الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمريم رجويرجوي لـ«عکاظ»: الملالي يعادون الشيعة.. وکـذبة الإصلاحيين انتهت.. والعلمانية هي الحل

رجوي لـ«عکاظ»: الملالي يعادون الشيعة.. وکـذبة الإصلاحيين انتهت.. والعلمانية هي الحل

0Shares


الثلاثاء / 27 / جمادی الأولی / 1439 هـ
الثلثاء 13 فبراير 2018 
 حوار: أسماء بوزيان (باريس) @asmek2

* الملک سلمان لخص تاريخ «النظام الإيراني» بوصفه رأس حربة للإرهاب العالمي

* الانتفاضات المتکررة أهم الدلائل علی عدم استسلام الإيرانيين أمام النظام

* لا يجوز اعتبار ولاية الفقيه عقيدة شيعية.. بل هي استبداد وحشي

* تقديم التنازلات لتطويع الملالي وهم.. والنظام لا يفي بأحد حتی حلفائه

* وعد نجل الخميني مجاهدي خلق بفتح الأبواب لهم إذا قبلوا بولاية الفقيه

* منتفضو 2009 من الطبقات المتوسطة.. لکن هذه المرة معظمهم من المحرومين

* الانتخابات الإيرانية لتزيين الوجه الخارجي الظلامي والاستبدادي لولاية الفقيه

* الأکراد والعرب والبلوش والترک والترکمان مضطهدون من الملالي

* سياسة مهادنة الإدارة الأمريکية لطهران توقفت

* أعدم الملالي 120 ألفاً من المعارضين معظمهم من الشيعة

* النظام الإيراني محاط بمختلف الأزمات.. والشعب سيسقطه


اعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج مريم رجوي أن «نظام الملالي» من أکثر الأنظمة الديکتاتورية المناهضة للحريات وحقوق الإنسان، لافتة إلی أن دور المملکة العربية السعودية «قوض الطموح الإيراني في التوسع بالمنطقة».

وأکدت رجوي في حوار مع «عکاظ» أن الشعب الإيراني يصنع الفارق مع نظام طهران رغم ما يمارس ضده من قمع، معرجة علی تأکيد خادم الحرمين الشريفين الملک سلمان بن عبدالعزيز في مؤتمر الرياض العام الماضي أن النظام الإيراني رأس حربة الإرهاب العالمي.

وطالبت رجوي الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريکية بعدم تقديم التنازلات للنظام في طهران، مشددة علی وجوب الاصطفاف إلی جانب الرياض من أجل دحض تدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة،

 

فإلی نص الحوار:

 

•اعتقد الثوريون رجل الدين هو خلاصهم من نظام الشاه، ولم يکن أمامهم سوی الخميني الذي روج لشعارات مغرية، ألا تعتقدون أن العقيدة في عهد الخميني تحولت إلی صراع وأججت النزاع السني الشيعي؟

•بخصوص وصول خميني والملالي التابعين له إلی السلطة في ثورة 1979، فإن الحقيقة هي أن دکتاتورية الشاه کانت قد قمعت بشدة مجاهدي خلق وحرکات التحررية الوطنية الأخری. وأن قادة مجاهدي خلق خرجوا من سجون السافاک بعد 4 أيام فقط من هروب الشاه من إيران، وتمکن خميني من استغلال هذا الفراغ والحصول علی السلطة، کان رجعيا مخادعا ولم يمثل بأي حال طموحات الشعب الإيراني للحرية والديموقراطية، بل سرق قيادة الثورة المناهضة للديکتاتورية.

أيديولوجية خميني هي التطرف تحت اسم الإسلام الذي لا يمت للإسلام بصلة، وبسبب ذلک استباح لنفسه ارتکاب أي جريمة. ومن العناصر الهدامة الأخری لهذه الأيديولوجية التمييز الديني، وتصدير الإرهاب والتطرف تحت عنوان تصدير الثورة إلی خارج إيران، خاصة إلی البلدان الإسلامية، فهو خلق بهذه الأيديولوجية عداء کاذبا بين الشيعة والسنة، وکذلک من أجل عرض عدائه للدول الإسلامية السنية دفاعا عن الشيعة، فيما ليس هناک أي عداء بين أتباع الشيعة والسنة يتعايشون في الشرق الأوسط معا لعدة قرون في أجواء سلام وصلح. ولکن الحقيقة هي أن خميني وولاية الفقيه هما العدو الأول للمسلمين وللشيعة علی حد سواء. ولا يوجد نظام في العالم قتل من الشيعة مثل قتل نظام الملالي.

 

•لکن النظام الشيعي سعی إلی اضطهاد السنة؟

•نعم، للنظام الإيراني تاريخ طويل في القمع والقتل وخلق جميع أنواع الاضطهاد بحق إخوتنا من أهل السنة في إيران وفي المنطقة برمتها. ولکن لا يجوز اعتبار ولاية الفقيه عقيدة شيعية، بل من الخطأ، وإنما هي استبداد وحشي لبس قناع الشيعة، وهو العدو الأکثر بشاعة بالنسبة للشيعة نفسهم وبالنسبة لجميع أطياف المسلمين. لقد ارتکب هذا النظام أکثر الظلم والجرائم ضد الشيعة أنفسهم في إيران، وعلی وجه التحديد ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي حرکة مسلمة تقدمية. أعدم هذا النظام في إيران 120 ألفاً من المعارضين السياسيين، أغلبيتهم من أعضاء مجاهدي خلق ومؤيديها الذين معظمهم من الشيعة. وفي عام 1988، ووفقا لفتوی صادرة عن خميني، قام النظام بقتل 30 ألف سجين سياسي، 90٪ منهم کانوا أعضاء ومؤيدين للمنظمة.

لذلک، بالنسبة للخميني وخامنئي، التحدث عن الشيعة والإسلام والقرآن کان ومازال عملية دجل قذرة. فبالنسبة لهم کان الدين وسيلة لفرض نزعة سلطوية جنونية لديهم ووسيلة لتبرير قتل أبناء الشعب الإيراني وتبرير تدخلاتهم العبثية بمصير بلدان المنطقة.

لذلک، فإن هذا النظام الذي هو جزار الشيعة بالدرجة الأولی يحاول من خلال إثارة مشاعر الشيعة في الدول الأخری وتأليبهم وتسليحهم وتشکيل عصابات إرهابية أن يفرض هيمنته علی تلک الدول.

 

•في 1987 بعث الخميني رسالة إلی قواعده وأذرعه في السلطة، کشف في هذه الرسالة عداءه الکبير للإسلام وفحواها أن السلطة أو الحکم يتجاوز الدين ومقدساته ويتجاوز المواطن وممتلکاته، کيف صبر الإيرانيون علی حکم رجل دين يضمر العداء للإسلام طيلة 40 عاما وهم الذين أطاحوا بنظام الشاه من أجل أن يحکمهم رجل دين؟

•الشعب الإيراني لم يستسلم أبدا لهذا النظام ولم يتحمل هذا النظام برغبته ورضاه، بل کان ينظر إليه باستمرار کحکومة محتلة. وبعد عامين وأربعة أشهر فقط من حکم خميني، نظم مجاهدو خلق انتفاضة 20 يونيو 1981 في العاصمة طهران، التي سطرت حدثا تاريخيا کبيرا في معارضة الإيرانيين لحکم الخميني. وفي طهران العاصمة فقط جاء 500 ألف شخص إلی الشوارع وأدانوا سياسات خميني اللا إنسانية واللا إسلامية. قوات الحرس وبأمر من خميني أطقوا النار علی هذه المظاهرة السلمية وقتلوا واعتقلوا آلافاً وبدأوا بتنفيذ الإعدامات الجماعية منذ مساء ذلک اليوم. وبعد ذلک، ظهرت مقاومة واسعة ضد هذا النظام ومازالت مستمرة. وفي يناير من العام الحالي اندلعت انتفاضة في 142 مدينة بشعار «الموت لخامنئي» وخلال هذه السنوات الـ 39، اندلعت هذه الانتفاضات مرارا وتکرارا. وهذه الأحداث هي أهم الدلائل الملموسة علی عدم استسلام الشعب الإيراني أمام النظام الحاکم وإصرار الإيرانيين علی إسقاطه.

 


 

•هل أخذ الدين أبعاده الحقيقية تحت مظلة حکم الملالي؟

•ما جری في ظل حکم الملالي باسم الدين کان عملية دجل بحتة، أي باسم الإسلام، جری اغتصاب سيادة الشعب، وتعذيب وإعدام المواطنين وتکبيلهم باسم الإسلام، والفساد ونهب ممتلکات البلاد باسم الإسلام، والحرب مع الدول الإسلامية في المنطقة بدءا من الحرب مع العراق في الثمانينات إلی الحرب مع الشعب السوري في السنوات الأخيرة.

تم الکشف عن هذا الدجل علی نطاق واسع في إيران. أرجو منکم الانتباه إلی تصريحات قادة النظام خلال الانتفاضة بشأن مدی نفور وکراهية الشعب الإيراني حيال ما يمثّله نظام الملالي.

•أتعتقدين أنه سيحدث في إيران ما حدث في أوروبا ويتخلص الإيرانيون من الحکم الديني؟

•معظم الناس في إيران مسلمون وسيبقون کذلک، الفرق هنا أنهم يکرهون دين الملالي وولاية الفقيه بقدر کل الإيرانيين الذين تعرضوا للاضطهاد من هذا النظام العائد للقرون الوسطی، وأنهم يکرهون دين الملالي وولاية الفقيه. لهذا السبب فإن خريطة مستقبل إيران هي جمهورية قائمة علی الفصل بين الدين والدولة، أي مجتمع توجد فيه حرية دينية ولا يتعرض الناس للمضايقة أو المعاقبة علی دينهم أو معتقداتهم ولا قيود علی حقوقهم وحرياتهم. من ناحية أخری لا يوجد دين يحکم في الدولة أي الجمهور العام، ولن يتمتع أتباع أي دين بامتيازات خاصة. ووفقا لقرارات المجلس الوطني للمقاومة سيتم إلغاء جميع القوانين اللا إسلامية التي قررها نظام الملالي باسم الإسلام. ولا يحق لأي مواطن أن يتمتع بأي حق أو يحرم من أي حق بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده بدين أو مذهب خاص.

 

•قبل عام من عودته إلی إيران أي في 1978 قال الخميني محرضا الشباب إنه «ليس علی الجيل الحالي أن يرضخ للقرارات التي اتخذها أسلافه في الماضي». اليوم نری أن سليل هذا النظام يرضخ الجيل الحالي للقرارات التي اتخذها السابقون وينکر عليهم هذا الحق؟

•نعم، الجيل السابق أيضاً لم يقرّر أن يحکمه الملالي ومنذ الأعوام الأولی رفض الشعب الإيراني خميني ونظامه. ولهذا السبب بالذات وقف المجتمع الإيراني اليوم، خاصة جيل الشباب في مواجهة حادة مع النظام بصورة أعنف وأشدّ، ليس هناک جسر أو أواصر علاقة بين ولاية الفقيه والناس، وإنما هناک هوة سحيقة وکبيرة من الدم والکراهية والعصيان، حيث لن يبقی مستقبل للنظام.

 

•علی أي رکائز تقوم سياسته؟

•تستند سياسة النظام إلی هذه العوامل: ممارسة قمع شديد بحق المواطنين مع ترهيب منهجي، ومعارضة القوة البديلة (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) وفي محوره منظمة مجاهدي خلق، وتوزيع الامتيازات (من أصول ودخل الدولة) بين العناصر والأجنحة الداخلية، وعرض الصفقات الاقتصادية المربحة علی الشرکات والحکومات الغربية من أجل الحفاظ علی سياسة الاسترضاء، والدعاية الهادفة لتضخيم قدرتها، وتصدير الإرهاب والتطرف إلی الشرق الأوسط، واللا مبالاة إزاء الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للبلد.

ولأن هذا النظام لم يبن سياسته إطلاقاً علی التجاوب مع متطلبات الشعب، فإنه مصاب بضعف وعدم الاستقرار في الأساس. نظام الملالي محاط بمختلف الأزمات من أهمها: الانتفاضات الشعبية في إيران التي اجتاحت في يناير 142 مدينة، وستندلع من الآن فصاعدا بکل شرارة، والإفلاس الاقتصادي، والتورط في مستنقع الحرب السورية وغيرها من الحروب الدائرة في المنطقة، وأخيرا حرب الخلافة في قمة النظام.

 

•ما حقيقة هاجس الهلال الشيعي؟

•قد قلت قبل ذلک أيضا إن هذه الظاهرة التي أسمّيها هلال التطرف هي نزعة ولاية الفقيه الحربية لإثارة الاضطرابات والبلبلة في الشرق الأوسط، وهي تستخدم اسم الشيعة وتريد توصيل سلطتها المشؤومة من طهران وبغداد إلی سورية ولبنان وشواطئ البحر الأبيض المتوسط حتی تقوم من هناک بالاعتداء علی سائر البلدان العربية والإسلامية خاصة البلدان التي تقع في جنوب هذا الهلال.

لأن حکم الملالي وتحت ضغوط أزماته الداخلية بحاجة إلی تصدير

الأزمات إلی الخارج. وإذا لم يثر الملالي الحرب في المنطقة، فإن علامة استفهام کبيرة تأتي أمام الفلسفة الوجودية لقوات الحرس.

لذلک من الخطأ إذا اعتبر أي شخص تصدير هذه الأزمة بأنه غزو للبلدان ودليل علی اقتدار الملالي. وهذا ليس غزوا للبلدان من موضع القوة، بل محاولة لتدمير بلدان الشرق الأوسط وتوريطها في بحر من الدماء. وأمامنا سورية وهي نمط کامل من نتيجة سياسة الملالي.

الملالي يواصلون أفعالهم الشريرة علی الصعيد الإقليمي، کما أنهم سيواصلون القمع داخل إيران حتی الساعة الأخيرة قبل سقوطهم، ولن يتخلوا عنه أبدا. الوهم بأن تقديم التنازلات لهذا النظام يجعله يتطوّع، وعقد الأمل علی تهدئة الملالي بتقديم التنازلات لولايةالفقيه، والانتظار لتغيير سلوک الملالي مع مرور الزمن والرهان علی المعتدلين المزعومين داخل النظام، کلها ناجمة عن عدم معرفة طبيعة هذا النظام. ليس أمام نظام الملالي حل سوی إسقاطه بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

 

• کنتم من الذين أطاحوا بالشاه في 1979، ولکنکم انسحبتم من المشارکة في حکم الملالي، ما الذي دفعکم إلی ذلک؟ هل هو الاستفراد بالحکم الديني أم أنکم اکتشفتم

الانحراف الذي طغی علی حکم الخميني وأتباعه؟

•مجاهدو خلق کانوا علی معرفة طبيعة خميني الکهنوتية قبل سنوات من الثورة وکانوا يحذّرون قبل سقوط الشاه بأن التحدّي الرئيسي للثورة الإيرانية هو التطرف الديني والرجعية الدينية المتمثّلة في فکرة خميني. لهذا السبب مع أن أبواباً کثيرة کانت مفتوحة في حکم الملالي أمام قادة حرکتنا للوصول إلی مناصب حکومية لکنهم رفضوا ذلک. وبعد بضعة أيام من عودة خميني إلی إيران، قال أحمد نجل الخميني في اجتماع مع قائد مجاهدي خلق: «إذا دعمتم الخميني وقبلتم بولاية الفقيه، فإن جميع الأبواب ستکون مفتوحة لکم؛ خاصة أنکم شباب وثوريون ولکم نفوذ کبير في المجتمع». لکن مجاهدي خلق اشترطوا التعاون والتماشي مع خميني بأن يکون الاستفتاء العام والتصويت العام والانتخابات هي الأساس، الأمر الذي لم يکن خميني مستعداً لقبوله إطلاقاً.

لم يکن هدفنا في ذلک الوقت وليس اليوم الوصول إلی السلطة. وإنما هدفنا هو إقامة الحرية والديموقراطية في إيران، وهو ما يتطلع إليه أبناء شعبنا. ولهذا السبب فإن المنظمة قد قاطعت عملية الاستفتاء علی دستور ولاية الفقيه في ديسمبر 1980، لأن هذا القانون يفرض ولاية الفقيه (الحکم الاستبدادي للملالي) علی الشعب الإيراني، لکننا أعلننا التزامنا بهذا القانون وفي إطار هذا القانون حاول مجاهدو خلق من خلال المشارکة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منع توجه النظام نحو الاستبداد المطلق. لکن خميني ومن خلال إصدار فتوی منع مشارکة مرشّح مجاهدي خلق في الانتخابات لم يسمح لأحد من مرشحينا دخول مجلس الشوری، وسرعان ما اعتمدوا أعمال القتل وإثارة الحروب والفساد والإجرام.

 

•نضالکم في المعارضة لم يکن سهلا، وقد منحکم صدقية لدی قواعد مجاهدي خلق.. ولکن الغرب وقف إلی جانب الجلاد وصنف المعارضة ضمن قائمته للإرهاب.. ماذا حدث بالضبط؟

•الحقيقة المهمة جدا في هذا الشأن هي أن کل حکومة غربية صنفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من دون وجه حق وغير قانوني في قائمة المنظمات الإرهابية قد اتخذت قرارها علی أساس طلب النظام الإيراني منها. وقد أکد مسؤولو إدارة بيل کلينتون في 1997 بکل صراحة أن إدراج مجاهدي خلق کان بادرة حسن النية لمحمد خاتمي الرئيس الجديد في إيران، کما أن وزير الخارجية البريطاني آنذاک جاک سترو أکد ذلک صراحة. وکانت هذه التسمية في الواقع أکبر امتياز قدمه الغرب للنظام الإيراني، لأنهم تعاونوا مع الملالي لإغلاق طريق التغيير في إيران.

بعد ذلک، إننا وفي حملة قانونية وسياسية کبری قل نظيرها في التاريخ المعاصر، تمکنا من تحقيق النصر في أکثر من 20 محکمة في المملکة المتحدة، ومحکمة العدل الأوروبية ومحاکم دول أوروبية أخری وواشنطن. هذه المحاکم أعلنت إبطال اتهام الإرهاب بالمنظمة، واضطرت الحکومات علی مضض إلی شطب اسم مجاهدي خلق من قوائمها امتثالا لأحکام المحاکم.

وقد أثبتت هذه التجربة أيضا أن النظام يبذل قصاری جهده لمواجهة بديله السياسي للحفاظ علی سلطته؛ لأنه يعلم جيدا إذا کانت طريق المقاومة مفتوحة سواء في داخل إيران أو في المنطقة أو علی الصعيد الدولي فستهز أرکان النظام بسرعة. وقد اعترفت الصحافة الدولية مرارا بأن الملالي أعلنوا في علاقاتهم الدبلوماسية مع الحکومات الغربية أو الحکومات الإقليمية أن التقرب إلی هذه المقاومة يعد خطا أحمر لهم.

وقبل بضعة أسابيع، نقلت صحيفة لوفيغارو عن مسؤولين فرنسيين قولهم إنه ليس هناک أي مفاوضة مع النظام الإيراني، إلا أنهم طرحوا قضية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

 

•تحرک المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في السنوات الأخيرة لفضح جرائم الملالي ضد الشعب، ما جعله يتخبط في کل الاتجاهات من أجل کبح تحرکات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، آخرها عندما اتصل روحاني بالرئيس الفرنسي ماکرون يطالبه بکف المظاهرات التي تحرکونها من باريس ضده، ماذا يعني هذا؟

•إن طلب حسن روحاني، رئيس نظام ولاية الفقيه، من الرئيس الفرنسي منع الأنشطة المشروعة للمقاومة الإيرانية له معنی واضح. جاء الطلب بعد أيام قليلة من بدء الانتفاضات في 142 مدينة إيرانية. وأظهر أن الملالي خائفون من دور شبکات مجاهدي خلق في تنظيم وتوجيه الانتفاضة.

وبطبيعة الحال، فإن ما يحدث في إيران هو عمل شبکات مجاهدي خلق في مدن مختلفة، ولا علاقة له بأنشطة المقاومة السياسية علی الصعيد الدولي، بما في ذلک في فرنسا. لکن الملالي کانوا تحت طائلة ضغوط کبيرة بسبب تقدم الانتفاضة من قبل شبکات مجاهدي خلق وهذا ما دفعهم إلی القيام بهذه المحاولات الرعناء.

 


 

•هل أدرک نظام الملالي أن «شمس المعارضة الإيرانية»، کما يلقبک أنصارکم، بدأت تهز عرش سلطته؟

•هذه القضية ليست شخصية، هناک مقاومة جبارة تعمل منذ 37 عاما ضد النظام ومن أجل الحرية والديموقراطية ودفعت ثمناً باهظاً منه أکثر من 100 ألف شهيد ومئات الآلاف من السجناء الذين تعرّضوا للتعذيب، ومن دواعي فخري أن أکون المتحدث باسم هذا الجيل الذي انتفض بوجه نظام الملالي وخميني وهو الآن يطالب في مختلف المدن الإيرانية بإسقاط هذا النظام، أسأل الله تعالی أن يوفّقني في أداء هذا الواجب الوطني.

 

•تحاولين فضح ممارسات النظام الإيراني، ولکن علی الرغم من ذلک لا تزال الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة تعزز الوضع الحالي في إيران، ما هي أفضل وسيلة لتأليب المجتمع الدولي علی هذا النظام؟

•سعينا إلی إنشاء جبهة من البرلمانيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين لسياسات الاسترضاء الغربية، وقد حقق هذا الجهد الکثير من النجاح، علی سبيل المثال هناک 17 لجنة لدعم المقاومة الإيرانية تنشط في برلمانات مختلف الدول الغربية. وقد أيّدت غالبية العديد من البرلمانات الغربية حرکتنا رسميا، وفي فرنسا يدعمنا 14 ألف عمدة ينتخبهم شعب هذا البلد. کما أن المقاومة الإيرانية لديها نشاط ثابت داخل مؤسسات الأمم المتحدة في إدانة انتهاکات حقوق الإنسان، حيث حقّقنا إنجازات کبيرة.

وتشمل سلسلة من الأنشطة الأخری تنظيم الاعتصامات والتجمعات للجالية الإيرانية في الدول الغربية لجذب انتباه الجمهور. ومنذ اندلاع الانتفاضات الأخيرة في إيران نظّمت المقاومة في الخارج خلال الأسابيع الأخيرة نحو 200 مظاهرة ووقفات احتجاجية في المدن الأوروبية والأمريکية الکبری لدعم هذه الانتفاضات.

 

•هل يمکن أن ينتخب الشعب الإيراني في المستقبل امرأة لقيادة البلد؟

•موضوع المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة في المجتمع الإيراني، ولاسيما بين جيل الشباب، تحظی بدرجة عالية من القبول. ولاسيما في مواجهة النظام الحاکم الذي يقمع المرأة بشدة. لذلک بعد الإطاحة بالنظام من المحتمل جدا اختيار امرأة للرئاسة. لکن الأهم من ذلک أن تکون الانتخابات حقيقية حرّة، بغض النظر عمن ينتخبه أبناء الشعب، امرأة کانت أو رجلاً، هو الطريق الوحيد الذي يستطيع وطننا وشعبنا من خلاله التغلّب علی النتائج المدمّرة لما يقارب من قرن من حکم ديکتاتوري ملکي وديکتاتوري ديني.

 

•هل تسعين اليوم إلی دولة علمانية بمفهوم فصل الدين عن الدولة؟

•نعم، نريد جمهورية قائمة علی الفصل بين الدين والدولة. وهذا لا يعني التخلي عن الدين في المجتمع، بل يعني أن کل شخص حرّ أن يکون له دينه، وفي الوقت نفسه، ليس لأتباع أي دين امتياز خاص دون غيرهم. في رأيي هذا هو نفس السنة النبوية الطاهرة ومضمون الآية القرآنية «لا إکراه في الدين»، و«کل آمن بالله وملائکته وکتبه ورسله».

إن ما نريده لمستقبل إيران هو أيضا مجتمع يقوم علی احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتمتع جميع الناس بالفرص الاقتصادية المتساوية، والاعتراف بالقطاع الخاص والرأسمالية الوطنية، ووجود إيران خالية من النووي لها علاقات قائمة علی السلام والتعايش مع جيرانها. کما أن توفير الحکم الذاتي لمختلف القوميات في إطار السيادة الوطنية ووحدة الأراضي غير القابلة للتجزئة للبلد هو أيضا جزء من برنامجنا. الآن الإخوة والأخوات من الأکراد والعرب والبلوش والترک والترکمان يتعرضون للاضطهاد والقمع الشديد من قبل نظام الملالي. إن إسقاط نظام الملالي ضرورة لتحرير إيران من التخلف والفقر الحالي وإنهاء کل هذه الممارسات التعسفية.

 

•هل الأزمة الإيرانية هي نتيجة عدم التوازن في مستوی التنمية الاقتصادية أو الحاجة إلی الحرية السياسية؟

•المشکلة العاجلة هي انعدام الحرية، ويحرم النظام الشعب الإيراني من أي حرية شخصية واجتماعية، من حرية التعبير والتجمع وتأسيس الجمعيات إلی حرية الرأي والدين، وحرية ممارسة النشاط الاقتصادي. حُرم الشعب الإيراني من الحق في المشارکة في تقرير المصير، ولا يحق له أن ينتخب بحرية، والانتخابات الحالية في إيران شکلية.

کما أن الفقر والبطالة اللذين هما نتيجة للانهيار الاقتصادي ونهب داخل البلد وثروته لتغطية تکاليف قوات الحرس وإثارة الحروب في المنطقة، يشکلان جزءا من الأزمة الراهنة.

هناک في إيران الآن 10 ملايين شخص عاطل عن العمل ومعدل البطالة في البلاد 40%. ويعيش 70% من القوة العاملة تحت خط الفقر، ويعيش 20 مليون شخص في بيوت من الصفائح في ضواحي المدن الکبيرة، کما أن المواطنين ضاقوا ذرعا من الکوارث البيئية مثل تلوث الهواء، وأصبحت مجموعات من الناس يهاجرون من داخل البلد بسبب شحّ المياه. ونحن نؤمن إيمانا عميقا أن الأزمة الاقتصادية الهائلة في إيران عميقة جدا، بحيث لا يمکن حلها إلا بتغيير سياسي جذري ومن ثم بمشارکة جميع قطاعات الشعب. نعم، المشاکل الاقتصادية في إيران لا يعود لها حل اقتصادي، وکل شيء مرتبط بضرورة إسقاط النظام.

 

•لکن النظام الإيراني لم يتح مجالا لإجراء استفتاء بشأن الموضوعات المرتبطة بمصالح الشعب الإيراني، أليس شرعنة نظام بأصوات شعب مسلوب الإرادة خرقا للقانون الدولي؟

•نعم، هذا النظام، ومسؤولوه ومؤسساته، وقوانينه وسياساته، لم ينشأ أي منها عن التصويت وانتخاب الشعب الإيراني. هذا النظام هو حکومة محتلة.

 

•الغرب يعترف بأن النظام الحالي هو أکثر الأنظمة ممارسة للقمع، ولکن هل أقدم علی تحرک لجعل النظام يتخلی من ديکتاتوريته؟ أليس ذلک مؤامرة من النظام الدولي مع نظام ولاية الفقيه ضد إرادة الشعب الإيراني؟

•نحن لم نطلب ولا نريد من الحکومات الغربية التدخل في تغيير النظام في إيران. هذا ما يتولاه الشعب والمقاومة والمنتفضون الإيرانيون وبالتأکيد أنهم سيحققون ذلک.

ولکن ما نريده من کل العالم، وخاصة الحکومات الغربية، هو وقف منح التنازلات لنظام الملالي. استمرار العلاقة مع هذا النظام وهو يقتل المراهقين والشباب تحت التعذيب يمثل تقديم امتياز للملالي. إن الصفقة مع شرکات قوات الحرس تعد إيصال الوقود إلی ماکنة القمع الداخلي والقتال مع شعوب المنطقة. المبيعات المباشرة وغير المباشرة لتکنولوجيا الرقابة علی الإنترنت أو معدات التعذيب تعدّ المشارکة في قمع الشعب الإيراني. وأي عمل من شأنه أن يعزز الإيرادات المالية للنظام فهو تقوية لهذا النظام. نظام ولاية الفقيه في حرب مع الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، ونقول للحکومات الغربية يجب علی الأقل أن تکون محايدة في هذه الحرب.

 

•تعتقدين أن دعم المعارضة في الخارج يشکل إحدی الوسائل التي بإمکان الغرب أن يأخذها بعين الاعتبار کمساعدة للشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام؟

•ما نريده هو أن تعترف الحکومات بنضال الشعب الإيراني لتغيير النظام. قبل ذلک أيضاً شرحت الآثار الهدّامة لسياسة المهادنة وأکّدت علی الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بصفته البديل الديموقراطي الوحيد للديکتاتورية الدينية الإرهابية کضرورة لإنهاء السياسة الکارثية السابقة التي انتهجتها أمريکا وأوروبا حيال الشعب الإيراني والتعويض عن خسائرها وأضرارها.

الانتفاضة

 

•ما الفرق بين انتفاضة 2009 وانتفاضة 2017 وبداية 2018؟

•هناک 3 مفارقات أساسية: الأولی هي تشديد الاستياء الشعبي والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي کانت محرّکة للانتفاضة، غليان الاحتجاج والسخط الشعبي من الفقر والغلاء والقمع والتمييز وفي مختلف أنحاء البلاد، التي ليس لدی النظام حل لها.

في 2009 کان المنتفضون من الطبقات المتوسطة، لکن هذه المرة معظمهم کانوا من المحرومين والشرائح ذوي الدخل المحدود.

بناء علی تصريحات مسؤولي وزارة الداخلية کان 90% من المعتقلين أقل من 25 عاماً. في العام 2009 کانت الانتفاضة في طهران ومدينتين أخريين، لکن اليوم الانتفاضة عمّت 142 مدينة.

والثانية: قيادة انتفاضة عام 2009 کانت بيد قادة جناح داخل النظام. وحينما بلغت مطالب الشعب في الشوارع بضرورة إسقاط النظام برمته اتجه قادة الانتفاضة نحو المساومة مع ولاية الفقيه، وبالتالي لم تستطع الانتفاضة أن تستمر. ولکن الانتفاضة هذه المرة کانت شعاراتها مرکزة علی إسقاط النظام وشعارات الموت لخامنئي والموت لولاية الفقيه.

ولم يکن من المصادفة أن خامنئي وروحاني ومحمد خاتمي رئيس جمهورية النظام السابق، أي ممثلين عن جميع أجنحة النظام، أعلنوا أن مجاهدي خلق يتولّون قيادة هذه الانتفاضة.

واعترف خامنئي الولي الفقيه للنظام بذلک في خطابه العام يوم 9 يناير. وقال إن التحضيرات السابقة للمظاهرات والتنظيم کان من قبل مجاهدي خلق. کما أکدت قوات الحرس أن مجاهدي خلق کانت علی رأس ما سمته أعمال الشغب في إيران. وکرّر روحاني هذا الکلام في اتصاله الهاتفي مع الرئيس الفرنسي.

في الواقع الانتفاضات ظهرت هذه المرة في شکل جديد، من جهة توسّعت في عموم مناطق إيران، ومن جهة أخری کان لمعاقل المقاومة ومراکز العصيان التابعة لمجاهدي خلق دور کبير فيها.

وأخيرا، فإن الفارق الثالث هو الظروف الدولية المتغيرة، وعلی وجه الخصوص توقف سياسة المهادنة للإدارة الأمريکية. تلک السياسة التي کانت دائما الرکيزة التي يعتمد عليها نظام ولاية الفقيه ولا توجد هذه المرة.

وفي هذه الانتفاضة ألقت قوات الحرس القبض علی أکثر من 8 آلاف شخص، وقتل عشرات الشبان الإيرانيين، وقد استشهد 11 شاباً ومراهقا تحت تعذيب جلادي خامنئي. ومع ذلک تستمر حرکة الاحتجاج في جميع أنحاء إيران والانتفاضات لا تزال تأخذ سيرها في الطريق.

 

•وما الذي تغير بعد الانتفاضة الأخيرة للإيرانيين؟

•تصدع جدار الخوف، يجري عزم قوي علی مواصلة الانتفاضات في شرايين المجتمع الإيراني، وقد ثبت للشباب أنه من الممکن إقامة انتفاضة في ظل هذه الظروف. وقد ثبتت صوابية إستراتيجية إنشاء معاقل العصيان في جميع المدن الإيرانية التي کانت تسعی إليها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في إيران منذ مدة. من ناحية أخری احترقت ورقة الإصلاحيين المزعومين ـــ بما في ذلک الرئيس الحالي للنظام وسلفه خاتمي وشرکاؤهم ــ لأنهم طالبوا بقمع المنتفضين، کما أن المنتفضين هتفوا في الشوارع أن لعبة الإصلاحيين والأصوليين انتهت.

وکما قال قائد المقاومة مسعود رجوي في رسالة تزامنا مع هذه الانتفاضات: «نقول لخليفة الملالي کفی 30 عاما من سلطة ولاية الفقيه والسلطنة المطلقة، بفضل الانتفاع من الحروب في الکويت وأفغانستان والعراق واستثمار سياسة المهادنة واستغلال تنظيم القاعدة وداعش، حان الوقت لکي تقوم من عرشک وإلا سيرفعک الشعب من عرش ولاية الفقيه ويسقطک علی الأرض».

 

•ألا تعتقدين أن التاريخ يعيد نفسه في إيران أمام تسلط الديکتاتورية؟

•بل لا أعتقد أن أمتنا محکوم عليها إلی الأبد أن تعيش تحت نير حکم ديکتاتوري. مشيئة الله وإرادة الشعب والشبان الأشاوس في إيران ستنهي استبداد ولاية الفقيه.

 

•هل للشعب صوت وخيار أمام الصندوق؟

•ولاية الفقيه کما أکدت المادة 57 من دستورها هي سلطة مطلقة ولم تترک مجالا للانتخاب الحر والاقتراع للشعب الإيراني.

ما يجري کل عام باسم انتخابات الملالي هو مسرحية مفضوحة، المرشحون ترشحهم وزارة المخابرات والقوات القمعية، بعد انتقائهم من بين أولئک الذين يعتقدون بالنظام کامل الاعتقاد والوفاء به. مرة أخری يعيد مجلس صيانة الدستور انتقاء هؤلاء ليتم ترشيح من بين المرشحين الموالين للولي الفقيه مَن هو أکثر تقربا من المرشد الأعلی، وفي نهاية المطاف تجري انتخابات يتنافس فيها المسؤولون السابقون والحاليون في مؤسسات القمع وتفتيش الآراء والتجسس، ثم تعلن وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور في تواطؤ معا عن عدد المشارکين بأضعاف مضاعفة. ومع ذلک فإن المجلس الذي تم تشکيله مع هؤلاء الأفراد يمکن أن يصدر فقط القوانين التي يؤيدها مجلس صيانة الدستور المعين من قبل الولي الفقيه. إن ما يسمی بالانتخابات داخل النظام هدفها تزيين الوجه الخارجي للنظام الاستبدادي الظلامي لولاية الفقيه.

 

•القوة التي تحرکت بالداخل الإيراني وصفها البعض بـ «تمرد الجياع» ووصفها آخرون بأنها ثورة ضد الديکتاتورية، ولکن حکم الملالي علق الشماعة علی الأيادي الخارجية، کيف تفسرين ذلک؟

•المشارکون في الانتفاضة هم أناس وأعوان ومن الفئة المثقفة والقوی التحررية ولکنهم محرومون. إن انتفاضتهم ليست انتفاضة الجياع، وإنما هي خطوة منظّمة لأسقاط النظام وإرساء الحرية، وحرکتهم ذات طابع سياسي قوي واعية جدا، وهادفة ومرکزّة علی النظام، وضد مظاهر القمع والخداع الديني، والمؤسسات النهابة. إنهم ألقوا الإصلاحيين المزيفين إلی المزبلة، وصرخوا ضد الملالي السلطويين المستغلين اسم الإسلام وهاجموا ما لا يقل عن 60 مکتبا لأئمة الجمعة، وأدانوا حرب نظام ولاية الفقيه في سورية وتدخلاته في لبنان وفلسطين، وأبرز المجتمع الإيراني بانتفاضته وبإصرار مؤکد أنه لا مکان بعد الآن للولي الفقيه في إيران.

 

•هل دعم الغرب الشعب الإيراني في انتفاضته المطالبة بإسقاط النظام؟

•أعلنت الإدارة الأمريکية ورئيسها مرارا في مواقفه عن دعمه لاحتجاجات الشعب الإيراني ضد النظام. کما أن الحکومات الألمانية والفرنسية والبريطانية انتقدت انتهاک حقوق الإنسان للمتظاهرين. کنا نتوقع عندما قطع الملالي شبکة الإنترنت وشبکات التواصل الاجتماعي أن يتم تقديم الخدمة للشعب الإيراني، وهو أمر لم يحدث.

وفي الوقت نفسه کان ينبغي أن تشترط الحکومات الأوروبية علاقاتها مع النظام بوقف عمليات التعذيب والقتل التي کان النظام يمارسها بحق الشباب الإيرانيين المشارکين في الاحتجاجات في الشوارع.

إن الحکومات التي تحاول مد جسورها مع الاستبداد الحاکم في إيران لم تدرک بعد أن هذا النظام قد دخل مرحلته النهائية وأنه لا رجعة له.

وبعد الإعلان عن السياسة الأمريکية الجديدة حيال نظام الملالي في 13 أکتوبر الماضي رحبت بهذه السياسة الجديدة، وأعلنت أن جميع المؤشرات تفيد بأن نظام الملالي قد وصل إلی مرحلته الأخيرة. وأکدت أن خلال 3 عقود ماضية کانت سياسة المداهنة والمسايرة کمانع رئيسي ضد التغيير في إيران، والآن حان الوقت أن يقف المجتمع

الدولي بجانب الشعب الإيراني وبجانب مطلبه الحق لتغيير النظام، وأن السياسة الأمريکية الجديدة يجب أن تترجم علی أرض الواقع من خلال سلسلة من إجراءات عملية.

تدخل نظام الملالي في دول الجوار

 

•لماذا يُکن النظام الإيراني العداء للمملکة العربية السعودية؟

•إن تاريخ نظام ولاية الفقيه يشهد علی أن هذا النظام لا يمکن أن يکون في سلام ومصالحة مع جيرانه وبلدان المنطقة. إذا نظرنا إلی الوضع في سورية، فإن الملالي يريدون جرّ نفس الکارثة إلی المملکة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ودول أخری في المنطقة. هم ينقذون أنفسهم بتدمير الآخرين. کلمة «العداء» لا يمکن أن تفسّر نهج الملالي حيال المملکة العربية وبقية جيرانهم. إنهم يفکرون فقط في التدمير. وصرّح خميني في 9 سبتمبر 1987 في خطابه: «إذا تخلينا عن قضية القدس فلن نتخلی عن قضية الحجاز»، إن نظامه جعل مواجهة المملکة العربية السعودية نصب أعينه دائما. ولا يوقف الملالي هذا العداء المقيت لجيرانهم طالما هم قائمون في السلطة.

ولهذا السبب نقول إن المقاومة والانتفاضة في إيران بهدف إسقاط النظام ليس فقط لتحرير إيران وإنما أيضا من أجل السلام في المنطقة والعالم أجمع.

 

•الملک سلمان شدد في مؤتمر الرياض علی ضرورة أن لا يؤخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه، وعلی المجتمع الدولي تشکيل تحالف إقليمي دولي ضد تدخلات إيران في المنطقة. هل ترين أن مطلب المملکة بضرورة الاصطفاف علی المستويين الدولي والإقليمي ضد نظام الملالي جاء في وقته؟

•عند ما عقد مؤتمر قمة الدول العربية الإسلامية الأمريکية في الرياض رحّبت بمواقف هذه القمة وتنديدها بممارسات النظام الإيراني ضد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، خاصة بشأن ضرورة التصدي لنظام الملالي في الإرهاب والتطرف وبرامجه الصاروخية الباليستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخری وتصرفاته الهدّامة في المنطقة والعالم.

تصريح الملک سلمان بن عبدالعزيز حين قال إن النظام الإيراني يشکل رأس حربة للإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتی اليوم، فهو في الحقيقة أعطی خلاصة تاريخ نظام ولاية الفقيه.

مبادرة المملکة العربية السعودية في إقامة ذلک المؤتمر کانت خطوة کبيرة وجبارة للاصطفاف الذي أشرتم إليه، لکن وکما أکدت آنذاک نأمل متابعة هذه المبادرة بخطوات عملية من قبل جميع الدول العربية والإسلامية. الخطوات المحددة کقطع العلاقات مع نظام الملالي، وطرده من الهيئات الدولية، وإدراج قوات الحرس والقوات العسکرية والأمنية والميليشيات التابعة لهذا النظام في قوائم الإرهاب وطردها من المنطقة..

کذلک من الضروري إحالة ملف انتهاکات حقوق الإنسان وارتکاب المجازر بحق السجناء السياسيين من قبل مجلس الأمن الدولي إلی المحاکم الدولية، وکذلک الاعتقالات الواسعة التي طالت المشارکين في انتفاضة يناير عام 2018 وقتلهم في الشوارع وتحت التعذيب.

 

•نفس هذا النظام الذي أقنع الإيرانيين بالحکم الديني، منع 70 ألف حاج من أداء فريضة الحج؛ للضغط علی المملکة العربية السعودية من أجل التراجع عن ملفي اليمن وسورية؟

• بالنسبة لنظام ولاية الفقيه لا يهمه أصول أو فروع الدين والمذهب. کنت قد أشرت في بداية الحوار لرسالة خميني إلی خامنئي في عام 1987 حين کتب «أن الحکم هو المبدأ الأول والأولوية الأولی»، وهذا هو شعار النظام حاليا، إن هذا النظام يستبيح أي جريمة لحفظ سلطة الملالي المخزية. ولا يأتي قولنا من فراغ عند ما نقول إن هذا النظام هو العدو الأول للإسلام وللقرآن وللرسول الأعظم. وکما تعلمون علی مدی40 عاما وضع نظام ولاية الفقيه مرارا فريضة الحج ألعوبته لسياساته المناقضة لمبادئ الدين الإسلامي.

 

•قال خامنئي: إذا لم نقاتل اليوم في دمشق، علينا أن نقاتل غدا في طهران، ما رأيک في العلاقة بين ما يحدث في سورية وداخل إيران؟

•المقاومة الإيرانية تؤکد منذ سنوات عدة أن نظام ولاية الفقيه، ومن أجل الحفاظ علی سلطته الهشة في إيران، يعتمد تصدير الحروب والإرهاب باسم تصدير الثورة، وسلطت الانتفاضات الأخيرة الضوء بشکل کامل علی هذه الحقيقة. وهناک علاقة مباشرة بين حالة النظام المتأزمة المحاطة بالاستياء المتفجرة لدی الشعب، وبين إصرار هذا النظام علی إثارة الحروب في الشرق الأوسط. ويفرض النظام سلطته بثلاثة عناصر: القمع داخل البلاد، والبرنامج النووي، وإشعال الحروب وزعزعة الاستقرار في بلدان الشرق الأوسط. وهذا هو السبب وراء معاناة سکان البلاد من الجوع والفقر، وتخصيص أکثر من 25 مليار دولار من الميزانية السنوية للبلاد للإنفاق العسکري والأمني، کما يخصصون ما يعادل هذا المبلغ علی الأقل من الأموال التي يسيطر عليها خامنئي وقوات الحرس لهذا الغرض أيضا.

 

•إيران تتقرب إلی بعض دول الخليج وترکيا علی أساس أنها «حامي العرين» وفي الحقيقة أنها تثير النعرات بين دول الخليج، هل يؤتمن لنظام طهران؟

•سياسة النظام الإيراني في المنطقة ليست سوی التدخل المخرّب وإشعال الحروب، ولذلک تنقسم بلدان المنطقة إلی صنفين. واستهدف الملالي بعض هذه الدول مباشرة، وجعلوا البعض الآخر وسيلة لاستغلالها لغرض تطبيق السياسات نفسها. نظام الملالي لا يفي بأحد وبأي مؤتلف معه. شاهدتم ما فعله برئيس جمهورية اليمن السابق الذي استدرک خطأه وأراد إنقاذ بلده من الخراب. بالتأکيد بعض الدول کانت تربطها أفضل العلاقات مع هذا النظام في العالم خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، لکنه عندما وجد فرصة توجّه نحو تصدير التطرف والإرهاب إلی هذه البلدان لم تتوان واضطرّت بعض الدول حينها إلی قطع علاقاتها مع هذا النظام. بعد فترة سوف يطعن بتلک الدول التي اقتربها في الوقت الحالي وستصبح لقمة صائغة له.

الاتفاق النووي

 

•أوباما أبرم اتفاقا سريا مع روحاني من أجل التوقيع علی الاتفاق النووي، لماذا في رأيکم هادن أوباما روحاني وهل کانت هناک أخطاء مرتکبة من إدارة أوباما استغلها روحاني؟

•أبرم أوباما الاتفاق النووي في الأساس مع خامنئي، ولکن من أجل التغطية علی قبح الدخول في الاتفاق مع راعي أهم حکومة داعمة للإرهاب، أطلق حملة إعلامية وعرض روحاني في الرأي العام داخل الولايات المتحدة کرجل معتدل، وتظاهر بعد ذلک القيام بالصفقة مع هذا الرجل.

لا شک أن روحاني ووزير خارجيته کانا في واجهة المفاوضات، لکن المفاوضات والاتفاق وتفاصيلهما کانت تحت رعاية وموافقة الولي الفقيه.

في الاتفاق النووي أعطت إدارة الولايات المتحدة امتيازات کبيرة لنظام الملالي. وکانت النقطة الأکثر أهمية هي الصمت علی مجزرة أعضاء مجاهدي خلق في مدينة أشرف بالعراق علی بعد 70 کيلومترا من الحدود الإيرانية، التي وقعت في الأول من سبتمبر 2013.

وعلی الرغم من کل هذه التنازلات، فإن الحسابات الغربية في أن وضع النظام يتحسن بعد الاتفاق النووي، والمناخ الإيراني سيصبح مستعدا للصفقة والتجارة، أعطت نتائج خاطئة. لأن النظام وبعد الاتفاق النووي صعد من أعمال القمع الداخلي ونشر الحروب في الشرق الأوسط، واستفحلت الأزمات الداخلية حتی أنها أدت إلی انتفاضة يناير 2018.

 

•ما سبب قبول النظام بالعودة إلی المفاوضات حول النووي؟

•أعتقد أنکم تقصدون المفاوضات بشأن مشروع الصواريخ للنظام الذي أثير منذ فترة طويلة، وتدعو إليها أوروبا ولا سيما فرنسا، لکن النظام يعتبر ذلک خطا أحمر.

 

•هل أرادت الدول الغربية من خلال ذلک الاتفاق تحييد الخطر الأساسي المرتبط بالبرنامج النووي دون غيره من المشاکل؟ الاتفاق لم يراع سوی الجانب النووي؟

•نعم بالضبط، وهذا هو أکبر نقص في الاتفاق النووي. مغزی الاتفاق الذي حصل في يوليو من العام 2015 هو أن النظام رضخ لوقف نشاطه من أجل صناعة القنبلة النووية لفترة من الوقت، وحيث إن المشروع النووي کان من رکائز قوة ولاية الفقيه، فکان هذا الرضوخ خطوة من التراجع من قبل النظام، لکن الاتفاق سمح للنظام بمواصلة تخصيب اليورانيوم لم يضع منعاً لمشروعه الصاروخي. والأهم من ذلک عملياً فسحوا المجال للنظام من أجل تصعيد القمع في الداخل وتوسيع رقعة الحروب ضد شعوب المنطقه خاصة في سورية، وهذه نقاط ضعف هذا الاتفاق.

 

•ألم يمنح الاتفاق النووي قوة للنظام الإيراني؟

•لا، هذا ليس هو الحال. کانت تتصور الحکومات الغربية أن الاتفاق النووي سيجعل النظام مستقرا ويجعل الوضع في إيران معتدلا. بعد الاتفاق تضاعفت عائدات النفط، کما تم الإفراج عن ما لا يقل عن 100 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة. ولکن علی مدی العامين الماضيين ساد الرکود الاقتصادي في البلاد، ارتفع حجم ديون الحکومة إلی أکثر من 200 مليار دولار، وقد أفلس ما لا يقل عن نصف المصارف، فضلا عن 18 صندوقا للمعاشات التقاعدية من أصل 20 صندوقا، وانتشرت البطالة والفقر لدرجة أنها خلقت احتجاجات واسعة في البلاد.

 

•منح الغرب للنظام الإيراني مليارا و700 مليون دولار نقدا دون أي نوع من الرقابة؟ ألا يعتبر هذا نوع من المقايضة في اتجاه واحد؟

•فعلا، أعطي هذا المبلغ للنظام بقرار من الرئيس السابق للولايات المتحدة وأفرج النظام في المقابل عن عدد من السجناء الأمريکيين. واعتبرت الإدارة الأمريکية ذلک الاتفاق إنجازا لنفسها. ولکن في الواقع کان تشجيعا للنظام علی أخذ المزيد من الرهائن وممارسة الإرهاب.

وقد أظهرت أحداث السنوات الأخيرة أنه کلما يتلقی الملالي مزيدا من الأموال زاد من قمع المجتمع الإيراني وإشعال الحروب في المنطقة.

 


 


 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة