الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيتايمز: لأمريکا دور في فوضی “ما بعد تنظيم الدولة” في سوريا

تايمز: لأمريکا دور في فوضی “ما بعد تنظيم الدولة” في سوريا

0Shares


هل کان الهجوم السوري الذي صدته القوات الأمريکية محاولة لاختبار قدرة النظام السوري لبشار الأسد علی استعادة السيطرة علی سوريا؟ وماذا تفعل واشنطن مع کل من موسکو وأنقرة؟
أجابت علی هذين السؤالين صحيفة “تايمز″ في افتتاحية بعنوان “الورطة السورية” وبدأتها بالحديث عن الغارات الجوية التي شنها الطيران الأمريکي في شرقي سوريا علی قوات موالية لنظام الأسد وقتلت 100 مقاتل. واعتبرت العملية بأنها إشارة عن حالة من التصعيد واستعداد الولايات المتحدة للدفاع عن وجودها في سوريا. وقال ناشطون إن القوة المهاجمة تضم قوات سورية وعناصر من الحرس الثوري الإيراني. وکانت القوة تحاول مهاجمة موقع لقوات کردية تحميها القوات البريطانية والأمريکية. وإن کانت هناک إشارة عن توسع مدی الحرب الأهلية السورية بين القوی العظمی فإن هذا الحادث هو الدليل. وتضيف إنه من المفترض أن الهجوم السوري شن بدعم من الطيران الروسي وکان محاولة لإجبار الأمريکيين علی سحب قواتهم الخاصة من المنطقة، شرقي الفرات وفحص الأجواء حول قدرة نظام الأسد علی استعادة السيطرة علی بلده. کما کان محاولة لاستغلال الهجوم العسکري الترکي ضد حلفاء الولايات المتحدة في شمال غربي البلاد.
وتضيف الصحيفة إن الرئيس الترکي رجب طيب أردوغان الذي تدهورت علاقات بلاده بشکل حاد مع الرئيس دونالد ترامب يريد سحق قوات حماية الشعب الکردية في سوريا وإجبار الولايات المتحدة علی التخلي عنهم. وتقول إن مقتل عدد من المقاتلين الموالين للأسد هو إهانة له وقد تؤدي لزيادة مخاطر المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة. فالتصعيد لا يزال قائماً وحقيقيا.ً وتعلق الصحيفة إن القوات الأمريکية ظلت علی اتصال مع القوات الروسية المحلية طوال العملية تماما کما فعلت أثناء الحرب ضد تنظيم “الدولة”. ولکنها تتهم الروس بممارسة لعبة سخيفة. فهم يحاولون الظهور بمظهر الحليف في الحرب ضد تنظيم “الدولة” وصناع سلام مستعدين لدفع الأسد نحو المصالحة إلا أن خطتهم للسلام التي فرخوها مع الأتراک والإيرانيين تستبعد أي دور للغرب.
وبدلاً من السيطرة علی محاولات الأسد في محو جماعات المعارضة فإنهم قدموا له الدعم الکامل في هجومه علی ما تبقی من جيوب للمقاومة في داخل سوريا حيث استخدم في العادة السلاح الکيماوي ضد المدنيين. ويناقش البعض في واشنطن أن هزيمة تنظيم “الدولة” تدعو إلی انسحاب القوات الأمريکية کما يحدث في العراق. ولسوء الحظ فإن أصداء “المهمة اکتملت” موجودة في واشنطن. ولکن إدارة ترامب تؤکد ان الانسحاب في الوقت الحالي سيعطي إيران انتصارًا ويهدد المصالح الأمريکية في المنطقة ويعطي رسالة لکل حليف تعاون مع واشنطن أن لا قيمة له بعد قيامه بالمهمة. ورغم سلامة هذا التحليل إلا أن علی واشنطن دعمه بالتزام أکبر وتسليحه. وهذا يعني مواجهة کل من ترکيا وروسيا وسيجد الکرملين نفسه مضطراً لتخفيف التزاماته في الشرق السوري حالة شاهد أنه سيواجه إهانات أخری أو اضطر للعب دور مباشر في الحرب التي يخوضها النظام هناک. وفي حالة أردوغان، تظل المواجهة معه صعبة مع أن هناک إمکانية لعقد صفقة بينه والأکراد. ويمکن في هذه الحالة أن تقوم أمريکا بعقد صفقة تقوم فيها بنقل المقاتلين الأکراد شرقاً من منبج وتحفظ بالتالي ماء وجه الأتراک. وتذکر أن أردوغان وجنرالاته يعرفون أن محاولة للسيطرة علی عفرين وشمال سوريا لا تسير حسب المخطط لها.
وتذکر الصحيفة في نهاية کلمتها بما حدث في أفغانستان، ولا يمکن للولايات المتحدة الانسحاب تارکة فراغاً. وتقول إن الحرب علی الجهاديين لم تنته فقد اضطر تنظيم الدولة للعمل السري. وعليه وفي فوضی ما بعد الخلافة فإن لدی أمريکا دوراً لحماية الاستقرار وهو ما لا توافق عليه أنقرة أو موسکو.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة