الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي؛ اليأس وعلامات المرحلة النهائية

خامنئي؛ اليأس وعلامات المرحلة النهائية

0Shares

تحدث خامنئي عدة مرات في الأيام الأخيرة خلال فواصل قصيرة، والتقى يوم الخميس 6 سبتمبر، بأعضاء مجلس خبراء النظام المتخلفين وأدلى بكلمات تستدعي الانتباه على ضوء الوضع الحالي وموقف مجلس الخبراء في النظام.
فمن جهة، يعتبر خامنئي الأزمة في العملة والانهيار الاقتصادي عمل العدو وناجم عن الحرب الإعلامية، ومن ناحية أخرى، يريد الحد من الأزمة الداخلية للنظام.

 

جوهر كلام خامنئي

عندما يقول خامنئي أن هذه الظاهرة هي في طبيعتها قضية دعائية وإعلامية!  في الواقع، إنه يريد أن يقول إنه غير حقيقي وينكر أصل المشكلة، وهذا يمثل نوعًا من الضعف وخيبة الأمل من حل للمشكلة، قياسًا إلى بيانه السابق القائل بأن المشكلة هي من عندنا.  لذلك، يبدو أنه على الرغم من أن خامنئي طلب من عناصره منع نشر فايروس اليأس وعدم بث روح التشاؤم، إلا أنه هو نفسه أصيب بخيبة أمل أكبر رغم ادعاءاته.

 

تناقض في كلمة خامنئي

في السابق، رفض خامنئي في خطابين على الأقل أن المشاكل الاقتصادية للنظام كانت بسبب عدو خارجي فقط. بما في ذلك قال في 13 يناير الماضي، «هناك عدو خارجي، لكنه لا يجعلنا أن نغفل عن نقاط ضعفنا.  لدينا أيضا نقاط ضعف، ولدينا اشكاليات ونواقص وعيوب في عملنا؛ ليس الوضع كأنّه ليس لدينا أي مشاكل، ولا توجد لدينا مشاكل، ولا توجد مشكلة في العمل، وانما العدو الخارجي هو الوحيد الذي يعمل. ليس الأمر هكذا يا سيد. الذباب يجلس على الجرح».

كما تحمّل خامنئي نفسه في خطابه 9 يناير المسؤولية عن تلبية مطالبات الناس وقال: «على المسؤولين أن يهتموا بالطلبات. أنا لا أقول يجب أن يتابعوا، بل أنا نفسي مسؤول أيضا فعلينا جميعًا أن نتابع».

عندما عبر خامنئي عن هذه الكلمات في يناير الماضي وبعد تصاعد الانتفاضة، لم تكن حالة الاقتصاد وسبل العيش متدهورة مثلما هو عليه الآن. و كان سعر الدولار في يناير 4500 تومان. و كان التضخم في السوق في شهر يناير الماضي بمعدل 9.7٪. ومع ذلك لم ينسب خامنئي سبب المشاكل كلها إلى العدو، بل على العكس ، قال: «الذباب يجلس على الجرح».

ولكن الآن، بعد ثمانية أشهر، في سبتمبر ، في حين أن سعر الدولار هو 15 ألف تومان، وهذا يعني القوة الشرائية للناس أقل بثلاث مرات مما كانت عليه في يناير ، وبينما أعلن البنك المركزي للنظام أن معدل التضخم بلغ 24.2٪ ، ويقول أعضاء مجلس شورى النظام إن معدل التضخم سيصل إلى 60 في المائة ، يدّعي خامنئي، في تغيير واضح في كلماته ، أنه مصدر كل الاشكالات هو إثارة الصخب الإعلامي والنفسي من قبل العدو، وينفي أساساً الأزمة.

هذا التغيير في الكلام هو علامة على الإحباط الشديد، في حين أن خامنئي لا يذكر حلًا سياسيًا واقتصاديًا حازمًا وقطعيًا في خطاباته، بل يكتفي بإعطاء توصيات للتستر على الاشكالات وعدم إظهار نقاط الضعف في أجهزة الإعلام للنظام.

يعلم خامنئي أن هذه الكلمات لا تؤثر على الناس، لأنه يعترف نفسه: «الآن أصبح الوضع حيث لا يصدق الناس كلماتنا وإعلامنا الإيجابي، ولكن عندما يقول العدو كلمة واحدة ، فإنهم يصدقونها!» هذه الكلمة لخامنئي، تدل على أن هذه المحاولات لا تؤثر على احتواء الأزمة الداخلية للنظام. لكن لا يوجد حل آخر سوى التفوه بهذه الكلمات. إن التستر على الحقائق وإنكارها هي الورقة الأخيرة للطغاة في مراحل حياتهم الأخيرة. في نهاية عهد الشاه، قال رئيس الوزراء آنذاك، الجنرال أزهاري، إن شعارات «الموت للشاه» التي كان الناس يرددونها لم تكن حقيقية، بل هي شريط صوتي يبثه عملاء الأجانب من المسجّل!

وفي السياق نفسه يمكن الاستنتاج أنه عندما يسمّي خامنئي الحرب الإعلامية المشكلة الأولى للنظام، فهذا الكلام نفسه، دال على نهاية مرحلة النظام وعجزه أمام الاحتجاجات الشعبية وعدم القدرة على حل المسألة الرئيسية.

 

استمرار التناقضات في كلمات خامنئي فيما يتعلق بالحكومة

الأمر الآخر الذي يوضح التناقضات في مواقف خامنئي أكثر، هو لماذا شدّد خامنئي في خطابه الأخير على ضرورة الدعم للحكومة وقال لا تولوا الأدبار للحكومة؟ بينما كان يؤكد سابقًا بصريح العبارة أن الحكومة كانت لها سوء تدبير وأخطاء و… فما معنى هذا التغييرفي الكلام لدى خامنئي تجاه الحكومة؟

الحقيقة هي أن نرى حرج خامنئي في هذه المواقف. وهنا يريد أن يقول لا تخرقوا (سفينة) النظام، لأنه إذا قلتم إن الحكومة في وضع سيئ، فهذا يعني أن نظام ولاية الفقيه هذا هو حاله، وهذا يعني أنه يمكن الاحتجاج عليه، ويمكن المظاهرة ضدها. التظاهرة التي ستؤدي على الفور إلى انتفاضة.

 

النقطة الأخيرة

النظام الذي يعيش ظروفًا حرجة للغاية يطلق فقط هكذا تناقضات ويتخذ مواقف متناقضة!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة