الثلاثاء, مايو 7, 2024

مرحلة «الحسم»

0Shares

 أعلن الاتحاد الأوروبي أن محادثات فيينا ستبدأ في 29 نوفمبر، وفي الوقت ذاته تتصدر وسائل إعلام النظام عناوين بارزة كـ : "نقترب من قرار كبير" (أفتاب يزد – 3 نوفمبر)

هل هناك علاقة بين بدء المفاوضات و "مرحلة الحسم" وقُرب "قرار النظام الكبير"؟

نظرة على أحداث الأسبوعين الماضيين تجعل المشهد أكثر وضوحا:

يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر، وإحتمالية صدور قرار ضد النظام من المواضيع المطروحة على جدول الأعمال.

ويلتقي زعماء القوى الأربعة الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على هامش قمة مجموعة العشرين في روما لمناقشة أزمة خطة العمل الشامل المشتركة، والنتيجة هي بيان مشترك يؤكد أنه لا معنى لتوجهات ونهج النظام سوى إتجاهه نحو القنبلة الذرية، وسوف يتم تحذير النظام لاغتنام فرصة المفاوضات والإستفادة منها، فما معنى هذا التحذير؟

حذر وزير الخارجية الأمريكية أنه إذا لم يعد النظام إلى مفاوضات برجام فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وعندما سُئل هل يقصد بذلك الخيار العسكري؟ ويكرر: "كل الخيارات مطروحة على الطاولة."!

  تجري الولايات المتحدة وإسرائيل مناورة مشتركة في المنطقة، والقيادة المركزية تقول إن هذا تحذير للنظام الإيراني.

تحدث الحرسي قاليباف يوم الأربعاء 3 نوفمبر في مجلس شورى الملالي مشيرا إلى انهيار الاقتصاد وكارثة المعيشية التي يعيشها الشعب قائلا :"اليوم أهم استراتيجية لمكافحة الغطرسة هي العمل وفق خطة محسوبة لحل مشاكل الشعب."

   وهناك تهامس في النظام على أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المستنقع هو رفع العقوبات التي تعتمد أيضا على محادثات فيينا، لكن الحرسي شمخاني سكرتير مجلس الأمن الأعلى  يقول: إن الرئيس الأمريكي لا يملك أي سلطة ليضمن للنظام عدم نقض الحكومات الأمريكية اللاحقة لإتفاقية برجام في حال التوصل إلى إتفاق.

وفي السابق أيضا كان خامنئي قد أرسل الحرسي قاليباف للإلتقاء بمراجع الحكومة، وأثناء هذه اللقاءات  قال المعمم صافي كلبايكاني لقاليباف: "ليس من الصواب الغضب من بعض الدول"

وأصبحت هذه القضية مثيرة لإحتدام الجدل في النظام بين موافق ومعارض، فمنهم من حمل على صافي وهو مدعوم من قبل مجموعة كبيرة من الملالي في الحوزة والعديد من العصابات وعناصر النظام.

والآن، وفي مثل هذه الحالة ما هو "قرار النظام الكبير"؟

هل سيذهب النظام فعلا الى فينا في 29 نوفمبر للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى رفع جزء من العقوبات؟

ماذا سيفعل في فيينا؟

وهل يتجرع السم من أجل التنفس والخروج من هذه الظروف الإقتصادية الخانقة؟ وفي هذه الحالة ماذا سيفعل بالعواقب؟

أم أن خامنئي سيختار استمرار العقوبات والمعاناة من الإختناق الإقتصادي والمناورة مع مجلس الأمن وشراء حياته والسعي إلى التفاوض تحت طاولة المفاوضات حتى لا يفقد هيمنته بتجرع كأس السم وسلك طريق "التدهور اللانهائي"؟

الأسابيع القادمة ستوضح الإجابة.

لكن ما يمكن قوله اليوم هنا بالتأكيد هو أن وقت "القرار الكبير" للنظام مطروح بشكل عاجلٍ على طاولة خامنئي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة