الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعن الدور المحوري لإيران في العراق

عن الدور المحوري لإيران في العراق

0Shares


بقلم:محمد حسين المياحي


السعي للثناء و الاشادة بدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، و محاولة تسليط الاضواء علی”إيجابية” هذا الدور و يصب في صالح العراق وليس فيه أية مصلحة لطهران، وإن کان من صميم واجبات الخاضعين للنفوذ الايراني، ولکنه وخلال هذه الفترة حيث الاستعدادات جارية للإنتخابات العراقية في أيار القادم و مايريده و يسعی إليه هذا النظام منها، فإنه صار شغلهم الشاغل!
تأکيد زعيم تيار الحکمة عمار الحکيم، خلال لقائه بسفير إيران ايرج مسجدي، يوم الخميس الماضي، علی ماووصفه ب “الدور المحوري لايران وقدرتها علی لعب دور کبير في تهدئة المنطقة.”، کلام فيه بعض الصحة ولکن حتی هذه الصحة ليس کما يتصوره و يشير إليه الحکيم، ذلک إن الدور المحوري لإيران هو دور سلبي و يسعی من أجل جعل الاوضاع الجارية فيها لخدمة مشروعه و مخططاته في المنطقة.
أما مايشير إليه بشأن قدرة إيران علی لعب دور کبير في تهدئة المنطقة، فهو کلام أبعد مايکون عن الصحة و الواقع، حيث إن الدور الايراني في اليمن و سوريا و العراق و لبنان لم يهدف الی التهدئة إطلاقا وانما کان يهدف دائما علی فرض إملاءات و شروط في مقابل التهدئة الخاصة، ولاريب من إن يد هذا النظام قد صار مکشوفا ولذلک فمن الصعب أن يوافق أحد علی شروطه المريبة التي أشبه ماتکون بحفر للإيقاع بالاخرين.
وإذا ماکان هناک من يتحجج بالتهدئة”الشکلية” التي حدثت في سوريا عقب قمة أنقرة، فلابد من القول بأنها کانت بإرادة روسية بالدرجة الاولی و تم فرضها فرضا علی طهران، بمعنی إن طهران لم يکن أمامها من أي خيار سوی الموافقة خصوصا وبعد أن صار الدور الروسي هو الاقوی و الاهم في سوريا، ولو کان النظام الايراني نظاما مسالما و يعمل علی التهدئة کما يؤکد الحکيم، فلماذا لايبادر الی ذلک في اليمن؟ ولماذا يصر علی إبقاء الاوضاع مشتعلة فيها؟ ولماذا يصر علی فرض الميليشيات المسلحة التابعة له في العراق للإشتراک في الانتخابات؟
في هذا الوقت بالذات، حيث يجري العمل من أجل العمل علی تحديد الدور و النفوذ الايراني في المنطقة و تقليص تدخلاتها، فإن هناک في العراق من لايزال يصر علی الحديث عن الدور الايراني کما کان الامر عليه في عهد الرئيس السابق أوباما، فالنظام الايراني و منذ بدايات عام 2017، يمضي بصورة متعثرة يغلب عليه التراجع، بل وإن الانتفاضة الاخيرة جاءت لتؤکد هشاشة هذا النظام داخليا و إمکانية حدوث التغييرات غير المتوقعة عليه، وإن الامور کلها صارت تجري بصورة تتوجس طهران منها کثيرا، أما بالنسبة للمواقف غير الواقعية لقادة بعض الاحزاب الشيعية في العراق، فإن المثل العراقي”نايم بالفي و رجليه بالشمس”، ينطبق عليهم تماما!!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة