الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوموضع خامنئي في العراق؛ تصاعد التوترات وتفاقم الأزمة

وضع خامنئي في العراق؛ تصاعد التوترات وتفاقم الأزمة

0Shares

تصدر هجوم الحشد الشعبي الذي صنعه النظام الإيراني على السفارة الأمريكية في بغداد في ظهر 31 ديسمبر أخبار العالم مباشرة.

وشارك قادة الحشد الشعبي وعملاء نظام الملالي المعروفين، مثل هادي العامري وقيس الخزعلي وفالح الفياض وابومهدي المهندس في هذا الهجوم وقادوه بأنفسهم.

وجاءت هذه الخطوة ردًا على الهجوم الجوي الأمريكي المكثف مساء الأحد الموافق 29 ديسمبر على مواقع كتائب حزب الله العراقي التي تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي.

 نقطة فارقة في المعادلة العراقيةويرى بعض الخبراء أن هذا الهجوم يمثل نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية مع نظام الملالي، لأن أمريكا قامت هذه المرة على عكس المرات السابقة.

وقتلت العشرات من قوات حرس نظام الملالي  إلى جانب عدد من قوات العميلة للنظام الإيراني، في هجومها العسكري الشرس ردًا على هجوم مرتزقة نظام الملالي بالوكالة.

ونتيجة لهجوم عناصر نظام الملالي على السفارة الأمريكية، دخلت أزمات نظام الملالي المتفشية مرحلة أكثر حدة.

كما أنه في وقت سابق، طالب الحرسي حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان" باحتلال السفارة الأمريكية في بغداد ردًا على قيام الثوار العراقيين بإحراق قنصلية هذا النظام في النجف.  (نوفمبر 2019).

وهكذا يبدو أن هدف نظام الملالي من مهاجمة السفارة الأمريكية هو حرف اتجاه الانتفاضة العراقية مثلما شنت قواته بالوكالة في العراق سلسلة من الهجمات بالصواريخ على المراكز العسكرية أو الدبلوماسية الأمريكية في هذا البلد منذ بداية انتفاضة الشعب العراقي التي رفعت شعار الإطاحة بنظام الملالي وطرده من العراق.

وفي هذا الصدد قال المحلل اللبناني الأمريكي البارز، وليد فارس : " إن الهدف الرئيسي للميليشيات الموالية لنظام الملالي من الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد هو تضليل توجهات المتظاهرين العراقيين في بغداد والبصرة" (31 ديسمبر).

وفي هذا الصدد، شن نظام الملالي 11 هجومًا منذ شهرين على قواعد القوات الأمريكية في العراق. 

ولكن نظرًا لأن هذه الهجمات كانت بمثابة اختبار واستعراض واستهدفت بشكل أساسي أطراف هذه القواعد، فإنها لم تتلق الرد المناسب من أمريكا، مما جعل نظام الملالي أكثر جرأة وهاجم قاعدة "كي1" العسكرية حيث قوات التحالف في كركوك يوم الجمعة الموافق  27 ديسمبر، وأسفر الهجوم عن مقتل مقاول مدني أمريكي وإصابة عدة جنود أمريكيين.

وأثار هذا الحادث حفيظة الإدارة الأمريكية وشنت هجومًا شرسًا بطائرات إف 15- إيجل على 5 مواقع لكتائب حزب الله العراقي، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 فردا من قوات حرس نظام الملالي وعدد من المرتزقة العراقيين.

 

مرة أخرى، معضلة مميته!

 

بهذا القصف والرد العسكري الأمريكي المكثف، يواجه نظام الملالي معضلة، فمن ناحية، لو لم يرد على هذا الهجوم، ستتعرض قواته في كل من العراق وإيران للانهيار بشكل غير مسبوق نتيجة لإظهار ضعفه في توازن القوى الحالي. 

ومن ناحية أخرى، إذا قام بالرد على هذا الهجوم، فسيتعين عليه أن يتحمل عواقب غير متوقعة.

ويبدو أن خامنئي اختار المسار الثاني نتيجة للالتزامات الناجمة عن الانتفاضة المتمثلة في ضرورة  الحفاظ على قواته القمعية، خاصة وأنه حسبما يقول بعض المراقبين السياسيين، أنه يعتمد على أن الرئيس الأمريكي على وشك إجراء انتخابات رئاسية ويتطلع إلى سقوطة.

إلا أن مواجهة هذه المعضلة من عدمه، والموجة الجديدة من الأزمة جعلت الوضع داخل النظام مضطربًا، ويتهم أنصار أي من المسارين أنصار المسار الآخر بأن المسار الذي اختاروه سيؤدي إلى القضاء على نظام الملالي.

فعلى سبيل المثال، أكد أحد عناصر زمرة الإصلاحيين ويدعى مجلسي، محذرًا من أن الوضع في الشرق الأوسط وخيم وخطير؛ على أن الهجمات الأمريكية الأخيرة هي في الواقع خطة جديدة وخطيرة لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق.

ويدل هذا النمط من المواجهة على أن أمريكا  تغير قواعد اللعبة في العراق الآن وتريد ضبط معادلة النفوذ في هذا البلد مع إيران على أساس المكسب والخسارة. (صحيفة " اعتماد " 31 ديسمبر).

وما يعنيه هذا التحذير هو أن أمريكا، نظرًا للتطورات العراقية، تحولت من الآن  فصاعدا من موقف المراقب إلى طرف فعال، والخاسر فيها هو نظام الملالي بسبب انتفاضة الشعب العراقي وتوازن القوى الحالي. 

إلا أن هناك مجموعة أخرى  تقول إن تراجع نظام الملالي في العراق خسارة استراتيجية له .

فعلى سبيل المثال، أشارت صحيفة " حمايت " الحكومية  إلى أزمة الإطاحة بنظام الملالي وكتبت: " تتصور أمريكا أن إيران تعاني حاليًا من الإغلاق والتطور ما بعد الهزات الناجمة عن اضطرابات نوفمبر وأنها غير قادرة على فعل أي شيء سوى محاولة حل مشاكلها الداخلية.

ولهذا السبب، فقدت إيران رأس المال الاجتماعي وقدرة النظام الإسلامي والمركزية في المنطقة، ووقعت في زاوية الحلبة (صحيفة "حمايت " الحكومية، 31 ديسمبر).

 

 تغيير موقف أمريكا من مراقب إلى فاعل

 

وفي الاتجاه المعاكس، تشير المقالة نفسها إلى هدف آخر لنظام الملالي من اختلاق الأزمة، وكتبت: "ما تقرر في غرف صنع القرار الأمريكي في البيت الأبيض، هو تقليص نفوذ إيران ووجودها الإقليمي".

وبالتالي، فإن أزمة الإطاحة بنظام الملالي بسبب انتفاضة نوفمبر دخلت مرحلة لا عودة فيها، وكذلك انتفاضة الشعب العراقي التي وجهت له ضربة قوية، إضافة إلى دخول هذا النظام في مرحلة جديدة من التوتر مع أمريكا، نجد أن الأزمة اكتسبت  مكانة  نوعية جديدة  سوف تضاعف من سرعة وتيرة الإطاحة بنظام الملالي.   

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة