الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتالعلاقة بين الصدع في السلطة والانتفاضات الاجتماعية

العلاقة بين الصدع في السلطة والانتفاضات الاجتماعية

0Shares

يعود الصدع والفجوة في الحكم الديني إلى الأسباب التالية:

– التناقض البنيوي في نظام ولاية الفقيه.

– فيض الأزمات الاجتماعية المستعصية الحل داخل مجموعة السلطة وعجز الولي الفقيه عن حلها.

– وجود مقاومة منظمة ويقظة ومترصدة وجاهزة للعمل وتدفع الاستياء الاجتماعي نحو التمرد والانتفاضة.

 التناقض الهيكلي

كان التناقض الهيكلي في نظام الملالي واضحًا منذ بداية تشكيل هذا النظام الفاشي في التناقض بين الفاشية الدينية القائمة على ولاية الفقيه المطلقة وموضوع الجمهورية ورأي الشعب، بمعنى أن الولي الفقيه يتمتع بالسلطة المطلقة والصلاحيات الخارجة عن القانون وهو صاحب القرار النهائي في هذه الحوكمة، من ناحية، وله رئيس تنفيذي تحت مسمى "رئيس الجمهورية" من المقرر أن يتم اختياره من خلال عملية تشبه الانتخابات، من ناحية أخرى. 

لذلك، فإن الانتخابات في هذه الحوكمة لا تنطوي على الإطلاق على أي مضاهاة مع الانتخابات في النظم الديمقراطية. لهذا السبب، يجعل دستورها شرعية رئيس الجمهورية مشروطة بأمر الولي الفقيه. ومع ذلك، دائمًا ما يكون هناك اختلاف بين رأسي هذه الحوكمة، وصراع على السلطة.

 فيض الأزمات داخل السلطة

والحقيقة الثانية هي أن هذا النظام الفاشي كان ولا يزال بسبب طبيتعه الرجعية، عاجزًا عن حل التناقضات المحتدمة لدولة حديثة؛ والناجمة عن الثورة المناهضة للملكية، لأنه لا يريد ولا يمكنه أن يقود إيران نحو التقدم والازدهار والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. إن نتاج أكثر من 4 عقود من السلطة غير الشرعية المغتصِبة إلى جانب تدمير الحرث والنسل في هذا الوطن، هو رسم بياني ضبابي للكوارث التي حدثت في إيران تحت وطأة هذه السلطة الفاشية. وتؤدي كل هذه العوامل إلى "أزمة كبرى" ويؤدي تغلغلها داخل مجموعة السلطة إلى احتدام الصراع بين الزمر الحاكمة.

 وجود مقاومة منظمة ويقظة ومترصدة وجاهزة للعمل

لا داعي في هذا الصدد، أن نورد أمثلة على أفعال وسجل مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وسنكتفي بذكر حقيقة واحدة أشارت إليها إحدى صحف الإصلاحيين المزيفين. إذ كتبت هذه الصحيفة في رسالتها لزمرة خامنئي بشأن سياسة استئصال الزمرة المنافسة، ما يلي:

هل يعلم خامنئي وزمرته أن استئصال جزء كبير من نظام الملالي سيلحق الضرر بهيكل الجمهورية الإسلامية بأكمله؟ ألم يكن إحداث الصدع في رأس السلطة ولا يزال أحد أهداف مجاهدي خلق منذ بداية الثورة حتى الآن؟ ألم يطيح رئيس الجمهورية آنذاك ببني الصدر يومًا؟ ألم يجبروا الإمام يومًا على إقالة خليفته آية الله منتظري؟ (صحيفة "مستقل"، 20 مايو 2021).

 العلاقة الجدلية بين الصدع في السلطة والاستياء الاجتماعي

كيف يمكن أن يؤدي الصدع في السلطة إلى الجدلية الاجتماعية والعكس بالعكس؟

من الضروري أن نلاحظ في البداية أن هاتين الظاهرتين تؤثران في بعضهما البعض. فالصراع على السلطة بين زمر نظام الملالي يؤدي إلى إضعاف السلطة برمتها وبالتالي إضعاف وضع ولاية الفقيه ومكانتها، وهذا الضعف يفسح المجال لتفجر السخط الاجتماعي واندلاع الانتفاضة. وعلى الجانب الآخر، نجد أن تصاعد الاستياء الاجتماعي وانفجار شرارة الانتفاضة يزيد من الصدع والانقسامات داخل السلطة. فعلى سبيل المثال، نشير إلى انتفاضة عام 2009، التي بدأت في بداية الأمر بالاحتجاج على هندسة الانتخابات، بيد أنها تحولت على أرض الواقع إلى رفع شعارات تدعو إلى الإطاحة بنظام الملالي وتدمير هيكله الفاسد.

واعتراف وسائل إعلام نظام الملالي بهذه الحقيقة أمر ملفت للنظر وله مغزاه.

"ألم نشهد سلسلة من الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد خلال الأشهر الـ 4 الماضية؛ مصحوبة برفع شعارات سياسية حادة؟". ألم نعلم أن انتشار هذه الاحتجاجات ينطوي على تداعيات أمنية خطيرة لا علاج لها؟ لماذا لا يرى هؤلاء أن مجاهدي خلق يدعون إلى التآمر وأعمال العنف كل يوم بوصفهم العدو اللدود لنظام الملالي والثورة ولا همَّ لهم سوى الإطاحة بالنظام؟ ألا يرون أن هذا العدو الأزلي قد استثمر كل قواه في خلق الانقسامات، حتى عشية الانتخابات الرئاسية لدرجة أن زعيمه يرسل رسالة علانية مفادها: " لا يمكن السيطرة على الصدع والانقسام في السلطة، … إلخ." لدرجة أنه يعتبر ذلك علامة على احتضار نظام الملالي ويعد من بين هزات الإطاحة. (المصدر نفسه).

 الظروف الحساسة وخطر انكماش نظام الملالي

والآن ونحن عشية الانتخابات، وصل الصراع بين زمر السلطة إلى نقطة الغليان. وتحذر صحيفة "مستقل" الحكومية من الظروف الحساسة، حيث كتبت:

"الوضع الآن أكثر حساسية مما كان عليه في الماضي. والجدير بالذكر أن المشاكل المعيشية الكبيرة التي يعاني منها المواطنون ومعدل البطالة غير المسبوق وأزمة تفشي وباء كورونا والإحجام عن تطعيم المواطنين وآلاف المشاكل الاجتماعية الأخرى؛ خلقت أفضل منصة لمجاهدي خلق لتجنيد الشباب المنهكين من الوضع الحالي. والآن يكفي زيادة الانقسام في هرم السلطة؛ فهذا هو ما يتطلع إليه العدو".

والحقيقة هي أن خامنئي والزمر المافيوزية في السلطة، لا مفر لها من الإطاحة سواء انكمشت من عدمه. ونقول لخامنئي: هيا لإجراء مسرحية الانتخابات، وهيا نفذ الانكماش واستئصال النظام الفاشي، فمهما فعلت لا مفر لك من الإطاحة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة