الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيران2018 عام التغيير في إيران

2018 عام التغيير في إيران

0Shares


بقلم: محمد حسين المياحي

 


طوال أکثر من ثلاثة عقود من الحکم الاستبدادي المبني علی القمع و العنف المفرط لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث ذاق الشعب الايراني ظلما و ضيما لايمکن وصفه او تحديده و التعبير عنه بکلمات و جمل معينة، حاول هذا النظام کأي نظام دکتاتوري قمعي شمولي آخر التأسيس لبقائه الی أطول فترة ممکنة.
أموال الشعب الايراني التي سقطت في يد هذا النظام، حيث تفنن في إستخدامه من أجل أغراضه و أهدافه و طموحاته الضيقة الخاصة وذلک في سبيل أن يجعلا من حکمه القمعي الدموي أمرا واقعا لايمکن الخلاص منه أبدا، وبدلا من أن يصرف اموال النفط الطائلة من أجل النهوض بإيران و تقدمها من مختلف النواحي، فإنه قام بتبذيرها من أجل بناء أجهزة قمعية و شراء الذمم و الضمائر و تنفيذ المؤامرات و المخططات المشبوهة ضد خصومه في الداخل و ضد دول المنطقة و العالم ولاسيما من خلال تصديره للإرهاب الذي تفنن فيه حتی صار يحتل المرتبة الاولی من دون منافس في تصنيع و تصدير و إحتضان الارهاب.
السياسات الطائشة و الحمقاء و البعيدة کل البعد عن روح الحرص و الشعور بالمسؤولية أمام الشعب الايراني لهذا النظام، أذاقت هذا الشعب کؤوسا مترعة من المرارة و الاسی و الالم، وقد أدت هذه السياسة الی جعل إيران مصدرا للقلق و التوجس في المنطقة و العالم بعد أن کانت إيران نموذجا للحضارة و التقدم و العطاء الانساني، لکن النظام الايراني إصطدم ومنذ البداية بجدار الرفض الفولاذي العنيد لمنظمة مجاهدي خلق التي رفضت رفضا قاطعا إستبدال شاه متوج بآخر معمم ولذلک فقد رفضت نظام ولاية الفقيه جملة و تفصيلا وهو ماأدی الی الاصطدام بينها و بين النظام الذي قام بصرف مبالغ خيالية طائلة جدا من أجل القضاء علی هذه المنظمة و ضمان بقائهم، لکن هذه المنظمة بقيت مصرة علی النضال المرير و بمختلف الطرق و الاساليب و دفعت في سبيل ذلک أثمان باهضة جدا و عانت و قاست کثيرا غير أن عزمها بقي راسخا لايلين، ولهذا فإنها کانت الامل الوحيد الواقعي بوجه هذا النظام الذي قام بتصفية و إقصاء معظم خصومه و مخالفيه ولم يبق هناک من خطر و تهديد قائم بوجه سوی منظمة مجاهدي خلق الخبيرة و الضليعة في مقارعة الاستبداد و قهره و إسقاطه مثلما فعلت مع نظام الشاه السابق.
ونحن في عام 2018، ظهر جليا للعالم کله أن مشاکل و أزمات النظام قد تجاوزت الحدود المألوفة بل وانها قد خرجت من دائرة و حدود معالجة و سيطرة النظام عليها، ولذلک فإن معالم الاوضاع بالغة السلبية قد بدأت تتجسد بصورة لايمکن للنظام إخفائها او التستر عليها بل وان المسألة قد وصلت الی حد المواجهة و الخلاف المباشر بين أعلی رموز النظام حيث جسدت جانبا من الصراع المنفلت علی السلطـة و أکدت للعالم کله من أن حکام إيران ان هم في حقيقة أمرهم إلا مجموعة من شذاذي الافاق و قطاعي الطرق إذ انهم يتوسلون بکل السبل و الوسائل و الاساليب لإسقاط بعضهم، ومن غرائب الصدف أن تصاعد الخلاف و الصراع في داخل النظام يقترن مع الانتفاضة الايرانية التي إنطلقت في 28 من کانون الثاني من العام الماضي، ولازالت مستمرة وهي تدعو الی إسقاط النظام کسبيل وحيد لتغييره و بناء نظام يعبر عن إرادة الشعب الايراني.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة