الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانشن الحروب هي خصلة معروفة لنظام ولاية الفقيه

شن الحروب هي خصلة معروفة لنظام ولاية الفقيه

0Shares

بقلم: المحامي عبد المجيد محمد

 
حکم نظام ولاية الفقيه علی إيران منذ حوالي الـ 40 عاما. هذا النظام  قد استولی علی سيادة الشعب الإيراني بالمعنی الحقيقي للکلمة، وبحسب أطروحة ولاية الفقيه يعتبر نفسه مؤهلا ليتدخل في کل شؤون الشعب الإيراني وحتی في أکثر المسائل خصوصية. واستناداً إلی هذه النظرية الرجعية والعائدة للقرون الوسطی، ينظر الولي الفقيه إلی جميع الدول الإسلامية کجزء من “الأمة” التي ترجع سيادتها له ويحلم بتشکيل الإمبراطورية الإسلامية ويريد أن يسيطر عليها علی غرار القرون الماضية بحملات من الجيوش علی الدول و الأراضي الأخری.
أول ضحايا هذا التوسع الجغرافي کان الشعب العراقي، بالنظر الی الغالبية الشيعية لنسيج هذا البلد حيث تمت التضحية بملايين الانسان الأبرياء من کلا البلدين باستخدام شعارات خادعة لهم مثل «طريق فتح القدس يبدأ من کربلاء». اعتبر الخميني ان التحکم في العراق هو حق مسلم ومشروع له ولهذا السبب حتی الوقت الذي بقي فيه الخميني حيا نادی بتسعيرهذه الحرب حتی اخر طابوق البيوت الموجودة في طهران. لکن في تموز 1988، أذاقت المقاومة الإيرانية الخميني کأس السم الزعاف بعد قرار وقف اطلاق النار واجبرته علی الاستسلام للامرالواقع.
لا تزال بقايا هذا النظام، والتي اسدلت قيادتها “مؤقتا” إلی علي خامنئي، تضرب بنفس الطريقة ونفس الاسلوب علی طبول الحرب والأزمة، وقوات الحرس، بصفته الجناح الرئيسي للولي الفقيه تم استخدامه بکل مايملک من کل قوة من اجل شن الحروب وافتعال الازمات وتصديرها ودعم الإرهاب. أخطر ما في الأمر هو وجود قوات الحرس علی ارض سوريا وقتل مئات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين من السوريين.
ليس فقط أن جميع مسؤولي النظام، بمن فيهم خامنئي، يعترفون بوجودهم علی الأراضي السورية، لکنهم يعتبرون بان ذلک مصدر فخر واعتزاز لهم واعترفوا صراحة بأنهم إذا لم يقاتلوا في دمشق وحلب، فسوف يضطرون لمحاربة الشعب في المدن الإيرانية. کما رأينا في الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني في کانون الثاني/ يناير کيف ان الشعب الإيراني انتفض في 142 مدينة إيرانية، وعبر بشعارات الموت لخامنئي والموت للدکتاتور عن مدی بغضه واشمئزازه من هذا النظام.
کما قتل النظام ايضا أکثر من 50 شخصًا من خلال إطلاق النار المباشر عليهم من قبل القوات الامنية القمعية المسلحة واعتقل ما لا يقل عن 8000 من المتظاهرين المعارضين، قتل 15 شخصا منهم تحت التعذيب. واعترف خامنئي بضعف نظامه في 20 و 21 من شهر مارس، في رسالته وکلمته النوروزية (العام الإيراني الجديد) وأنه لم يکن قادرًا علی الاستجابة لمطالب أغلبية الشعب وکما انه اعترف بموضوع العدالة غير القائمة.
في الأيام الأخيرة، کان موضوع انتخاب جون بولتون کمستشار للأمن القومي الأمريکي احد أهم عناوين القضايا. حيث دخل نظام ولاية الفقيه إلی المشهد ايضا لإخفاء حروبه التوسعية وأزماته المستحدثة تحت عبائة هذا العنوان ولهذا السبب عکست جميع وسائل الإعلام الحکومية انتخاب بولتون وتظاهرت بأن بولتون قد تم اختياره لشن الحرب. کما لجأ النظام التوسعي والقمعي ايضا لنشر هذا الادعاء بکل ما أوتي من قوة.
بما في ذلک اقتباس وکالات الأنباء التابعة للنظام اقاويل واحاديث أشخاص غير معروفين ومبهمين يدعون بأن “انتخاب جون بولتون کمستشار الأمن القومي للولايات المتحدة يظهر بوضوح أن واشنطن تريد المزيد من الحروب. هذا التغيير من منظور السلام والأمن العالمي مثير للقلق بشکل کامل. لقد أظهر انتخاب جون بولتون مستشارًا للأمن القومي أن الولايات المتحدة علی وشک إطلاق حروب جديدة علی بعض الجبهات، بما في ذلک إيران “.
بالإضافة إلی هذا، نشرت الشبکة الإخبارية (امتداد نيوز) التابعة للنظام يوم 28 مارس، نقلا عن احدهم عرفته باسم (غراس کاب ) وقالت بانه احد المحللين والاساتذة البارزين في العلوم السياسية قوله ”بولتون هو شخص مناسب جدا لدعم رغبات ترامب العلنية الرامية لايقاف الاتفاق النووي الإيراني أو السعي لإصلاح هذا الاتفاق من خلال استئناف المفاوضات“.
لکن ما هي الحقيقة؟ يقول المثل الإيراني: “عندما تقوم برفع العصا فان القطة السارقة تحسب حسابا لافعالها”. الحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه يريد عن طريق نشر واثارة ادعاء رغبة الاخرين في شن الحروب ان يخفي اسلوبه في خلق وتصدير الازمات والحروب الی المنطقة هذا الاسلوب الذي اعتمده طيلة القرون الاربعة الماضية في تدمير المنطقة. هذه حقيقة مثبتة اخری بانه لايوجد طرف اخر قمع الشعب الإيراني طيلة اربعة عقود کما فعل نظام الملالي المستبد. وبناءا علی هذا فان قرائة انتخاب السيد بولتون علی انه شن للحرب ما هو الا عبارة عن خديعة اخری من خدائع نظام الملالي يريد من خلالها ان يتستر بها علی خلقه واستحداثه للازمات في منطقة الشرق الأوسط.
الحقيقة هي أن النظام الإيراني خائف من السقوط والتغيير، لأن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام والعدالة الاجتماعية إلی 80 مليون إيراني وإنهاء الحرب في الشرق الأوسط هي الإطاحة بهذا النظام السلطوي والمثيرللحروب. شعب إيران مستاء وممتعض جدا من ديکتاتورية الفاشية الدينية التي تحکم بلادهم. إنهم يسعون وراء الحرية والعدالة والديمقراطية وسيادة القانون، لکن قوات الحرس والقوی القمعية لنظام ولاية الفقيه يقومون بلا رحمة بقمع المحتجين الذين يريدون قلب النظام.
يعتمد الشعب الإيراني علی قوة تحررية ورائدة باسم منظمة مجاهدي خلق وعلی بديل منظم بشکل جيد ولديه الکثير من الخبرات باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعلی قوی فعالة ومؤثرة ووفية في داخل إيران باسم المراکز الثورية والشعب الإيراني قد عقد العزم هذه السنة علی اسقاط هذا النظام واستبداله بنظام شعبي. هذه هي الحقيقة التي يريد النظام الإيراني اخفائها ولهذا السبب يقلب الأمر رأسا علی عقب ويقوم بالقاء تهم شن الحروب علی الاخرين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة