الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتعواقب مقاطعة الانتخابات "كارثة وبائية"

عواقب مقاطعة الانتخابات “كارثة وبائية”

0Shares

مقاطعة شعوذة الانتخابات

في الوقت الذي تواجه فيه سلطة الملالي الغارقة في الأزمات والواقعة في مأزق؛ قضية أكون أو لا أكون، لا يوجد في المجتمع أي إشارة تدل على أن المواطنين يعتزمون المشاركة في الانتخابات الاستعراضية. بمعنى أن السؤال عن سبب غضب المواطنين من صندوق الاقتراع الذي ينشدونه من حق للجميع بعد أن خمد غبار تسجيل الأسماء الآن. ويثير هذا الأمر قلق القائمين على هذا السيرك.

"وعلى عكس السنوات الماضية، لا يوجد حماس خاص في المجتمع للمشاركة في الانتخابات المقبلة حتى الآن، … إلخ. وتسببت تجربة انتخابات المجلس الـ 11 وانخفاض مستوى مشاركة المواطنين فيها، … إلخ. واستنادًا إلى تصريحات خبراء الاجتماع؛ يعمُ البلاد في الوقت الراهن نوع من الاکتئاب أو الغضب السياسي". (صحيفة "جهان صنعت"، 18 مايو 2021).

 تطور جدير بالاهتمام

كانت المقاومة الإيرانية في السنوات السابقة هي التي تثبت من خلال إعداد الأخبار والتحقيقات الصحفية المختلفة بواسطة المراسلين الصحفيين في نطاقها أن أبناء الوطن تجاهلوا مسرحيات انتخابات نظام الملالي سواء تلك المتعلقة بمجلس شوري الملالي أو المتعلقة برئاسة الجمهورية، بيد أن من عجائب مرحلة الإطاحة هو أن هذه الوسائل الإعلامية المحسوبة على السلطة هي التي تكتب مقدمًا قبل أسابيع وحتى أشهر من موعد إجراء الانتخابات الحكومية عن تجاهل المواطنين لهذه المسرحية ومقاطعتها في جميع أنحاء البلاد، وتنشر نتائج استطلاع الرأي.

 "الكارثة الوبائية"

وصفت صحيفة "اعتماد" الحكومية، المقاطعة الشاملة للانتخابات العام الماضي بأنها "كارثة وبائية"، حيث قالت:

" كان حجم المشاركة في انتخابات عام 2019 غير مسبوق في تاريخ نظام الملالي البالغ 42 عامًا، وإذا تكرر هذا التدني في المشاركة في انتخابات 2021 ونجح رئيس الحكومة الـ 13 بأصوات متدنية، فسوف تتأثر شرعية نظام الملالي بشكل خطير. ولهذا السبب، يجب على جميع التيارات السياسية والأجهزة والمؤسسات الحكومية التفكير في حل للحيلولة دون تدني التصويت بشتى الطرق. وبناء عليه، فإن المهم هو حجم مشاركة المواطنين في الانتخابات بغض النظر عمَّن سيفوز في الانتخابات المقبلة ومن أي مجموعة سياسية كان".

 " إن تكرار اتسام الانتخابات بالبرود في عام 2021 سيكون كارثة وبائية". (المصدر نفسه).

والجدير بالذكر أن هذه الكارثة الوبائية أوقعت الاستبداد الديني في ورطة في الوقت الراهن، نظرًا لأن الانتخابات المزعومة لم يعد لها أي قيمة أو اعتبار ولا يُعتمد عليها.

اكتئاب أم طاقة كبيرة ومتمردة؟

نريد أن نعرف مفهوم ما يُطلق عليه في ثقافة الملالي "نوع من الاكتئاب" أو "الغضب السياسي" أو " "فقدان الحيوية والعجز" وبتعبير أكثر بلاغة "الكارثة الوبائية"، وما هي عواقبها على سلطة الملالي ككل؟

الاكتئاب والغضب كلمات غير معبرة وسلبية. ولا تعبر عن كل ما يحدث في إيران. فقد رسم المواطنون حدًا فاصلًا بينهم وبين هذا النظام الفاشي والتكتلات المشكلة له. وأحيانًا ما يكون هذا الخط خطيرًا وأكثر خطورة. إذ يشير السلوك الجماعي للإيرانيين الذي تجلى في عدة انتفاضات على مستوى البلاد إلى حدوث تطور كبير في هذا البلد المنتفض المضطرب.

والاكتئاب هو الكلمة الأساسية المقلوبة وغير الكافية للتعبير عن هذا الوضع المتردي في إيران، إذ أن الطبيعة المضطربة للمجتمع الإيراني في الوقت الراهن تنطوي على طاقة كبيرة ومتمردة سيهز ظهورها الديكتاتورية بأكملها، ورأينا ورأوا نفحة منها في انتفاضة نوفمبر 2019.

 رسالة مقاطعة الانتخابات وعواقبها

وتعتبر مقاطعة صندوق الانتخابات بأكثر العبارات وضوحًا مصالحة مع "الإطاحة". والاتجاه الذي تجلى في انتفاضة يناير 2018 في الرفض المتزامن للإصلاحي والأصولي لم يبحث عن حل داخل هذا النظام الفاشي، بل خارجه. والمقصود بخارج نظام الملالي، هو المقاومة الإيرانية بقوتها المحورية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ وهي القوة التي تبنت استراتيجية الانتفاضة والإطاحة وتمضي فيها قدمًا وتطورها منذ 20 يونيو 1981. والجدير بالذكر أن الاستمرار في هذا الاتجاه والتأكيد عليه منذ الأمس حتى اليوم، واعتبارًا من اليوم حتى يوم الإطاحة يعتبر دعمًا للقوة التي ستطيح بنظام الملالي برمته. والمسميات ليست مهمة في هذه النقطة من البحث، إذ أن المهم هو التأكيد على المسار الذي سلكته هذه المقاومة. فمقاطعة الانتخابات تعتبر في مضمونها وجوهرها تصويتًا حاسمًا للإطاحة. وهذا هو التفسير الأكثر دقة لمعنى "الكارثة الوبائية".

ورسالة مقاطعة الانتخابات للشعب الإيراني والمجتمع الدولي هي أن سلطة الملالي لم يعد لها مكان في إيران ويجب أن ترحل بلا رجعة. وعواقبها على الاستبداد الديني هي أن العد التنازلي للإطاحة به قد بدأ.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة