الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمشارکة‌ أئمة‌ الجمعة‌ في جرائم ولایة‌ الفقیه

مشارکة‌ أئمة‌ الجمعة‌ في جرائم ولایة‌ الفقیه

0Shares

نظرة إلی صلاة الجمعة في إیران التي تحت حکم الديکتاتورية الدينية

 

 

بقلم: عبدالرحمن مهابادي*

 

 

أثناء الانتفاضة الأخيرة فإن أعدادا کبيرة من مکاتب ومنازل أئمة الجمعة في عدة مدن إیرانية تم مهاجمتها من قبل الشعب والمنتفضين. هنا ربما يطرح السؤال. . لماذا؟

صحيفة أئمة الجمعة خلال 39 سنة من حکم هذا النظام مليئة بنهب الأموال وقتل الشعب. في کثير من المدن الإیرانية أدلة کثيرة علی الجرائم والسرقات والفساد المعنوي والمادي وکذلک التعذيب وإعدام السجناء بيد أئمة الجمعة ومکاتبهم.

مع مجيء الديکتاتورية الدينية إلی إیران عن طريق الخميني عام 1979، عدا السلطات الثلاث القضائية والدستورية والتنفيذية وکذلک قوات الحرس التي تعتبر المؤسسة الرئيسية في قمع الشعب وتصدير الإرهاب والأصولية إلی خارج حدود إیران، سلطة أخری يمکن أن نسميها السلطة الرابعة هم أئمة الجمعة والتي وجدت مکانتها الخاصة في النظام الحکومي المبني علی ولاية الفقيه.

خلافا للأنظمة السابقة التي حکمت إیران، في النظام الحالي أئمة الجمعة هم أشخاص تم تعيينهم من قبل الولي الفقيه شخصيا وحدد لهم المهام الموکلة إليهم.

خلال الثماني والعشرين شهر الأولی من شباط 1979 حتی حزيران 1981 حیث لم تستطع الديکتاتورية الدينية بعد أن تفرض سيطرتها بشکل کامل علی الشعب الإیراني، کانت أيام الجمعة وبشکل اسبوعي تتزامن مع اقتحام وکلاء النظام لمکاتب الأحزاب السياسية في مختلف أنحاء إیران، وذلک لأن أئمة الجمعة في خطبهم والتي کانت مفروضة عليهم من الولي الفقيه کانوا يستهدفون الحريات الموجودة بين الشعب. وکلاء النظام الديکتاتوري الحاکم أمثال حزب الله وقوات الحرس والباسيج و.. بعد رفع شعارات الموت لمعارضی ولاية الفقيه والموت ل…. في هذه المناسبات کانوا يهاجمون مکاتب الأحزاب السياسية. نتيجة هذه التهجمات استشهد عدد کبير من أعضاء التيارات السياسية المعارضة للديکتاتورية الدينية وخاصة منظمة مجاهدي خلق. لکن هذه الجرائم کانت بداية عملية دموية طويلة الأمد.

بعد ذلک خلال المظاهرات السلمية ل 500 الف شخص من مجاهدي خلق في 20 حزيران 1981 وبأوامر من الخميني شخصيا بإعدام المتظاهرين، استشهد عدد کبير بسبب هؤلاء الوکلاء. هذا لم يکن عمل أئمة الجمعة فقط حيث کانوا يحرضون الشعب علی القوی السياسية والمنظمات المطالبة بالحرية، وإنما کان عمل مختلف شخصيات هذا النظام أيضا في هذه المناسبة ومن خلف منابرهم کانوا يهددون الشعب الإیراني حتی لا يقتربوا من منظمة مجاهدي خلق ومن التيارات السياسية.

رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني الذي کان عام 1981 ممثل مجلس النظام في محافظة سمنان طرح نظرية الحفاظ علی أمن الدولة وانتشرت بشکل واسع في الصحف ذلک الوقت. هو قال: أنا أطالب بشنق المتآمرين خلال صلاة الجمعة أمام الشعب ليکون له أثر أکبر.

إن صحيفة أئمة الجمعة خلال 39 سنة ماضية مليئة بنهب الأموال وقتل الشعب ولهذا السبب اشتعل غضب الشعب من أئمة الجمعة في الانتفاضة الأخيرة. وکما کتبت وسائل الإعلام الحکومية، رجل الدين المجرم غياث الدين طه محمدي أثناء أداء صلاة الجمعة في مدينة همدان أشار إلی غضب الشعب وانزعاجهم من انتشار القمع والفساد والسرقة في صلاة الجمعة وقال: حوالي 60 مکتب لأئمة تعرضت للهجوم خلال الانتفاضة.

أئمة الجمعة وصلتهم رسالة سقوط النظام بشکل جيد وواضح من خلال شعارات الشعب وتدابير القوة للإطاحة بالنظام. ومثلما کان الخميني الدجال يعتبر المحافظة علی نظامه المکروه من أکثر الواجبات قداسة فإن ورثته السياسيين ومن ضمنهم هؤلاء الملالي کان کل همهم خلال العقود الأربعة السابقة المحافظة علی النظام.

الملا مصطفی باقري بنابي ايضا أثناء صلاة الجمعة في بناب ولقلقه من سقوط النظام قال: الخطر محدث والأعداء لا ينامون واذا حصل شيء فلن يکون لصالح الاصلاحيين اوالمتشددين، واذا کانت غايتهم الهجوم فسوف يحصد الجميع.

أسد الله ايماني في صلاة الجمعة في مدينة شيراز ايضا اشار إلی دور مجاهدي خلق في الانتفاضة الشعبية الاخيرة حيث قال: “اذا کان نفيهم ولعنتهم لم يأدبهم يجب ان يتم اعتقالهم واذا لم يأدبهم السجن يجب أن يقتلوا جميعا” علي سعيدي امام الجمعة في مدينة شاهرود في حديث مشابه له أيضا قال: “هؤلاء کانوا یريدون القضاء علی الثورة الاسلامية”. محمد قاسمي في صلاة الجمعة في مدينة ساري يقول: “الاعداء لايفرقون بين اصلاحي ومحافظ بل هم يستهدفون اصل النظام کله”.

صلاة الجمعة في إیران تحت ظل حکم الملالي هومکان تأتي فيه جميع مواضيعه وخطبه مباشرة من مکتب الولي الفقيه جاهزة ومفلترة لتخرج في طياتها اکبر قدر ممکن من العذاب للشعب الإیراني ونهب اموالهم وقتل ابناء الشعب الإیراني.

أحد امثلة هذه الموضوعات هو”الفضاء الافتراضي”. علم الهدی امام جمعة مدينة مشهد بعد الانتفاضة الشعبية الاخيرة التي بدأت من هذه المدينة يقول ايضا في هذا المجال: “عن طريق هذه الشبکات الاجتماعية نفسها کان لهم تياراتهم الإرهابية التي تم توظيف اعضاء لها من شباب هذا البلد الذين تم غسيل ادمغتهم. انهم یجندون من الشباب والمراهقين باعمار ١٦ و١٧ سنه لیعملوا لهم کمشاة. اذا رفع الشعب يده عن دعم النظام فان النظام قابل للسقوط لذالک سعوا ان يبعدوا ويفصلوا ما بين الشعب والنظام”. ولهذا السبب فإن النظام الدکتاتوري الحاکم قام فورا باغلاق الشبکات الاجتماعية تزامنا مع بدء الانتفاضة الإیرانية في اواخر عام ٢٠١٧ وأئمه وخطباء الجمعه في خطبهم قد دعموا الاجهرة الامنية في هذا الاجراء لان النظام کان يقف علی عتبه السقوط علی يد الشعب الإیراني تحت قيادة المقاومة الإیرانية. أحمد خاتمي خطيب جمعة مدينة طهران اشار إلی اصل الموضوع وقال: ” الفتنة (يقصد الانتفاضة الإیرانية) کانت عميقة جدا في هذا العام وکسرت الکثير من الحدود والمحرمات، قصة هؤلاء انهم کان يستهدفون اساس النظام نفسه”. الملا سعيدي ايضا في يوم الجمعة في قم قال: “يجب ان لا نغفل عن العوامل الداخلية لهذة الفتنة. .. (المجاهدون) أتوا إلی الميدان بنية ابادة النظام”.

الخوف من الفضاء الافتراضي وتأثيره الهام اثناء تقدم الانتفاضة الإیرانية نحواسقاط نظام الملالي لم يکن محصورا في خطيب جمعة واحد اواکثر من خطيب بل عبرت کلمات خامنئي ايضا عن هذا القلق. قلق من انه من الممکن ايضا للشعب الإیراني وبخاصة شريحة الشباب ان يستطيعوا ان يتواصلوا فيما بينهم عن قرب وبشکل منسجم عن طريق الشبکات الاجتماعية من اجل تنظيم تشکيل المظاهرات وفي النتيجة فان لهب الانتفاضة والطوفان الغاضب للشعب الإیراني تستطيع تغيير نظام ولاية الفقيه.

وفي الحقيقة فان بعد الانتفاضة الإیرانية فقد تلقی نظام الجهل وثقافته الضيقة ضربة قوية من قبل الشعب الإیراني والفضاء الافتراضي. والان يقدم النظام من اجل حذف وتصفية الشبکات الاجتماعية ومع وجود کل هذا التقدم العلمي في هذا المجال فان قدرات الشباب الإیراني کلها تتجه نحوابعاد هذا الاغلاق والفلترة للوصول لهذه الشبکات. النظام لا يستطيع الوقوف في وجه موجة وصول المعلومات المجانية والحرة ویا يستطيع ان يحرم الانتفاضة الإیرانية الخلاقة من الوصول اليها.

وبناءا علی ذالک يمکن القول ان الوضع في إیران قد اخذ مجراه ولن يعود الی ما کان عليه في السابق. وکان متوقعا حدوثه سيحدث ألا وهواستمرار الانتفاضة الإیرانية والاقتراب من سقوط الديکتاتورية الدينية الحاکمة في إیران.

 

 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة