق. عندما تم اعتقال شقيقی محمود من قبل سافاک الشاه لارتباطه بالمنظمة، فهذا الحادث حفزنی وحفّز عائلتی أکثر علی النضال ضد النظام. وفی هذا الوقت نفسه، قتل نظام الشاه شقيقتی الکبری نرجس.
 
يخبرنا التاريخ بأن النظام الحالی بعد نجاح ثورة 1979 انقلب علی کل داعميه ولذلک لجأ إلی تصفية واعتقال عدد من أفراد "مجاهدی خلق"، کما لجأ إلی تعذيب وإعدام شقيقتک السيدة معصومة وزوجها.. هل معنی هذا أن لديک ثأر شخصی مع النظام الحالی؟
لا، ليس لدی أی انتقام شخصی من هذا النظام. إن حرکتنا تريد تخليص 80 مليون إيرانی من أسر نظام أهلک الحرث والنسل فی بلدنا، ولم يعدم النظام معصومة فقط، بل إنه أعدم مائة وعشرين ألف شخص، وجميعهم هم إخوانی وأخواتی وأولادی، بما فی ذلک ثلاثين ألف سجين سياسی حيث تم إعدامهم فی مجزرة  عام 1988، بفتوی من الخمينی وکان أکثر من 90% منهم أعضاء مجاهدی خلق وأنصارها، إن أفراد عائلتی هم جزء صغير منهم، ودمائهم ليسوا أکثر احمرارا من دماء الشهداء الآخرين. إن نضالنا ليس نضالا انتقاميا، بل إنه مقاومة وطنية من أجل إنقاذ إيران والمنطقة من مخالب وحش الإرهاب الحاکم فی إيران باسم الدين.
 

 
ماهی القواسم المشترکة بين الثورة ضد نظام الشاه وبين الانتفاضات الحالية.. وهل هناک مفارقات؟
کلاهما مناهض للديکتاتورية. وکلاهما يناديان بالحرية وإسقاط النظام الحاکم، واللاعب الرئيسی فی کليهما هم الشباب. هناک جوانب متفاوتة کبيرة بين الانتفاضتين. نحن نواجه  نظاما اليوم أکثر إجراما من نظام الشاه مئة مرة.
فی ثورة عام 1979 ولدت سلطة متطرفة دينية تحت اسم الإسلام فی إيران، ولکنها خذلت فی انتفاضات عام 2018.
لم تکن ثورة 1979 منظمة. لکن الانتفاضة الحالية منظمّة إلی حد کبير من قبل المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدی خلق.
 
قمت بتأليف عدد من الکتب المتعلقة بالمرأة والإسلام منها "الإسلام والمرأة والمساواة" و"النساء قوة التغيير" و"النساء ضد التطرف"، وتعتبرين أول امرأة فی تاريخ إيران السياسی بالکامل يتم انتخابها رئيسا من المعارضة وهو المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية.. ما دلالة ذلک من وجهة نظرک؟
بالنسبة لي، الکفاح ضد الاضطهاد وعدم المساواة بحق المرأة الإيرانية، والدفاع عن حقيقة الإسلام الذی رسالة الحرية والرحمة، ليس منفصلا عن النضال من أجل الحرية والديمقراطية فی إيران.
إن القمع، ومقارعة النساء، والدجل المذهبی، إلی جانب تصدير الإرهاب والتطرف إلی المنطقة، کلها تشکل عناصر استراتيجية لبقاء النظام، ومقاومتنا تقاوم وتناضل ضد النظام فی الموضوعات نفسها بالضبط. بما يتعلق الأمر بالنساء فإننی أمثّل جيلا من النساء اللاتی قاومن نظام الملالی منذ اليوم الأول واعتُقلت وعُذّبت واُعدمت عشرات الآلاف منهن وقادت جزء کبير منهنّ المقاومة فی مخيمی أشرف وليبرتی ضد النظام. المرأة الإيرانية رائدة فی مقاومة نظام معاد لإيران ومعاد للإسلام والمرأة وها هی المرأة  التی أبرزت مرة أخری فی الانتفاضة الأخيرة ضد النظام الدينی إرادتها لإسقاط هذا النظام.
 
فی عهد الرئيس الإيرانی محمد خاتمی (1997 ـ 2005) نجح النظام الإيرانی من خلال تفاهمات مع الغرب والولايات المتحدة الأمريکية فی إدراج المنظمة علی قوائم الجماعات الإرهابية، وتحديدا فی العام 2002م، قبل أن تتمکن المنظمة من رفع اسمها من هذه القوائم، بين عامی 2008 و2012 هل هذا يعنی أن هناک علاقات سرية وقنوات اتصال غير معلنة بين طهران وواشنطن وطهران وبروکسل فی العقود الماضية؟
کان النظام الإيرانی فی تلک الفترة، فی تبادل مع العواصم الغربية علی شکل اتصالات ولقاءات وتبادل الرسائل سواء سرا أو علنا، ولمرات عدة، علی سبيل المثال، فی ولاية جورج بوش الإبن، تفاوض الجانبان 28 مرة فی العراق. وکان فی الاجتماعات والتعاملات العلنية وغير العلنية، الطلب الأول والأهم للنظام الإيرانی هو ممارسة الضغط وفرض القيود علی منظمة مجاهدی خلق الإيرانية، وحتی استرداد قادتهم. وکتبت صحيفة وول ستريت جورنال فی 7 مايو، نقلا عن دبلوماسيين غربيين، أن أولوية النظام الإيرانی فی أی مفاوضات هی قمع مجاهدی خلق، واستمرت هذه المسألة حتی اليوم. وفی مطلع يناير من هذا العام، نقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن مسئولين فی قصر الإليزيه قولهم إنه لم يکن هناک أی حوار بين النظامين الإيرانی والفرنسی إلا وکانت قضية منظمة مجاهدی خلق الإيرانية علی طاولة المفاوضات.
 
وعلی مر هذه السنين، کانت السياسة السائدة فی الغرب استرضاء الدکتاتورية الحاکمة فی إيران. وکان العنصر الأساسی فی سياسة الاسترضاء، إدراج اسم المنظمة فی قائمة الجماعات الإرهابية، ولعبت سياسة المهادنة والاسترضاء دورا هاما فی الحفاظ علی النظام وفتح نفوذه لإشعال الحروب والتدمير فی الشرق الأوسط، ومع أن هذه السياسة فشلت اليوم، غير أن آثار هذه السياسة، لا سيما فی أوروبا، مازالت تغذی ماکينة التطرف والإرهاب الخاص بملالی طهران.
 
فی العام 1987 دشنت المنظمة ذراعا مسلحة وهی "جيش التحرير الوطنی الإيرانی"، وقد قامت بعدد من العمليات النوعية فی الداخل الإيرانی، هل ما يزال هذا الجيش يقوم بأعماله حتی الآن؟ هل صحيح أن مقاتلی المنظمة تمکنوا من خلال معرکة "الثريا" من السيطرة علی عدد من البلدات منها "مهران" قبيل انتهاء حرب السنوات الثمان؟
فی العام 1980 أدانت منظمة مجاهدی خلق بشدة احتلال العراق للأراضی الإيرانية وشارکت فی صفوف مستقلة فی الحرب ضد القوات العراقية، وفی هذه المعارک قتل عدد من أعضاء مجاهدی خلق ومؤيديهم، وتم أسر عدد منهم، وبقوا فی مخيمات العراق حتی حلول عام 1990، حين تم تبادل الأسری، لکن منذ حزيران 1982 عندما ترک الجنود العراقيين الأراضی الإيرانية، لم يعد يبقی دليل لاستمرار الحرب، ولکن الخمينی أصرّ لمدة ستة أعوام علی مواصلة الحرب. فيما رفعت المقاومة الإيرانية خلال هذه الفترة راية السلام، وفی مارس عام 1983 وافق المجلس الوطنی المقاومة الإيرانية علی خطة سلام فی الحرب الإيرانية العراقية حيث أعلنت الحکومة العراقية رسميا أنها أساس مقبول لمفاوضات السلام، وأکثر من خمسة آلاف من الشخصيات والأحزاب الأوروبية والأمريکية أعلنت دعمها فی بيان مشترک لخطة السلام التی قدمها المجلس الوطنی للمقاومة.
 
ولأن هذه الحرب کانت ضد مصالح الشعب الإيرانی استطاعت المنظمة داخل البلاد شنّ حملة ضد الحرب الخيانية، وإفشال محاولات الملالی لتحشيد القوی لمواصلة الحرب، وبشکل متدرّج فقدت الحرب شرعيتها بين المواطنين الذين أرادوا عدم قتل أبنائهم فی الحرب التی کانت تؤمن فقط مصالح الزمرة الحاکمة.
 
وفی عام 1986، نقلت منظمة مجاهدی خلق الإيرانية مقرها المرکزی إلی العراق. وکان وجود مجاهدی خلق فی العراق ضربة قوية لمحاولات الملالی المثيرة للحرب. لأنه أظهر للشعب الإيرانی أن السلام فی متناول اليد، وعلی العکس من ترويج النظام ليست هناک حاجة إلی حرب لزيارة مراقد الأئمة الشيعة فی کربلاء والنجف. وفی وقت لاحق، تم تشکيل جيش التحرير الوطنی الإيرانی علی الحدود الإيرانية العراقية، وکان جيشا مستقلا تماما عن العراق، وعندما قام هذا الجيش بتحرير مدينة مهران غربی إيران، وهزم فرقتين للنظام وأخذ 1500 أسير من قوات النظام وحصل علی ما يعادل ملياری دولار من الغنائم الحربية من الأسلحة الثقيلة أو دمرها، أدرک الخمينی أن استمرار الحرب يؤدی إلی إسقاطه، وبالنتيجة، وبعد أقل من أربعة أسابيع من تحرير مدينة مهران الحدودية، أعلن عن تجرعه کأس السم، حسب تعبيره.
 
وبخصوص استقلال عمل مجاهدی خلق فی العراق بين عام 1986، حيث انتقلت المنظمة إلی هذا البلد، حتی عام 2003، عندما احتلت الولايات المتحدة العراق، هناک قدر کبير من الأدلة تؤکد هذه الحقيقة.
 
وقد أکد وفد انموفيک (الأمم المتحدة) الذی زار العراق فی وقت لاحق وزار مقر منظمة مجاهدی خلق رسميا أن المواقع ليس تحت سيطرة العراقيين وتشبه المراکز الدبلوماسية فی العراق.
 
الجميع يعلم أن الفائز الرئيسی من الاحتلال الأمريکی للعراق کان ملالی إيران، وللأسف، وفی سياسة خاطئة تماما، فتح الأميرکيون أبواب العراق علی النظام الإيرانی منذ عام 2003، وأرسل هذا النظام مئات الآلاف من مرتزقته إلی العراق وسرعان ما تحول البلد إلی ساحة لصولات وجولات قوات الحرس.
 
وخلال هذه الفترة، لم يتمکن الملالی ووکالات الاستخبارات الخاصة لهم، ورغم أنه کانت لديهم جميع الوثائق المتعلقة بالحکومة السابقة فی العراق، من العثور علی ورقة ضدنا.
 
انتقالا إلی السنوات الطويلة التی قضاها أعضاء المنظمة فی معسکری "أشرف" و"ليبرتی" بالعراق.. کيف استطعتم العبور من هذه المرحلة الصعبة خاصة وأن العراق کان بيد الملالی ومن يعمل معهم؟
لمدة 10 سنوات فی أشرف وأربع سنوات فی مخيم ليبرتی، کانت مجاهدی خلق معرضة  لضغوط قاسية من قبل نظام ولاية الفقيه وأزلامه فی العراق، وخاصة المالکی رئيس وزراء العراق العميل للنظام، بما فی ذلک الحصار الطبی الطويل، والتعذيب النفسی بالصوت المدوّی لمدة 677 يوما مع 320 مکبرة صوت عملاقة تعمل علی مدار الساعة، واغتيال العشرات من العراقيين من المتعاطفين مع مجاهدی خلق، والعديد من الهجمات باستخدام المدرّعات وعجلات هاموی علی أشرف، وستة حملات قصف صاروخی علی ليبرتی، والتی أسفرت فی مجموعه عن استشهاد 141 من أعضاء مجاهدی خلق وإصابة ما يقرب من 1500 شخص منهم وفقدان 27 شخصا أرواحهم جراء الحصار الطبی بطريقة الموت البطیء.
 
هناک عوامل عدة ساهمت فی إفشال المخططات العديدة للنظام للقضاء علی هذه الحرکة وهی:
تضحيات أعضاء مجاهدی خلق الذين قاوموا المضايقات والضغوط والهجمات من قبل العدو.
التلاحم والاتحاد الداخلی لهذه الحرکة والحملة السياسية الضخمة التی قامت بها المنظمة علی المستوی الدولی بمساعدة أبناء الجالية الإيرانية أنصار المنظمة فی الدول الغربية حيث تمکنوا من کسب دعم برلمانات أوروبية والکونجرس الأمريکی ومؤسسات فی الأمم المتحدة وجبهة واسعة من الحقوقيين والمحامين لصالح المقاومين فی أشرف وليبرتی، وتوفير حماية دولية لهم.
 
الموقع الرسمی لمجاهدی خلق والموقع الرسمی لکِ فضلا عن کل البيانات الرسمية عنکِ، يصدر باللغات الإنجليزية والفارسية والعربية والفرنسية فضلا عن اللغات الأخری، ماذا يعنی حرصکم علی إصدار البيانات باللغة العربية؟ هل هذا يعنی استهدافکم للشعوب العربية ومحاولة استخلاص مواقف منها مناهضة للنظام الإيرانی الحالی؟
إن إخواننا وأخواتنا العرب فی جميع الدول العربية حلفاء شعبنا فی النضال ضد نظام ولاية الفقيه، لأن هذا النظام هو العدو الرئيسی لجميع شعوب المنطقة. إنهم يعانون نفس المعاناة التی نحن نعانی منها. وفی البلدان العربية، دعم العديد من البرلمانيين والحقوقيين والطلاب وأساتذة الجامعات والمثقفين والکتّاب وبعض کبار المسؤولين الحکوميين مقاومتنا وهم أصدقاء لحرکتنا. فی المؤتمرات السنوية للمقاومة، تشارک عدة وفود من الدول العربية کل عام.
 
لأنک تنقلت فی العمل السياسی بين نظام الشاه ونظام الخمينی، ما هی أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين السياسيين؟ وأيهما أفضل لک وللشعب الإيرانی؟
کان النظام السابق نظاما استبداديا تابعا للغرب. ولکن هذا النظام هو نظام استبدادی دينی له خصائصه تبرز فی التمييز الدينی وتصدير الإرهاب وقمع المرأة.
لقد ارتکب نظام ولاية الفقيه بطبيعة الحال جرائم ومجازر ضد الشعب الإيرانی مئة مرة أکثر من النظام السابق، ونخر الفساد والنهب والکذب فی جسده. وکان نظام الشاه هو العامل الرئيسی لظهور نظام الملالي. نظام الشاه وبعد الاطاحة بالحکومة الوطنية للدکتور مصدق فی الانقلاب الأمريکی الإنجليزی فی العام1953، قمع الأحزاب والحرکات الوطنية والليبرالية، عندما خرجت الجماهير إلی الشوارع کان قادة الحرکات الديمقراطية والشعبية إما فی السجن أو أعدموا قبل ذلک وباتت الساحة فارغة للخمينی والملالی الموالين له. ولم يتم الإفراج عن قادة منظمة مجاهدی خلق الإيرانية إلا بعد أربعة أيام من هروب الشاه من إيران وعشرة أيام قبل وصول الخمينی إلی إيران، فی ظروف مسک الخمينی جميع آليات السلطة، حقيقة کانت حکومة بهلوی هی من مهّدت الأرضية لظهور الخمينی الذی سرق قيادة الثورة.
 
بالحديث عن الانتفاضة التی نشبت فی نهايات ديسمبر الماضي، فی رؤيتک للأمور، ما سبب انفجار الشارع الإيرانی ضد النظام، ولماذا طالب برحيل علی خامنئی وردد شعارات "الموت لخامنئي.. الموت للديکتاتور"؟
هذا الانفجار ناتج من تراکم کبير للغضب الشعبي: بطالة أکثر من 10 ملايين نسمة (أکثر من 40٪)، وحوالی 20 مليون نسمة يقطنون فی عشوائيات المدن، وثلث السکان جياع، وأزمة المياه التی أجبرت بعض الناس علی النزوح داخل البلاد (نازحی المياه)، والتناقض السکانی الحاد بالملايين بين النساء والشباب المثقفات والواعيات وبين الظروف التی فرضها عليهم الملالی حيث لم يترکوا لهم أی نصيب فی السياسة والاقتصاد فی البلاد، وأخيرا الغضب العام الناجم عن أجواء الکبت والخناق وعدم وجود حريات.
هذه العوامل والعديد من العناصر الأخری من العوامل الاجتماعية والاقتصادية للانتفاضة.
وهناک عامل آخر هو تغيير الظروف الدولية، ومع انتهاء ولاية أوباما، انتهت سياسة مساومة أمريکا مع النظام. وکانت السياسة الأميرکية بشکل عام وخاصة فی السنوات الست عشرة الماضية، عملت بمثابة يد العون لخامنئي. لکن نظام ولاية الفقيه الآن فقد هذا الدعم.
 
والعامل المهم الآخر هو دور مجاهدی خلق، خاصة بعد نقل واسع النطاق ومنظم من العراق. المنظمة وبتأسيسها معاقل للعصيان، تمکنت من لعب دور حاسم فی إثارة وتوجيه وقيادة الانتفاضة.
 
فی أثناء الانتفاضة طلب الرئيس الإيرانی حسن روحانی من السلطات الفرنسية اتخاذ إجراءات ضد أنشطة مجاهدی خلق لأنها "ضالعة فی تفجير الأوضاع".. ما تعقيبک علی ذلک؟ وما هی دلالة الاعتراف الإيرانی الرسمی بقدرة المنظمة علی تحريک الشارع؟
هذه علامة دالة علی مرحلة إسقاط نظام الملالي. وعادة ما يخفی الملالی الحاکمون کلما استطاعوا دور مجاهدی خلق وقاعدة هذه الحرکة فی قلب المجتمع الإيرانی وينکرون ذلک، ولکنهم اضطروا إلی الاعتراف بذلک هذه المرة. لأنهم امتلکهم الذعر من دور المجاهدين فی إثارة الانتفاضات وتوسيعها.
وکما أشرت ، کتبت صحيفة «فيغارو» الفرنسية فی 4 يناير 2018: يقال فی قصر الإليزيه" لم نجر أی محادثات مع المسئولين الإيرانيين، إلا وأن طرحوا فيها قضية مجاهدی خلق».
 
علی خامنئی اتهم صراحة أيضا، المنظمة بأنها هی التی خططت لهذه المظاهرات فی البلاد برفقة أمريکا وإسرائيل.. ما تعقيبک علی هذا الاتهام الرسمی؟ وفی حال نجاحک فی الصعود إلی السلطة، ما هی رؤيتک الاستراتيجية للعلاقات مع إسرائيل؟
قال خامنئی إن المجاهدين کانوا علی رأس مثلث کان وراء الانتفاضة، وفی توضيح أکثر أضاف أن المنظمة هی من وجهت نداءات لهذه الاحتجاجات وکذلک من قامت بتنظيمها وقد أعدت الخطة لعدة أشهر من قبل.
أبعاد وحجم الانتفاضة أجبرت خامنئی علی الاعتراف بهذه الحقيقة، ولم يعد بامکانه التکتم علی دور المجاهدين. کما أوضح مسئولون آخرون، من بينهم قادة قوات الحرس، جوانب أخری من ارتباط المنظمة بالانتفاضة.
لکن اتهام المجاهدين بالتعاون مع الدول الأجنبية هو تخرّصات لا قيمة لها ولا يهتم بها أحد داخل إيران وفی الخارج.
وفيما يتعلق بقضية فلسطين وإسرائيل، نحن کنا دائما إلی جانب سياسات منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها، واحترمنا سياساتها بهذا الشأن، بما فی ذلک إنشاء دولتين ودعونا إلی سلام عادل ودائم. وهنأنا جميع الأطراف الثلاثة علی معاهدة السلام فی عام 1993 حيث شارک ياسر عرفات. إن الدکتاتورية الإرهابية الدينية التی تحکم إيران هی الوحيدة التی تضرّ بالسلام فی الشرق الأوسط، وهو الطرف الأکثر استماتة لوضع عراقيل أمام السلام، والسبب الرئيسی للانقسام داخل فلسطين.
 
 
 
کانت نقطة الضعف الهيکلية فی الانتفاضة الأخيرة عدم وجود قائد ميدانی يتوحد خلفه المتظاهرون، کما أن المتظاهرين لم ينتخبوا قائدا من بينهم.. فی تصورک السياسی ما أسباب عدم اتفاق المتظاهرين علی قائد لانتفاضتهم؟ ولماذا لم يقم المتظاهرون بتسميتک أنت قائدة لهم من باريس کما کان الالخمينیقائدا للمظاهرات فی السبعينيات من باريس أيضا؟
ان الفوارق التی تتميزبها انتفاضة ديسمبر 2017 عن مثيلاتها ( انتفاضة 2009 علی سبيل المثال) هی الحالة المنظمة لها هذه المرة بنسب متقدمة. وهذه الحقيقة اعترف بها خامنئی ايضا. وقد اشار النظام فی إعلامه کرارا إلی الأشخاص الذين کانوا يوجهون المظاهرات ميدانيا واطلق عليهم صفة ” ليدر= قائد”. کان للمتظاهرين توجّه سياسی موحّد فی جميع مناطق ومدن إيران، حيث کانوا يطالبون بإسقاط النظام برمته. وقد اعربوا عن رفضهم فی هتافاتهم الجناح المتشدق بالاصلاحات من داخل النظام، شعارهم المحوری هو الموت لخامنئي. ان المتظاهرين استهدفوا اهدافا مماثلة فی جميع المدن ومنها عدداً من مقرات قوات التعبئة (البسيج).، هذا يعنی بان أسلوب عملهم والسياق الميدانی وهدفهم السياسی کان مماثلا فی 142 مدينة. وهذا هو برهان فاصل بان المظاهرات کانت موجهة. وقد أعترف مؤخرا الملا المجرم "علم الهدی" وهو ممثل خامنئی فی مدينة مشهد بانه تم اعتقال أثناء الإنتفاضة 850 شخصا فی مدنية مشهد فقط وفی إشارة منه إلی منظمة مجاهدی خلق قال بأن 40 إلی 50 من المعتقلين کانوا من قادة الشبکات التنظيمية.
 
بالرغم من العلاقات الوثيقة بين طهران وباريس، والزيارات المتبادلة بين الجانبين علی أعلی مستوی، آخرها زيارة وزير الخارجية الفرنسی جون إيف لودريان المرتقبة (5 مارس المقبل) لماذا تسمح السلطات الفرنسية لک وللمجلس الوطنی بممارسة نشاطک بحرية؟
کان نشاط المقاومة الإيرانية يجری ضمن إطار القوانين الفرنسية، ولمقاومتنا علاقات واسعة مع المجتمع الفرنسی، مع البرلمانيين ومع المنتخبين المحليين، مع المثقفين والمواطنين ومنهم 14 ألف عمدة مدن فرنسية ومنتخبی الشعب لهذا البلد الذين اعلنوا دعمهم لنا.
 
من جهة أخری لقد اکتشفت الدول الغربية إلی حد کبير – وبعد خوض تجربة طويلة- بان سياسة المهادنة والمسايرة مع النظام الإيرانی ستؤدی إلی نتائج کارثية بالنسبة للغرب نفسه.
 
فی اجتماع مجلس الأمن الدولی لبحث الانتفاضة الإيرانية يوم 6 يناير الماضی امتنع أعضاء الاتحاد الأوروبی وفرنسا علی سبيل التحديد، عن إصدار قرار يدين القمع الإيرانی للمتظاهرين وقالوا أن "هذه المظاهرات لا تشکل تهديدا علی السلم الدولي"، کيف تقيمين هذا الموقف؟
 
الأمر الذی يعد أمرا مهما هو عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولی لمناقشة انتفاضة إيران. وفی الحقيقة أن عقد هذه الجلسة کان الانجاز السياسی الذی حققته الانتفاضة وثمرة دماء العشرات من شهداء الانتفاضة وثمرة معاناة الآلاف من المواطنين الذين اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب. لأن هؤلاء هم الذين حولوا سحق حق الشعب الإيرانی فی اختيار حکمه من قبل نظام ولاية الفقيه، إلی ملف للمناقشة فی مجلس الأمن الدولی، وذلک فی الوقت الذی کانت قد غمضت فيه الدول الکبری فی العالم العين علی هذا القمع الهمجی الذی يتعرض له ابناء شعبنا وعلی إعدام مائة وعشرين ألف من المجاهدين والمناضلين.. وفی الردّ علی السؤال أنه لماذا تحفظّت بعض الدول الأوروبية من إصدار قرار ضد النظام فيعود السبب إلی المصالح التجارية فهی لا تريد أن تتدهور علاقاتها مع نظام الملالی.
 
 
فی المظاهرات ترکزت أغلب الشعارات الاحتجاجية علی التنديد بسياسات طهران الخارجية ومنها مثلا "لاغزة ولا لبنان.. روحی فداء إيران" و"اترک سوريا وفکر فينا".. فی رأيک لماذا رکز المتظاهرون علی انتقاد السياسات الخارجية، وهل ستؤدی تلک الشعارات إلی تغيير النظام من سياساته التدخلية فی اليمن وسوريا والعراق ولبنان علی سبيل التحديد؟
بالنسبة للشعب الإيرانی فان ذلک لا يعد أمرًا خارجيًا بل هو أمر داخلي. لقد ادرک الشعب بصورة جيدة بان تصدير التطرف الدينی والإرهاب إلی الشرق الأوسط ومنه الحرب الإجرامية ضد الشعب السوري، عبارة عن جزء من عملية الحفاظ علی النظام کی يبقی بمنأی عن خطر السقوط. لقد أکد خامنئی وقادة قوات الحرس مرارًا وتکرارًا بانهم إن لم يقاتلوا فی سوريا والعراق فعليهم أن يجعلوا من طهران وسائر المدن الإيرانية، الخط الأمامی لهم. وهذا هو يعنی رسم خط المواجهة لانتفاضة الشعب الإيراني. إضافة إلی ذلک، ان الشعب بات يشاهد بانه وفی الوقت الذی سادت فيه حالة الفقر والمجاعة داخل البلاد کله فان خامنئی ينفق جزءًا کبيرًا من العائدات السنوية للبلاد علی عمليات الدمار والحروب والمجازر بحق شعوب الشرق الأوسط. وحسب مشروع الموازنة العامة للعام الجديد، تم تخصيص ميزانية للشؤون العسکرية والأمنية وتصدير الإرهاب، قدرها 26،8 مليار دولار وهذه الميزانية هی غير 27،5 مليار دولار التی يتم تأمينها من العايدات المتعلقة بالمؤسسات الخاضعة لسيطرة الولی الفقيه وقوات الحرس من أجل تسديد التکاليف العسکرية. وبالإضافة إلی کل ذلک، لقد أمر خامنئی مؤخرا بتخصيص 2,5 مليار آخر من صندوق التنمية للتکاليف العسکرية.
 
هناک تحليلات تری أن الانتفاضة تم تحريکها من جانب قوی قريبة من علی خامنئی وعلی رأسهم آية الله أحمد علم الهدی ممثل خامنئی فی مشهد ووالد زوجة رجل الدين إبراهيم رئيسي، وذلک نکاية فی حکومة الرئيس حسن روحاني، هل تتفقين مع هذه الرواية التفسيرية للأحداث؟
لقد اظهرت الإنتفاضه بان هذا التحليلات عارية عن الصحة تماماً. لقد اتجهت الإنتفاضة منذ ساعتها الأولی ضد النظام برمته حيث کان الشعار المحوری للإنتفاضة الموت لخامنئی والموت للدکتاتور وتعبر عن رفضها الشديد لکلا الجناحين للنظام. وفی الوقت نفسه تعاون کلا الجناحين للنظام وتساعدا بعضهما البعض فی قمع الإنتفاضة. إن مثل هذه الحرکة لا يمکن ان تکون وليدة لأجنحة الحکومة الداخلية.
 
من الواضح أن الحرس الثوری والنظام تمکن من إخماد الانتفاضة، ولذلک نريد أن نعرف تقييمک لأسباب نجاح النظام فی إعادة المتظاهرين إلی منازلهم؟ وهل تعتقدين أن تلک الانتفاضة قابلة للتکرار فی وقت قريب؟
هذا ما يتحقق بصورة حتمية لان الموجبات التی اوجدت الإنتفاضة، قائمة بالوتيرة نفسها فالانتفاضات ستستعيد صخبها مرة أخری. هذا وقد عمّت مئات من الإحتجاجات والإضرابات من قبل العمال والطلاب فی أجزاء من المجتمع خلال الأسابيع الأخيرة. ان هذه الإحتجاجات تؤکد بان جدار الخوف فی المجتمع الإيرانی قد تصدّع وان المقوّمات لمواصلة الإنتفاضة موجودة فعلا. خاصة وانه لا توجد هناک حلول لدی الملالی الحاکمين لا فی الساحة السياسية ولا فی المجال الإقتصادی لحلحلة الأزمة القائمة.
 
 
 
ما هی حقيقة التنسيق بين مجاهدی خلق والجماعات القومية المعارضة للنظام بالداخل والخارج وعلی رأسها بطبيعة الحال القوی الکردية والأحوازية؟
 إن دعم مواطنينا الأکراد والبلوش والعرب والآذريين والترکمان وغيرهم کان ومازال يشکل جانبًا من نضال مجاهدی خلق. وکذلک دعم أخواتنا وإخواننا من أهل السنة. لأنهم مکونات مختلفة من الشعب الإيرانی وکونهم کالفرس من المکونات الرئيسية للمجتمع الإيرانی حيث ان الأعضاء ومسؤولی منظمة مجاهدی خلق – سواء فی السابق او فی الوقت الحاضر- هم تشکيلة من مختلف القوميات. نحن نکن احتراما دوما لجميع الاشخاص الذين ناضلو ضد نظام الملالی ويطالبون بإسقاطه وتربطنا بهم علاقات الصداقة.
 
مؤخرا عرضت فکرة الحکم الذاتی للشعوب غير الفارسية بإيران الآن کخطة عمل حال إسقاط النظام ونجاحک فی الوصول إلی السلطة، وهو أحد الأسباب التی تجعل من خطابک السياسی مرفوضا لدی قطاعات کبيرة من القوميين الإيرانيين لأنهم يرون فی مشروعک تفکيک للدولة وليس تجميعا لها من وجهة نظرهم.. ما مدی اتفاقک أو اختلافک مع هذا الطرح؟
استنادًا إلی البرنامج المقدم من قبل المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية لمستقبل إيران تم التأکيد علی ” حکم الذاتی الهادف لإلغاء اللاضطهاد المزدوج المفروض علی جميع المکونات والقوميات المختلفة فی وطننا وتحقيق جميع الحقوق والحريات الثقافية والإجتماعية والسياسية لها ضمن إطار الوحدة والسيادة الوطنية ووحدة التراب غير قابل للتجزئة للبلاد”. وقد نشر هذا البرنامج عام 1981 وقد حظی منذ ذلک الوقت بتأييد مواطنينا دوما. ليست هناک جهة وما زالت سوی النظام الإيرانی تتهم مجاهدی خلق والمجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية بالانفصالية، وهو نظام أوقع أکبر الضربات علی الوحدة الوطنية وتماسک المجتمع الإيراني. وفی المقابل تماما، لقد سالت دماء أعضاء مجاهدی خلق فی جميع المحافظات الإيرانية وهم فی رؤيهم وبرامجهم يبتغون توفير الحقوق لجميع مکونات المجتمع الإيرانی ضمن إطار وحدة التراب غير قابل اللتجزئة للبلاد فبذلک انهم ضمان لوحدة إيران وسيادتها الوطنية.
 
***
 
ما هی رؤيتک الاستراتيجية للعلاقات الإيرانية ـ العربية وخاصة العلاقات الإيرانية ـ المصرية حال نجاحک فی إسقاط النظام واعتلاء قمة السلطة؟ وکيف تنظرين إلی السياسات المصرية الحالية تجاه إيران؟ ولماذا ترفض القاهرة حتی الآن تطبيع العلاقات مع طهران بالرغم من المحاولات الإيرانية المتواصلة لاستعادة العلاقات مع مصر؟
نحن سواء اليوم او غداة سقوط النظام نتطلع بکل التأکيد إلی علاقات الصداقة المسالمة الأخوية والتضامنية مع الجيران والشعوب والبلدان العربية.
من وجهة نظرنا ان التنمية فی بلدان المنطقة مرهونة بالتلاحم بين جميع الأطراف وذلک بحاجة فی خطوته الأولی إلی إسقاط نظام ولاية الفقيه. ومن الواضح بمکان بان لمصر موقع خاص فی المنطقة وکذلک فی العالم العربي. ان الابتعاد عن إقامة العلاقات مع نظام ولاية الفقيه، يعد توجها حکيما يؤمّن مصالح جميع دول المنطقة. مما يدعو إلی مطالبة جميع الدول المسلمة والعربية وسائر دول العالم ايضا بالابتعاد عن إقامة إی نوع من العلاقة مع هذا النظام الذی هو عدو لشعوب المنطقة ويعد خطرا رئيسا للسلام والأمن فی العالم. ان دکتاتورية الإرهاب الحاکم بإسم الدين فی إيران قد أغرق حتی الآن کل من سوريا والعراق واليمن ولبنان فی دوامات من الدماء والدمار والتفتت، وإذا لم يکبح جماح هذه الدکتاتورية فانها ستجرّ سا‌ئر الدول فی الشرق الأوسط والشمال الافريقی ايضا إلی مهلکة الحروب والدمار والخراب.
 
يقال إن خامنئی زعيم النظام الحالی کان منذ عهد الخمينیخلف المخططات الإرهابيه والاغتيالات خارج إيران، هل تويدون هذه المعلومات وماذا کانت الملابسات؟
نعم هذا صحيح. لقد کلف الخمينیعام 1982 خامنئی بتشکيل العصابات الإرهابية فی العراق کما وان خامنئی ذلک الوقت تولّی مسؤولية تشکيل عصابة حزب الشيطان الإرهابية فی لبنان أيضا. وفی الوقت الحاضر ان جميع الجرائم الإرهابية التی تقترفها قوة القدس التابعة لقوات الحرس، وکذلک العمليات الحربية لقوات الحرس فی سوريا فضلاً عن إدارة الجماعات الإرهابية والميليشيات التابعة للنظام فی العراق ولبنان واليمن و… يجری تخطيطها واتخاذ قرارها فی مکتب خامنئی وتحت إشرافه بشکل مباشر.
 
لماذا لا يغيّر النظام اسم شارع قاتل السادات «خالد الإسلامبولی» من الشارع فی طهران؟
هذا الواقع المرّ يشير إلی أن نظام الملالی لا يستطيع التراجع ولو خطوة واحدة من الإرهاب والتطرف. فالنظام ومن أجل طمأنة الإرهابيين التابعين بأنه يبقی دائما مؤيداً ومسانداً لهم فيجب عليه أن يؤکد علی هذه التسمية.
إضافة إلی ذلک، لهذه التسمية ميزة رمزية حيث يريد النظام من خلال ذلک أن يوحی بأن مصر تبقی دائما ساحة من ساحات تصدير تطرفه وإرهابه.
ومن الخطأ لو اعتبر أحد عملية تصير الأزمات إلی الخارج بأنها توسيع الامبراطورية ومؤشر لقدرة الملالي، بل العملية هی من أجل هدم دول الشرق الأوسط وايغالها فی الدماء. سوريا تعتبر نموذجاً کاملا لسياسة الملالي.
وهذه العمليات الشريرة فی المنطقة، شأنها شأن القمع داخل إيران، سيواصلها الملالی حتی سقوطهم. إن الرهان علی أوهام بإمکانية اعتدال هذا النظام من خلال إعطاء الامتيازات، وتعليق الآمال أنه سيهدأ من خلال التراجع أمام ولاية الفقيه، او التوقع بتغيير أسلوب عمل الملالي، او أن بمرور الوقت سيصبح هذا  النظام أکثر منطقيا فی تصرفاته، أوالمراهنة علی معتدلين مزعومين داخل النظام، کلها ناتج عن عدم معرفة هذا النظام. أمام نظام ولاية الفقيه طريق حلّ واحد فقط وهو سقوطه بيد الشعب الإيرانی والمقاومة الإيرانية.
 
أنتم حرکة مسلمة وأنت إمرأة مسلمة ومتحجبة فکيف بإمکانکم الدفاع عن فصل الدين عن الدولة؟
نحن نطالب بنظام جمهوری مبنی علی الفصل بين الدين والدولة. هذا هو مطلب الأغلبية الساحقة من الشعب الإيرانی ويريدون القضاء علی الاستبداد الدينی. وهذا ليس معناه اطلاقا عدم احترام الدين أو معاداة الدين، بالعکس هذا معناه أن کل شخص حرّ فی اختيار دينه ومذهبه، وفی الوقت نفسه ليست هناک هيمنة لأی دين علی الحکومة والدولة بشکل عام. وليس لأتباع أی دين امتياز خاص.. وتطبيقا لقرارات المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية سيتم إلغائه جميع القوانين اللاإسلامية التی سنّها الملالی تحت اسم الإسلام. «ولا يحق لأی مواطن أن يتمتع بأی حق أو يحرم من أی حق بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده بدين أو مذهب خاص».
 
وفی رأيی هذا هو الدين المحمدی الطاهر وما يقوله القرآن الکريم فی آيتی « لا إکراه فی الدين» و«کل آمن بالله وملائکته وکتبه ورسله».
 
ومن الواضح أن تبنی مثل هذا المشروع لا يمکن أن يکون ناجحا وفاعلا إلا إذا کان من قبل حرکة متمسکة بالإسلام جذرياً وتحظی بتأييد اجتماعی قوی، لهذا السبب الإعلان عن هذه المبادرة من قبل مجاهدی خلق حظيت بإقبال جماهيری واسع.
 
وبناءا علی تقارير مسئولی النظام تم استهداف ستين مکتبا من مکاتب أ‌ئمة الجمعة فی مختلف المدن خلال الانتفاضة وکذلک استهداف مظاهر الدجل الدينی الخاص بالملالی، وهذا يشير إلی عزيمة الشعب الإيرانی بإنهاء الاستبداد الدينی فی إيران.
 
وما ننشده لمستقبل إيران مجتمع مبنی علی احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، ويتمتع فيه جميع آحاد الشعب من الفرص الاقتصادية المتکافئة، وإيران خالية من النووی تعيش مع جيرانها فی سلام وتعايش أخوی، وتحقيق الحکم الذاتی لمختلف القوميات الإيرانية فی إطار السيادة الوطنية الموحّدة، هذه بعض محاور خطوطنا العريضة للمستقبل.
 
إن إسقاط نظام الملالی ضرورة لتخليص إيران من التخلف والفقر ولإنهاء جميع المظالم.

 

 نقلا عن اليوم السابع المصرية
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة