الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتعرف علی أخطر سجن للنساء في إيران

تعرف علی أخطر سجن للنساء في إيران

0Shares
 
تمارا جمال الدين

يحظر علی نزيلاته أبسط الاحتياجات الإنسانية
 
تعلو الأصوات الشعبية في إيران والداعية إلی إنقاذ حياة السجينتين آتنا دائمي وکولرخ ايرايي، نظراً لتدهور حالتهما الصحية، ذلک بسبب تنفيذهما إضراباً عن الطعام لليوم الثالث عشر علی التوالي.
ونقلت المعارضة الإيرانية مطالبة العديد من المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، باتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ حياة السجينتين السياسيتين.
وتضرب السيدتان دائمي وايرايي عن الطعام منذ 3 فبراير (شباط) للاحتجاج علی انتهاک مبدأ فصل السجناء حسب الجرائم، ونقلهما إلی سجن «قرتشک» المعروف بسجن «کهريزک» المخيف.
وبحسب مصادر المعارضة الإيرانية، تتعرض الشابتان لإهانات ومضايقات وانتهاک حرمة من قبل المشرفين علی السجن، بالإضافة إلی مضاعفات الإضراب عن الطعام.
وفي اختراق واضح لحقوق الإنسان، تم نقل آتنا دائمي وکولرخ ايرايي من سجن إيفين إلی سجن قرتشک بمدينة ورامين بسبب دعمهما للانتفاضة التي جرت في يناير (کانون الثاني) ضد نظام الملالي.
ورغم أن سمعة سجن إيفين سيئة جداً في إيران، إلا أن سجن قرتشک يعد أخطر سجن للنساء في البلاد، وأکثرها تعذيباً وقسوة.
ونشرت وکالات حقوقية عدة رسالة صوتية أرسلتها آتنا من داخل سجن قرشک، قالت فيها إن مسؤولي السجن وعناصر الأمن تعبوا من مقاومتها، ونقلوها بالضرب المبرح إلی الزنزانة الانفرادية.
وحکم النظام علی الناشطة آتنا دائمي البالغة من العمر 29 عاماً، بسبب عملها في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأطفال، بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة «الدعاية المناهضة للحکومة والمجتمع والتواطؤ ضد الأمن الوطني» وإهانة الملا خامنئي.
أما کولرخ ايرايي، البالغة من العمر 37 عاماً، فاتهمت بـ«إهانة المقدسات» وإهانة خامنئي شخصياً، وحکمت بالسجن 6 سنوات.
– سجن قرتشک
تعرف السجون الإيرانية علی أنها من أسوأ الأماکن التي يمکنک الوجود بها في العالم، ويتصدر سجن قرتشک قائمة السجون الخطرة المخصصة للنساء في البلاد.
ونشرت وکالة «هرانا» التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، تقريراً مفصلاً عن السجن، کما تتابع المعارضة الإيرانية أخباره عن کثب، وتنشر علی مواقعها معلومات مرفقة بصور ورسائل من سجينات تتحدث عن الحياة الظالمة داخله.
– 20 سنتميترا لکل سجينة!
يتألف السجن من 7 قواطع، ويضم حالياً أکثر من 2000 سجينة، فتعيش من 200 إلی 300 سجينة في کل قاطع، بعضهن برفقة أطفالهن.
وتقدر مساحة السجن بـ1500 متر مربع، وإذا علمنا أن مساحة القواطع وقسم الإدارة لا يتجاوز 400 متر فإن هذا يعني أن حصة کل سجينة لا تصل إلی 20 سنتيمتراً.
ولا يحتوي السجن علی غرف خاصة، بل هناک صالة کبيرة وحيدة فيها 600 سرير فقط.
أما باقي السجينات، أي ما يتعدی الـ1400 امرأة وبعض الأطفال، فينامون علی الأرض من دون أي غطاء أو مسند للرأس.
– الظروف الإنسانية
في هذا المکان المظلم، تُحرم السجينات من الاحتياجات البشرية الأساسية اللازمة للحياة، مثل التحرک والمشي في فناء السجن والشمس ومياه الشرب والاستحمام، والحد الأدنی من العناية الطبية.
کما تعتبر السجينات عرضة لالتهاب الکبد وغيره من الأمراض بسبب الاکتظاظ الشديد، ونظراً لکون بعض السجينات مصابات بأمراض خطيرة. فلا يفصل القائمون علی السجن السجينات المرضی عن غيرهن، ما يؤدي إلی انتقال عدوی الأمراض بسهولة. وبحسب تقارير طبية عن سجن قرتشک، أسفرت هذه الأوضاع عن انتشار أمراض الإيدز والطاعون والسرطان.
وأعلن مدير قسم الصحة في سجن قرتشک في وقت سابق، أن هناک عدداً من السجينات المصابات بالإيدز، لکنه لا يعرف عددهن بسبب تکاليف الفحص الباهظة. وأضاف: «إحصاءاتنا مبنية علی إقرار السجينات أنفسهن بإصابتهن بالإيدز».
وتنقل منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة عن مصدر قوله «تتعرض السجينات في سجن قرتشک إلی أنواع عدة ومختلفة من التعذيب، أبرزها الاغتصاب، کما تتعمد سلطات السجن الإهانة والازدراء والضرب والشتم کأسلوب للتعامل مع السجينات».
– التعذيب النفسي
تستخدم سلطات السجن طرقاً عنيفة في تعذيب السجينات نفسياً، وليس جسدياً فقط، فتقوم بالزج بأي سجينة تحتج علی الظروف البائسة للمکان، کرداءة الطعام أو عدم وجود خدمات صحية، في الزنزانة الانفرادية مع سجينة أخری مضطربة نفسياً، وذلک کوسيلة لمعاقبتها.
– لجنة تحقيق دولية
في خطوة جريئة لمحاسبة نظام الملالي دولياً علی الأعمال الظالمة التي يمارسها بحق السجناء والسجينات في سجني قرتشک وإيفين وغيرها، أسس ناشطون إيرانيون ينتمون لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» وحقوقيون دوليون لجنة «العدالة لضحايا مجزرة السجناء السياسيين».
وأعلن عن هذه اللجنة علی هامش اجتماعات الدورة الـ33 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، التي انعقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتضم اللجنة مجموعة من الشخصيات المعروفة عالمياً، مثل الرهينة السابقة لدی حرکة «فارک» في کولومبيا، أنغريد بيتانکور، ووزيرة الدولة الفرنسية السابقة راما ياد، والرئيس السابق لمکتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق طاهر بومدرة.
وأفادت بيتانکور بأن تشکيل لجنة تحقيق دولية يعتبر «أمراً مهماً جداً في مصلحة الدفاع عن حقوق الإنسان»، مؤکدة أنها تتحدث بصفتها ضحية سابقة.
کما قامت بعرض صور صادمة تظهر المقابر الجماعية للسجناء السياسيين الذين أعدمهم نظام الملالي بالقرب من باحات السجون في إيران.
وکشفت بدورها آزادة ضابطي، وهي نائب رئيس رابطة المحامين الأنجلو إيرانيين، عن امتلاکها أدلة علی 12 مقبرة جماعية «لم تکن مکشوفة من قبل»، مشيرة إلی أن «المعلومات تتضمن العناوين الدقيقة للمقابر وأفلام فيديو جمعها شهود عيان تؤکد صحة وجودها».

 

نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة