الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممؤتمر وارسو .. ضرورة التصدي للفاشية الدينية للملالي

مؤتمر وارسو .. ضرورة التصدي للفاشية الدينية للملالي

0Shares

بدأت يوم الأربعاء 13 فبراير أعمال مؤتمر وارسو بمشاركة وزراء خارجية وبعثات دبلوماسية لـ60 دولة في العالم، في العاصمة البولندية وارسو. المؤتمر يناقش ملفات مختلفة على مدى يومين، لاسيما إيران وبشكل خاص كيفية التصدي لسياسة تصدير الإرهاب للفاشية الدينية الحاكمة في إيران. الأمر الذي أثار القلق والخوف لدى الملالي.

بدء أعمال المؤتمر، تصدرت أخبار العالم فيما حاول النظام التقليل من أهمية المؤتمر وعدم جدواه ويتظاهر بأنه غير مبال به، إلا أنه أبدى ردود أفعال كثيرة.

فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي اطمئنانه للحصول على نتائج مرجوة من المؤتمر. ولكن وزير خارجية الملالي ظريف قد وصف المؤتمر بأنه ولد ميتًا ومحكوم عليه بالفشل وتمثيلية خائبة تفضح المشاركين فيه.

ما واقع الأمر؟

الواقع أنه لا يمكن إبداء الرأي بخصوص نجاح المؤتمر من عدمه طالما لم تنته أعماله بعد. وتوقعات ظريف تعود إلى حوالي شهر ومن الطبيعي أن يتخذ النظام موقفًا كهذا ويتحدث حوله. ولكن من جانب آخر شارك في المؤتمر أكثر من 60 دولة، لاسيما حضرت دول اقليمية وأوروبية ومحوره التصدي للنظام وسلوكه الإرهابي، فضلًا عن الأصداء الواسعة للمؤتمر واستئثار اهتمامات المراقبين والمحللين. واذا كان المؤتمر مؤتمرًا ميتًا قبل الولادة، فما هذه الردود الخائفة والمرعوبة من قبل الملالي خلافًا لمزاعم ظريف؟  

ردود أفعال النظام

كتبت صحيفة «سياست روز» في مقال تحت عنوان «من وارسو إلى سوتشي»:

مؤتمر وارسو، مؤتمر دعائي.. يفتح الطريق أمام أزمات جديدة مستقبلية في المنطقة، لأن أمريكا تستغله كذريعة جديدة للتدخل في المنطقة.. وقال وزير الخارجية البولندي: المجتمع الدولي يرى إيران اليوم خطرًا جديًا. والأمريكان خرجوا من الاتفاق النووي بهذا السبب».

وأما صحيفة جوان المحسوبة على قوات الحرس فقد كتبت تحت عنوان «سيرك وارسو بلا مذاق»:

كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين، تغريدة باللغة الفارسية وقدم بذلك النار التمهيدية لمؤتمر وارسو للمشاركين. وجاء في تغريدة الرئيس الأمريكي: «40 عامًا من الفساد، 40 عامًا من القمع، 40 عامًا من الإرهاب. لقد تسبب النظام الإيراني في أربعين عامًا من الفشل. إن الشعب الإيراني الذي تَعرَّض لمعاناة كبيرة، يستحقّ مستقبلًا أكثر إشراقًا».

 

 مواقف مخزية لأفعى مجمدة!

 كما آبدى النظام مجموعة من ردود الأفعال واتخذ مواقف سياسية من مؤتمر وارسو بطريقة غير مباشرة.

وقال محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء 12 فبراير: «أحضان الجمهورية الاسلامية مفتوحة على التواصل الدولي وليس خطرًا على أي بلد. لا نعادي أي طرف في أي مكان ولكننا ندافع عن أنفسنا بكل قوة».

وأضاف: «إيران لها سياسة منسجمة. نحن بحاجة إلى علاقات جيدة في المنطقة. كما إننا نستمد قوتنا من الداخل. ولكن هذه القوة الداخلية بحاجة إلى علاقات جيدة في المنطقة. فهذه العلاقات سواء كانت في الخليج الفارسي أو جيراننا في الشمال أو في الشرق أو الغرب. لدينا علاقات جيدة مع كلهم… نحن نريد هذه العلاقات مع العربية السعودية والإمارات».

 

 نظام الملالي واسراییل!؟

لم يستثن ظريف في كلماته متعمدًا إسرائيل وأكد أننا بحاجة إلى علاقات جيدة في المنطقة وأضاف: «نحن لا نريد طرد جيراننا من المنطقة لأنه من المستحيل طرد دول المنطقة منها».

واذا وضعتم هذه الكلمات الملقاة من قبل ظريف بجانب كلمات روحاني آمام السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى طهران يوم 6 فبراير، حيث لفظ  روحاني كلمة إسرائيل عدة مرات بينما كان لفظ اسرائيل محرّمًا وكان يعادل الاعتراف بكيان إسرائيل. وقال روحاني: «حتى إذا كان هاجس أمريكا في المنطقة من أجل إسرائيل، فلتعلم أنه طالما لا يعود الشعب الفلسطيني إلى أراضيه، فلا ضمان للأمن لهذه المنطقة التاريخية وأرض فلسطين، حتى إذا أرادت أمريكا الأمن لإسرائيل فهذا يمكن فقط عندما يعود الشعب الفلسطيني إلى أراضيه».

 

 إشارات تلوح بها سلطات النظام!

من جانب آخر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية للملالي (قاسمي):«إيران مستعدة للحوار مع عدد محدود من دول الجوار التي تختلف معها عبر طاولة المفاوضات وبشكل سلمي فيما يخص المشاكل العالقة… كنا ومازلنا نحن مستعدين للتعامل مع هذه الدول».

وفي تصريحات مشابهة، قال حشمت الله فلاحت بيشه في حوار مع شبكة العربي القطرية: أمريكا ستضطر إلى التفاوض مع إيران»

وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام أن إيران وبعد انتهاك الاتفاق النووي من قبل أمريكا، مسكت العصا من الوسط وأكد أن التفاوض مع أمريكا ليس محرّماً شريطة أن تكون المفاوضة، مفاوضة.

معلنًا استعداد طهران للحوار مع دول المنطقة وقال إن مجلس الشورى الإسلامي ليس له أي خط أحمر للحوار مع الدول المطلة على الخليج الفارسي بما في ذلك العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

سبب هلع ورعب النظام؟

لإدراك سبب هلع النظام يجب النظر إلى مواقف الصحف التابعة للزمر الفاشستية للنظام مثل الناطقة باسم البسيج «جوان» حيث كتبت وخلافًا لتبجحات الملالي: «يبدو أن كل برنامج هذا المؤتمر خطط لغرض تمرير أجندات أمريكا للتصدي لايران في المنطقة».

هذا الخوف والرعب، يفهم أكثر عندما يتم الأخذ بنظر الاعتبار، الظروف الانفجارية والوضع الثوري السائد في الشارع الإيراني مع الأزمات المميتة التي تحاصر النظام من كل الجوانب. ان الجهاز الإعلامي للنظام لا يستطيع إخفاء حقيقة أن مؤتمر وارسو والأهداف والمحاور التي أعلنت عنها تنطبق مع التحليلات ورؤى مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية بشأن إيران والفاشية الدينية والإرهاب الحاكم في إيران، والآن وبعد مضي 4 عقود يبدو أن رؤوية مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية هي تأخذ مداها في المجتمع الدولي. وهذا هو سبب خوف وهلع النظام من مؤتمر وارسو!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة