السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتمحاولة التستّر المفتعلة أسوء بکثیر من الکذب!

محاولة التستّر المفتعلة أسوء بکثیر من الکذب!

0Shares

جريمة إسقاط الطائرة الأوکرانیة بصاروخ قوات الحرس ومحاولة التستّر علیها لثلاثة أیام، تحوّلت إلی أزمة داخلیة جدیدة عمّقت التصدّعات والانقسامات داخل نظام الملالي کاشفةً عن زیف إدعاءات النظام الإيراني الذي أکّد بأنّ مقتل قاسم سلیماني قد أدّی إلی رأب الجراح وترميم الصدوع  والانقسامات الداخلیة ووحّد المجتمع الإیراني من جديد.

في 12 ینایر 2020، عرض الحرسي "حسين شريعتمداري" جانباً من هذه "الوحدة" المختلقة من قبل الملالي في جريدة "كيهان" الحکومیة. وبالإشارة إلی اعتراف الحرسي حاجي زاده والذي أفاد فيه أنّ قواته قد أسقطت الطائرة الأوکرانیة  هاجم "شریعتمداري" حکومة روحاني مسترجعاً سیناریو تحطّم طائرة الرکاب الإیرانیة بمدینة یاسوج في فبرایر 2018 وکتب:

«في بلدنا بعض المسؤولين المؤیدین للغرب لم يقدّموا اعتذارهم للشعب فحسب بل إنهم فتحوا جروح أقرباء الضحایا بتصريحاتهم غير المسؤولة. على سبيل المثال، أعلنوا أنه لا داعي للقلق لأن جمیع الضحایا مشمولین بالضمان الصحي!».

الكذب للتستّر علی السبب الحقیقي وراء سقوط الطائرة الأوكرانية قد أربك حتی القوات الخاصة للنظام وتركهم في حيرة من أمرهم.

فمثلاً نقلت وكالة أنباء "دانشجو" الحكومية عن عناصر الباسيج بجامعة أمير كبير قولهم بأنهم «قد تفاجأوا بشدة من الحادث وطالبوا بمحاکمة واستقالة من استهتروا بالرأي العام».

في بیان لعناصر الباسيج (بجامعة أمير كبير) القلقین من غضب الناس جاء:

«في هذه الأيام العصیبة والمضطربة بعد مقتل قاسم سليماني، يتضاءل  احتمال حلول أجواء من التماسك والانسجام بین الباسیجیین بسبب تبعات هذا القرار غير الحكيم وطریقة نقله إلی الرأي العام» (وکالة أنباء دانشجو 11 ینایر 2020).

نشر هؤلاء الباسیج البیان وهم یعلمون جیداً أنّ الولي الفقیه هو من یتولّی منصب القائد الأعلی للقوات المسلحة، وقد حاول جاهداً التهرّب من مسؤولیة إسقاط الطائرة باللجوء إلی الکذب والنفاق لمدة ثلاثة أیام لکنه أطلّ وأعلن مرغماً عن اقتراف قواته "خطأً بشرياً" في محاولة منه للتملّص من المسؤولیة.

وادّعى خامنئي أنه قد علم بالحقیقة في الحادي عشر من ینایر، بینما ادّعی روحاني المحتال في الیوم الثالث من الحادث المأساوي بأنه قد اطّلع علی حقیقة الأمر قبل ساعة!

يختلق روحاني الأکاذیب ویدّعي هکذا إدعاءات غبية في حین أنه یحتلّ منصب رئیس مجلس الأمن في النظام المجرم، لا بل أنه دفع بأعضاء عصابته إلی الساحة لیؤکّدوا إدعاءاته الکاذبة ویثبتوا تضليله للرأي العام بنفيه العلم بالكارثة.

في هذا الصدد کتب مدیر الاتصالات بمكتب روحاني في تغريدة له:

«بحلول مساء الجمعة، كل ما کان مؤكّد للرئيس اقتصر على المعلومات الفنية، وقد قُدم تقرير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى الرئيس مساء أمس».

هذا الادعاء السخيف جاء في حین أنّ روحاني ومنذ لیلة إسقاط الطائرة کان علی علم بالأمر من خلال التقاریر الأمنية، ولقد أمعن في لعب دور المغفّل للتهرّب من هذا الواقع.

کما أطلّ مستشاره "حسام الدين آشنا" والمتحدث الرسمي باسم حكومته "علي ربيعي" محاولین تبرئة النظام من ارتكاب  الجریمة اعتماداً علی الکذب والتزویر.

الآن وبعد أن أُرغم نظام الملالي على وضع حد لألاعیبه وأکاذیبه المفضوحة والاعتراف بحقیقة إسقاط الطائرة نتیجةً للضغوط الدولية علیه بما في ذلك المواقف الحازمة التي اتخذتها کل من  أوكرانيا وكندا ممثلتين برئيسهما، فقد امتدّ التناقض إلى داخل النظام کاشفاً عن تصریحات متناقضة لمسؤولي وقادة النظام ووسائل الإعلام الحکومیة.

في 12 ینایر، کتبت صحيفة "جهان صنعت" التابعة لحکومة روحاني ما یلي حول تلك المواقف المتاقضة:

«حتى مساء الجمعة الماضية، كان مسؤولو الأمن ينصحون وسائل الإعلام بعدم الوقوع في فخّ الإمبريالية الأمريكية وعدم الانصیاع إلی من یدّعي أن صواریخ الدفاع الجوي الإیراني هي التي أسقطت طائرة الرکاب الأوکرانیة لإفساد حلاوة الانتصار الذي حققناه في قاعدة عین الأسد والتقلیل من أهمیته.

يعود الموقف الأكثر سوءاً في هذا الصدد إلى الوجه الثقافي المزعوم في الحکومة وهو حسام الدين آشنا الذي هدّد بلهجة العسکري المتهکّم، وسائل الإعلام وخاصة تلك الناطقة باللغة الفارسية في الخارج. بالطبع ونظراً إلی خصال السيد آشنا ليس من الغریب أن يستمر في عمله وأن لا یستقیل ولا یعتذر بسبب لهجته وسلوکه المتسرّع والخاطئ».

وفي صحيفة "اعتماد" الحکومیة بتاریخ 12 ینایر، کتب "عباس عبدي" عضو عصابة الإصلاحیین ما یلي مشیراً إلى مكالمة علي ربيعي الهاتفیة:

«أخبره علي ربيعي أنه قد علم عن طریق روحاني بأنّ التقارير المتعلّقة بعدم إصابة الصاروخ بالطائرة كانت خاطئة تماماً. تبيّن فيما بعد أنّ القضیة كانت أكثر من مجرد كذبة. هي محاولة تستّر مفتعلة أسوأ بكثير من الكذبة! أعتقد أنّ المشكلة أکبر بکثیر من کونها مجرد كذبة. نحن نواجه بنية ناقصة وغير فعالة».

تجدر الإشارة إلى أنّ ربيعي خلال بیان له کان قد نفی إسقاط الطائرة بصاروخ النظام واصفاً الأمر بأنه "عملية نفسية ومجرد كذبة" «لن يتحمل أحد مسؤولية هذه الكذبة العظيمة» علی حد تعبیره ووفقاً لما نقله موقع "انتخاب" الحکومي في التاسع من ینایر.

الأمر الآخر الجدیر بالذکر هو أنّه الآن وبعد أن أجبر قادة النظام على الاعتراف بإسقاط الطائرة بصاروخ دفاع جوي أطلقته وسائل الدفاع الجوي التابعة  للنظام، فقد تمّ إطلاق سلسلة جدیدة من تراشق الاتهامات ومحاولات الهروب من المسؤولیة بین مسؤولي وقادة النظام غير مدركين أن وقت هذه الألاعیب المفضوحة قد انتهی، وقد خرج الطلّاب الأبطال والشعب الإیراني العظیم إلی الشوارع مطالبین بطرد دیکتاتوریة ولایة الفقیه بمجرد اعتراف  قادة النظام بارتکابهم تلك الجریمة النکراء.

الغضب الشعبي والطلابي العارم في طهران أرغم الوكالات الحكومية على نقل أصداء هذه الانتفاضة .

علی سبیل المثال عکست وكالتا أنباء "إيلنا" و"إيسنا" بتاریخ 11 ینایر أصداء الاحتجاجات بنقلهما مقاطع وصور تظهر حشود المتظاهرین لکن بالطبع دون الإشارة إلی الشعارات التي أطلقها المتظاهرون ضد خامنئي وروحاني وحکومة الملالي برمتها.

فقد أشارت وكالة أنباء "إیسنا" إلى تواجد قوات الشرطة القمعية في الشوارع، لكنها لم تخبر عن شعارات الطلاب التي استهدفت هذه المرة خامنئي وحرسه على وجه التحديد.

استهدف الطلاب والشباب المنتفضون بشعاراتهم مبدأ الحکومة الدیکتاتوریة  دون التفریق بین الدیکتاتوریة الملکیة ودیکتاتوریة الملالي، وبهذا أحبطوا مؤامرات الأجهزة الدعائية التابعة لخامنئي والتي سعت إلی تشویه صورة المتظاهرین باتهامهم بالولاء للدیکتاتوریة الملکیة.

بعض شعارات المتظاهرین کانت کالتالي:

«الموت للدیکتاتور سواء کان الشاه أم القائد»

«لا الشاه ولا القائد، لا السيء ولا الأسوء»

«اخجل یا خامنئي واترك البلاد»

«الموت لمبدأ ولایة الفقیه، الموت للجمهوریة الإسلامیة»

«اعلم یا خامنئي نحن شعب ولسنا بلطجیة»

نعم هذا هو ردّ الشعب الإيراني الشجاع على الحكم القمعي والهمجي للملالي الذين دمّروا البلد بالکامل على مدار 40 عاماً الماضیة، ولم یتمکّنوا من بناء أیة علاقات حسنة مع الشعب الإیراني إلّا تلك القائمة علی الکذب والخداع والنفاق والنهب.

في الحقیقة إن انتفاضة الطلاب والشعب الإیراني هي ردّ حازم علی نظام الملالي القائم علی القتل والخداع، وستستمر هذه الانتفاضة الباسلة حتی تحقیق الهدف وهو الإطاحة بنظام الملالي المنبوذ والثأر لدماء الشهداء المراقة دون أي ذنب.

نعم، هذه الانتفاضة لا تعرف الحدود وستستمر وتتواصل إلى أن يتحقق النصر، ويحصل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية على حريتهم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة