الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمبادرة و ليس الانتظار

المبادرة و ليس الانتظار

0Shares


 بقلم:اسراء الزاملي
 


الحياة دائما تضحک و تبتسم للذي يعمل و يکدح بجد و للذي لايقضي وقته عبثا في اللهو وبدلا من أن ينتظر ماستصفو الامور إليه ليأخذ نصيبه فإنه يبادر ليقتحم ميادين الحياة و يأخذ مايريده بإرادته و عزمه.
عندما تمکن التيار الديني المتشدد في الثورة الايرانية من السيطرة علی الثورة و قضی علی معظم الاطراف التي شارکت فيها و قامت بصورة خاصة بإقصاء منظمة مجاهدي خلق و بذلت کل مابوسعها من أجل القضاء عليها قضاءا مبرما، وجندت إماکنيات و تاقات هائلة من أجل تحقيق ذلک، فإن المنظمة لم تستسلم للواقع السلبي کما رسمه و حدده النظام بل إنها وضعت لها مسارا و خطا آخرا من أجل مواجهة ذلک الواقع المفروض عليها، ومع إن الامر هدا لم يکن هينا بل وحتی کان بعيد المنال لأسباب مختلفة، لکن المنظمة أخذت قرارها و مضت فيه بکل عزم و همة.
مسيرة قرابة 38 عاما من النضال المستمر للمنظمة حيث کانت خلالها تسعی دائما لأن تکون المبادرة في صنع مسار الاحداث و التطورات و ليس الانتظار السلبي، وعلی الرغم من التفاوت الکبير جدا في إمکانيات و قدرات المنظمة قياسا الی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکنه وبسبب من إيمانها العميق بمبادئها و بقدراتها الخلاقة، فقد تمکنت من جعل النظام ينتظر ماستفعله المنظمة أو تقدم عليه في خطوتها اللاحقة و ليس العکس.
روح المبادرة و خلق الاحداث و التطورات و التمکن في کثير من الاحيان من سحب البساط من تحتن أقدام النظام، کانت من السمات الاساسية للمنظمة، فبعد نجاحها في کسب المعرکة القضائية و الخروج من قائمة الارهاب، نجحت في عملية إخراج ثلاثة آلاف من أعضائها من العراق و فوتت علی النظام فرصة القضاء عليهم، کما إنها تمکنت أيضا من فضح المشروع النووي للنظام و تدخلاته في المنطقة و إثارة ملف حقوق الانسان في إيران و إيصال ملف مجزرة صيف 1988 الی الامم المتحدة، واخيرا وليس آخرا فقد کانت إنتفاضة يناير 2018، التي کانت و بإعتراف المرشد الاعلی للنظام من تخطيط و تنفيذ المنظمة.
کل هذه الامور أثبتت بأن منظمة مجاهدي خلق، منظمة تحررية تسعی کل مابوسعها لکي تکون المبادرة في خلق الاحداث و ليس تنتظر وهذا مادفع الشعب الايراني ليعقد الامال عليها و يثق بها کما إنها نالت ثقة الاوساط السياسية في العالم و إعترافها بها کمنظة مناضلة من أجل خلاص و تحرير الشعب الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة