الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالنظام الإيراني مرعوب من تداعيات العقوبات

النظام الإيراني مرعوب من تداعيات العقوبات

0Shares

تسببت العواقب الوخيمة للعقوبات على الاقتصاد المفلس و الاتفاق النووي سيء العاقبة من ناحية، وعدم وضوح مستقبل مفاوضات فيينا من ناحية أخرى في ترويع وسائل إعلام سلطة الملالي وعناصرها.

ويشددون معبرين عن مخاوفهم من تداعيات العقوبات؛ على ضرورة خضوع حكومة المعمم الجلاد إبراهيم رئيسي لمطالب الدول الغربية.

والسبب في إصرارهم على المعمم رئيسي هو أنه في حالة تكثيف الضغوط الاقتصادية الدولية على الاقتصاد كل يوم أكثر من سابقه، فلن تكون حكومة رئيسي قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، فضلًا عن أنها إذا لم تخضع لمطالب الدول الغربية، فلابد لها من أن تتحمل عواقب المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية من الدول الغربية، بينما لا تملك القدرة على مواجهة مثل هذه الظروف.

وذهبت صحيفة "آرمان"، الحكومية خطوة إبعد من الضغوط الاقتصادية للدول الغربية وكتبت: قد يتم إدراج سلطة الملالي في أسفل الفصل الـ 7 لمجلس الأمن في حالة عدم خضوعها لمطالب القوى العالمية، مما يعني أنه قد تقرر أن هذه السلطة الفاشية تمثل رسميًا تهديدًا للسلام والأمن العالميين.

ويتعين على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في هذه الحالة تنفيذ جميع الإجراءات الإلزامية التي تم التصديق عليها ضد هذه السلطة العدوانية".  

وأشارت هذه الصحيفة المحسوبة على حكومة روحاني إلى ما مرت به العراق من ظروف مشابهة أسفرت عن الهجوم على العراق، وذكَّرت بأن الإدراج في أسفل الفصل الـ 7 لمجلس الأمن.

يعني أنه قد يكون بداية مرحلة متصاعدة من الضغط المكثف الذي من شأنه أن ينتهي بالقيام بعمل عسكري تحت مظلة حماية القانون الدولي والأمم المتحدة والرأي العام ".

والمخاوف التي تحذر منها صحيفة "آرمان"، من هذا الوضع هو أنه "لا يجب أن تقع السلطة في فخ الألاعيب الحزبية" وألا تسمح بأن تؤدي التحليلات السياسية المغرضة لوسائل الإعلام إلى التقليل من عواقب تجدد الصراع مع مجلس الأمن في الحكومة المقبلة" (صحيفة "آرمان"، 26 يونيو 2021).

كما نصحت صحيفة "اعتماد"، الزمرة المنافسة، ولا سيما العناصر التي ستشكل حكومة المعمم الجلاد رئيسي معترفةً بالوضع الاقتصادي الحالي المروع والخطير.

والخطر الذي يهدد سلطة الملالي في هذا الصدد والانتفاضة الاجتماعية؛ بعدم الإصرار على موقفهم الحالي. وفي حالة إصرار الطرفين على المواقف الحالية، فإن الجولة الـ 7 من مفاوضات فيينا لن تكون مثمرة هي الأخرى".

وهذا الأمر هو ما يراه كاتب المقال في هذه الصحيفة خطيرًا بالنسبة للوضع الاقتصادي الحالي، فضلًا عن أنه سينطوي على تداعيات أسوأ بمراحل على كل من الاقتصاد ونظام الملالي لا يمكن التنبؤ بها، نظرًا لأن الاقتصاد يعاني من مأزق معقد.

فضلًا عن أن استمرار العقوبات يلحق خسائر فادحة كل يوم بالاقتصاد الإيراني. وتشير التقديرات إلى أنه من غير الممكن أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه لفترة طويلة".

والجدير بالذكر أن كاتب المقال في صحيفة "اعتماد" قلق من تقارب مواقف أوروبا مع أمريكا قدر الإمكان، حيث أن هذا الأمر يشير إلى أنهم قد يتبنوا مسارًا آخر في حالة استمرار عدم جدوى الاتجاه الحالي.

والمسار الآخر الذي تعرب الصحيفة الحكومية المذكورة عن القلق منه هو أن يغير المدير العام الـ 6 للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الوضع من خلال تقديم تقرير سلبي إلى مجلس المحافظين.

يعلن هذا المجلس بمقتضاه عن أن حل القضية الإيرانية من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية بات مستحيلًا ويحيل الملف إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. (صحيفة "اعتماد"، 26 يونيو 2021).

إن المخاوف التي أثارتها وسائل الإعلام التابعة لزمرة روحاني حقيقية، وتشير إلى أن سلطة الملالي في مفترق طرق للاختيار، وفي الواقع وقعت في مأزق، حيث أن سلوك أيٍ من المسارين يعتبر محفوف بالمخاطر بالنسبة لها.

وأشار المعمم رئيسي إلى أنه موافق على الاتفاق النووي، قائلًا: "أقول صراحةً إننا ملتزمين بالاتفاق النووي باعتباره اتفاقًا صادَق عليه الولي الفقيه بـ 9 بنود مثل أي التزام وأي اتفاق يجب أن تلتزم به الحكومات.

بيد أنكم لا يمكنكم تنفيذ الاتفاق النووي، نظرًا لأن هذا الاتفاق يحتاج إلى حكومة قوية لتنفيذه". (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 12 يونيو 2021).

وفي الوقت نفسه، يعتقد البعض أن خامنئي عبَّر عن نواياه على لسان مرشحه المرغوب، واتضح أنه يريد أن يكون هو نفسه الجانب الدائن في الاتفاق النووي.

والحقيقة هي أنه على الرغم من أن نظام ولاية الفقيه يعيش في ظل ركود اقتصادي ويواجه مجتمعًا متفجرًا، إلا أنه يسعى إلى تخفيف بعض العقوبات قليلًا مهما كان الثمن.

بيد أنه من الواضح أن المنافس لديه شروط هو الآخر؛ قبول خامنئي بها يعني تجرع كأس السم مرة أخرى وانهيار إلى ما لا نهاية.

نعم هذا هو الوضع الهش لسلطة ظل فريقها التفاوضي مرابطًا في فيينا لمدة شهرين ونصف بموافقة خامنئي، لعل الفرج يأتي.

وبطبيعة الحال، يجب علينا أن ننتظر لنرى هل هناك مخرج لخامنئي ونظامه الفاشي؟ وما لم يكن هناك مخرج، فهل سوف تتصاعد الأزمات؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة