الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالوضع الكارثي للاقتصاد الإيراني

الوضع الكارثي للاقتصاد الإيراني

0Shares

ذهب رئيسي السفاح إلى مدينة ياسوج ومحافظة كهكيلويه وبوير أحمد لمواصلة عرضه المسرحي المضحك بعنوان "السفرات المكوكية للمحافظات"، لغرض خداع الناس وتهدئة الغضب الاجتماعي المؤقت، لكن في نفس المشاهد التي تم ترتيبها مسبقًا، عندما وصل موكبه إلى منطقة تنكه سرخ في بويرأحمد، قام المواطنون المتذمرون المحتجون بقطع الطريق على موكبه.

أصبح الوضع حرجا حيث أجبرت وسائل الإعلام الحكومية على نقل الحادث رغم عمل التقليل من أهمية شأن الحادث وتصغيره: "الناس الغاضبون والقلقون سدوا موكب الرئيس رئيسي  وكان الناس غاضبين للغاية ومنزعجين!" (إيرنا – 1 اكتوبر).

الأمر نفسه حدث أثناء زيارة رئيسي الجلاد لمدينتي إيلام وطبس، وأظهرت الصور التي نشرها المواطنون أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي ثورة الغضب والكراهية لدى الجماهير ضد رئيس نظام النهب.

هذه تمثل مظاهر من معاناة الناس من ضغوط اقتصادية ومعيشية ساحقة ومن جانب أخر تظهر أن ممارسات النظام الإرهابية والقمعية في ظروف سيادة الفقر وارتفاع الأسعار أصبحت عديمة الجدوى.

وفي نهاية عهد روحاني الذي كان الفقر والغلاء يضرب كل مكان؛ كان رئيسي الجلاد يطلق وعودا بتحسين الظروف المعيشية وقلب دورات الاقتصاد! بالطبع، لم يقل أبدًا مطلقًا كيف وبأي آلية!

والآن، بعد نحو شهرين من وصوله، وصل معدل التضخم إلى 45 و 8 أعشار بالمئة في أيلول وحده، مع تقليل الأرقام في إحصاءات النظام، بزيادة قدرها 3 بالمئة مقارنة بالشهر السابق. زاد عدد العاطلين عن العمل في البلاد بأكثر من مليون و 310 ألف شخص مقارنة بصيف العام الماضي (صحيفة فرهيختكان – 2 أكتوبر).

والغلاء يضرب البلاد لدرجة أن متوسط ​​التكلفة السنوية للأسرة قد زاد من 40 مليون تومان في عام 2018 إلى أكثر من 63 مليون تومان هذا العام؛ وان أجور العمال (فقط إذا تم دفع أجورهم) تلبي 30٪ فقط من الحد الأدنى لتكلفة المعيشة للأسرة (صحيفة كار وكاركر – 2 أكتوبر)؛ فيما وصل سعر البيضة إلى 2000 تومان، وارتفع سعر اللحوم الحمراء، وفقًا للإحصاءات الرسمية، 12 مرة في العقد الماضي. لقد وصل الوضع إلى درجة أن إعلام النظام يعترف أيضًا: "الأمن الغذائي للناس في خطر!" (صحيفة همدلي – 2 أكتوبر).

في هذه الحالة، أخذ خامنئي الصمت ورئيسي أخذ يتجول في المحافظات بإطلاق وعود كلامية باستخدام "إن شاء الله" و"لابد".

حذر خبراء وعناصر النظام ووسائل الإعلام التابعة للتيار المهزوم المحذوف مرارًا وتكرارًا من أن الوضع سيء و "يمكن للناس أن يتحملوا إلى حد ما وعندما يرون أنه ليس لديهم ما يخسرونه، فإنهم لا ينتظروننا للسماح لهم بالتظاهر! (جلودار زاده، عضوة سابقة في مجلس شورى النظام – 30 سبتمبر).

ويوصون النظام الخضوع لتجرع كأس السم في المفاوضات في فيينا باعتباره السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع.

كما يدرك خامنئي أن هذا هو الخيار الوحيد، حتى لو تم احتواء بعض الأزمات الاقتصادية. لكنه يعرف جيدًا أيضًا أن الذهاب إلى طاولة المفاوضات لتجرع السم يعني فقدان مكونات قوة النظام البالي وانهيار أركان  سلطته؛ وبما أنه لديه خط أحمر واحد، وهو الحفاظ على هيمنته، لذلك على الرغم من الفرص الذهبية على مدى الأشهر الثمانية الماضية للتعامل مع الغرب ورفع العقوبات، فهو لم تفشل في استخدامها فحسب، بل كان دائمًا تحت عبء وطأة التفاوض، سواء مع 4+1  أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

هذه هي نفس أزمة انعدام الحيلة في نظام انتهى عمره ويواجه خطرا وشيكا بحدوث انتفاضة كبرى.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة