الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلماذا وصل مرض كورونا إلى وضعٍ حرجٍ للغاية في إيران؟

لماذا وصل مرض كورونا إلى وضعٍ حرجٍ للغاية في إيران؟

0Shares

إن وباء كورونا يقتل المواطنين بفيروس دلتا المتحور هذه الأيام في البلاد. إبادةٌ جماعيةٌ يدرك الجميع أنها ناجمة عن الأداء الشيطاني لنظام الملالي الذي رفض إجراء الحجر الصحي للمواطنين في بداية الأزمة، كما أنه منع استيراد اللقاحات المعتمدة بعد تصنيعها وتسبب عمليًا في انتشار دورة هذا المرض في جميع أنحاء البلاد. ونتوقع أن نتعرض إلى وضع أكثر إثارة للقلق في المستقبل استنادًا إلى وجهات نظر الخبراء المعنيين بالعلاج في سلطة الملالي. 

والجدير بالذكر أن عدد المرضى بوباء كورونا كبير لدرجة أن الإمكانيات المتاحة لم تعد كافية، حيث أنه لا يتم علاج أعداد كبيرة من المرضى المفترشين الأرض في ممرات وأفنية المستشفيات فحسب، بل يتم التخلي عنهم أيضًا، نظرًا لأن الطاقم الطبي في البلاد مرهق وعاجز وعدده القليل لا يكفي لعلاج كل هؤلاء المرضى. 

وتشهد إيران المنكوبة بالملالي هذا الوضع المروِّع، بينما لا تتجه العديد من البلدان إلى الحيلولة دون تفاقم الأزمة بتبنى أساليب صحيحة وعلمية وبتطعيم المواطنين فحسب، بل إنها نجحت في إعادة أجواء البلاد إلى وضعها الطبيعي لدرجة أن المواطنين يتواجدون في الإستادات والصالات الرياضية لمشاهدة المباريات، فضلًا عن أن معدل الوفيات بوباء كورونا في هذه البلدان وصل إلى درجة الصفر أو إلى أدنى حد ممكن.

 

وقال طبيب خبير في أزمة كورونا وبما يحدث للمواطنين في إيران هذه الأيام: "ما نحن فيه الآن ليس مجرد أزمة، بل إن الأمر يذهب إلى ما هو وراء الأزمة، حيث أننا نعيش في حالة من فرط التشبع، إذ أن أسرة المستشفيات مليئة عن آخرها، وليس لدينا الآن أي مكان لاستشفاء المرضى. وجميع الأسرة التي وفرتها مختلف الأجهزة ووصل عددها في طهران إلى 11000 سرير ممتلئة عن آخرها، والوضع يتحرك في اتجاه لا يبدو فيه أننا سنتخلص من هذه المشكلة قريبًا. كما أن السبب هو أنه لم يتم وضع استراتيجة خاصة. وهذا الوضع ليس بأزمة، بل هو اتجاه نحو الانهيار". (صحيفة "مستقل"، 10 أغسطس 2021).

وقال محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض، مشيرًا إلى الوضع الحرج للبلاد من حيث تفشي وباء كورونا: " إن وزارة الصحة منهارة، والنظام الطبي في البلاد تُرك وشأنه في قضية وباء كورونا". ( موقع "تجارت نيوز"، 8 أغسطس 2021).

وعلى الرغم من أن الخبير الحكومي قال إنه لم يتم وضع استراتيجية خاصة في سلطة الملالي، حريٌ بنا القول بأنه قد تم بالمصادفة وضع استراتيجية خاصة، تتمثل في السعي عمدًا إلى انتشار الأزمة. 

فعلى سبيل المثال، يعتبر عدم تطعيم المواطنين والإصرار على تطعيمهم باللقاحات المحلية غير المعتمدة، من قبيل اللقاح المزعوم بلقاح "كوو بركت" واحدة من الاستراتيجيات التي ترمي إلى الزج بالمواطنين في أتون هذا الفيروس الفتَّاك.

واضطر لجنة تنفيذ أوامر خميني الملعون إلى التخلص من 1,200,000 جرعة من اللقاح الذي أنتجه؛ بصفته الصانع له. والسبب في التخلص من هذا الحجم الكبير من اللقاح هو تلوثه بعينة حية من الفيروس؛ حسبما تفيد بعض التقارير. 

وكتب موقع "ركنا" في هذا الصدد، على لسان رئيس مركز علم الفيروسات في البلاد في شرحه لتفاصيل قصة التخلص من 1,200,000 جرعة من لقاح "كوو بركت" قوله: " ربما يكون قد حدث خطأ في خط الإنتاج الصناعي أو ربما حدثت أشياء أخرى (من قبيل التلوث بفيروس حي) عند توزيع المواد الخام لهذه اللقاحات، باستثناء حدوث خطأ أثناء ملء الأوعية عند إنتاج لقاح "كوو بركت". (موقع "ركنا"، 7 يوليو 2021).

والجدير بالذكر أن هذا الوضع أدى إلى ارتفاع معدل الوفيات اليومي بوباء كورونا. وتفيد الإحصاءات الرسمية التي يعلم الجميع أنه قد تم تقليصها وأنها غير حقيقية على الإطلاق؛ أن ما يقرب من 600 شخص يتوفون يوميًا. 

 

وتجدر الإشارة إلى أن إيران احتلت في 9 أغسطس 2021 المرتبة الأولى بين دول العالم من حيث عدد المصابين ومعدل الوفيات بوباء كورونا.

وكتب موقع "خبرآنلاين" في هذا الصدد، مشيرًا إلى الإحصاءات الرسمية للمصابين بوباء كورونا ومعدل الوفيات الناجمة عنه: " إن هذا الإحصاء يعني أن البلاد تعيش في وضع أسوأ مقارنة بغيرها من البلدان حول العالم. وكما تشير الجداول الرسمية، فإن عدد المصابين بوباء كورونا أمس وصل إلى 39,619 فرد، وبهذا المعدل نحتل المرتبة الأولى في هذا الصدد". (موقع "خبرآنلاين"، 9 أغسطس 2021).

وكتبت صحيفة "رسالت" الحكومية، فيما يتعلق بالوضع الحرج الحالي: " إن قصة المصابين بوباء كورونا هذه الأيام محزنة ومقلقة، حتى أنها أكثر مأساوية من الموجة الـ 5 وفيروس دلتا المتحور الذي كان انتشاره أكبر بمراحل من السلالات الأصلية. ونحن، مثل المقاتلين في ساحة المعركة، نمضي قدمًا في طريقنا بدون سلاح ومحبطين وعاجزين عن فعل أي شيء ومرتبكين للغاية. وأُضيف إلى ذلك قلقنا إزاء توفير الأدوية. قلقٌ من مرض فتَّاك يجب علينا أن نطرق كل الأبواب للبحث عن دوائه".  (صحيفة "رسالت" الحكومية، 10 أغسطس 2021).

إن الوضع المروع الحالي يستوجب حجر العديد من المناطق صحيًا أو إغلاق البلاد بشكل كامل. كما أن نمكي، وزير الصحة في حكومة روحاني، طلب في رسالة لخامنئي تحقيق هذا الطلب، وكتب أيضًا رسالة لروحاني يدعوه فيها إلى دراسة هذا الطلب.

بيد أن المعمم حسن روحاني لم يبادر باتخاذ أي إجراء في هذا الصدد فحسب، بل إن هذا الوضع استمر منذ أن تولي المعمم رئيسي شؤون البلاد.

وكتبت صحيفة "همشهري" في هذا الصدد، على لسان مستشار وزير الداخلية قوله: " إن ”روح الله جمعه اي“  أكد في هذه الرسالة على تويتر أنه تم بحث اقتراح الإغلاق في المقر الوطني لمكفاحة وباء كورونا في بداية الأمر، ثم تم التصديق على عدم الإغلاق في هذا المقر بحضور رئيس الجمهورية، نظرًا للظروف الحالية، دون معارضةٍ من أحد". (صحيفة "همشهري"، 10 أغسطس 2021).

والجدير بالذكر أن سلطة الملالي تسببت في انتشار أزمة وباء كورونا للحيلولة دون اندلاع الانتفاضة الشعبية والإطاحة بها، ولذلك تتخذ من وباء كورونا درعًا لاستمرار بقائها المخزي.

وأصبحت هذه الأزمة منتشرة الآن بشكل كبير لدرجة أنها تسببت في قلق الخبراء ووسائل الإعلام الحكومية. والعامل الرئيسي الذي لا يشيرون إليه على الإطلاق هو السياسة المناهضة للشعب واللاإنسانية التي يتبناها نظام ولاية الفقيه متعمدًا لنشر وباء كورونا بين المواطنين.

 

وبدأت هذه القضية منذ اليوم الأول بالتستر على تفشي وباء كورونا في البلاد لما يقرب من شهرين، ثم سعى خامنئي إلى التقليل من حجم الأزمة، كما أنه عندما تم إنتاج اللقاحات المعتمدة حظر خامنئي استيرادها للبلاد. 

وبناءً عليه، نجد أن خامنئي والمتواطئين معه على وجه التحديد، هم الذين أداروا عملية انتشار أزمة كورونا في البلاد منذ أن تفشي هذا الوباء في مدينة قم ثم انتشر إلى غيرها من المدن والمناطق الإيرانية. والحقيقة هي أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير لدرجة أن وزارة الصحة في طريقها إلى الانهيار.

ولا شك في أن كارثة مذبحة كورونا التي تسبب فيها خامنئي لتوريط المواطنين أصبحت في نهاية المطاف بمثابة حبل مشنقة على عنق نظام ولاية الفقيه والإطاحة به بدلًا من أن تجعله في مأمن من الانحدار في مستنقع الإطاحة. 

والجدير بالذكر أن المواطنين، وتحديدًا الشباب ووحدات المقاومة أثبتوا خلال الانتفاضات الأخيرة أنهم لم ولن يكونوا أسرى للأزمات الحالية. وإذا كان نظام ولاية الفقيه يمكنه أن يخلق عقبات لبعض الوقت بألف حيلة وحيلة، إلا أنه في نهاية المطاف لن يستطيع منع المواطنين من تحقيق هدفهم النهائي لانتفاضاتهم المتمثل في الإطاحة بنظام الملالي وإقامة سلطة شعبية لإخراج البلاد من مستنقع الملالي والنهوض بها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة