الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاترسالة احتجاجات أبناء الوطن المتتالية في إيران

رسالة احتجاجات أبناء الوطن المتتالية في إيران

0Shares

تتعلق نسبة كبيرة من أخبار إيران اليومية هذه الأيام، باحتجاجات وتجمعات مختلف الفئات، من قبيل فئة المعلمين والعمال ومربي الماشية والمزارعون، وغيرهم من الفئات.

وتشير حزمة الأخبار إلى أن كل زقاق وحي ومدينة ومحافظة تحوَّل إلى مستودع للبارود. ونجد في مقاطع الفيديو والصور أن نظام الملالي يرسل قطعانًا من القوة القمعية، حتى لتخريب البضاعة الضئيلة للبائع المتجول الكادح من أجل لقمة العيش.

فما هو السبب في ذلك؟. ويعلم نظام الملالي وعناصره أن تخريبهم لبضاعة كل بائع متجول، وحرمانه من دخله المتدني، بحجة أنهم قوة شرطية وبسيجية؛ يتراكم وراءه قدرٌ كبيرٌ من غضب المواطنين والغضب الاجتماعي.

وهذه معركة مع كل مقومات الحياة، من قبيل الهواء والماء والكهرباء والأدوية واللقاحات والمسكن والغذاء والعمل. وتدور رحاها هذه الأيام، في جميع أرجاء إيران ضد غرفة الموت المظلمة المحسوبة على ولاية الفقيه، وهذه القوة التي لا تقهر هي كل ما نحتاجه وهي المؤشر على صحوة أبناء الوطن.

وهذه معركة تشارك فيها جميع فئات وطبقات الشعب الإيراني الذين أدركوا بالإجماع أن الخلاف والحرب بينهم وبين السلطة الفاشية وصل إلى ذروته، في كل صدع وفي كل وجهة نظر.

والجدير بالذكر أن الطرف المحتل لإيران يُلقي بمخالبه القذرة على مصادر الدخل وممتلكات إيران بواسطة الكثير من اللصوص والمختلسين وقطاع الطرق المسلحين، ولم يعد لدى الطرف الآخر المتمثل في فئات الشعب المختلفة ما يبكي عليه.

وهذا هو الخطر المفاجئ حاليًا، وتعد القنابل الموقوتة تحت أقدام حكام النظام الديني الإسلامي.

وأصبحت كل مناسبة في إيران المنكوبة بالملالي، من قبيل يوم المعلم، ويوم التنديد بالإعدام؛ فرصة للاحتجاج والإضراب والنضال ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه.

وقد تغير مسار حياة المعلم الإيراني ونشاطه، فبدلًا من أن يتمتع بالأمن وراحة البال ليتفرغ للتفكير والتدريس والبحث، والتربية والتعليم، يضطر إلى أن يقضي عمره في البحث عن لقمة العيش والمسكن والأجر والحق في الحياة.

لقد أصبح الإعدام في إيران فريضة واجبة تمنح الطاقة لعقل الديكتاتور. وأصبح الإعدام بما يتناسب مع ميزان القوى السياسية والاجتماعية لصالح السلطة أو ضدها، هو السبب في زيادة وتقليص الضغط النفسي على المواطنين؛ بالتضحية بالسجناء.

كما لم يعد للقانون والقضاء والأحكام الصادرة أي قيمة تُذكر، نظرًا لأنه يتم التضحية بالسجين الذي يقضي فترة عقوبته في السجن حتى لو كان قد أمضى 20 عامًا من فترة عقوبته، وإعدامه، من أمثال عباسقلي صالحي ، وذلك تماشيًا مع الحاجة للحفاظ على النظام الفاشي.

ويسعى نظام الملالي في مثل هذا الوضع والإحداثيات التي تم شرحها أعلاه، إلى التستر خلال هذه السنوات الـ 43، على هذه المعركة الشرسة بأعذار عابرة للحدود، إنطلاقًا من ثقافته الرجعية اللاإنسانية، بغية تغيير جوهر القضية الإيرانية ضد الملالي المحتلين لإيران.

بيد أننا شهدنا فئات الشعب الإيراني لم تلتزم الصمت ولم ترضى بالأمر الواقع حتى ولو لأسبوع واحد، ولم تتوان عن المطالبة بحقوقها. ولذلك تدور في إيران معركة مستمرة حتى تتم إبادة المعتدي عدو الحياة والكرامة الإنسانية، ولا تزال هذه المعركة تتصاعد كل أسبوع وكل شهر.

والجدير بالذكر أن الاحتجاجات اليومية المستمرة التي نشهدها، تزرع بذور الأمل وتدفع جميع طبقات المجتمع للانتفاضة، من منطلق ارتباطها بمعاناتهم ورغباتهم المشتركة.

والجدير بالذكر أن هذه الجبهة التي يدل جوهرها المناهض للطبقية والاستغلال على شرعيتها الوطنية والإنسانية، وعلى وجه التحديد بعد انتفاضة نوفمبر 2019، قد ازدادت قوة وانتشارًا واجتاحت البلاد برمتها.  

ولم يعد نظام الملالي قادرًا الآن على الحيلولة دون توسع هذه الجبهة وارتباطها بالظروف المنطقية للانتفاضة والثورة.  وهذه هي إحداثيات الوضع الحالي التي تؤكد الأخبار والتقارير اليومية باستمرار على صحتها وحتميتها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة