الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرإيران..الهلاك المتزامن لأبناء الوطن بتلوث الهواء ووباء كورونا

إيران..الهلاك المتزامن لأبناء الوطن بتلوث الهواء ووباء كورونا

0Shares

دفعت أزمة وباء كورونا في إيران نظام الملالي إلى استغلالها في التغطية على الأزمات الأخرى.

ومن بين هذه الأزمات أزمة تلوث الهواء في المدن الإيرانية التي أصبحت تمثل إلى جانب وباء كورونا مشكلة خطيرة تسببت في المزيد من القلق لأبناء الوطن.

ودائمًا ما يؤكد نظام الملالي على أن السبب في تلوث الهواء هو السيارات، وهذه نظرة غير منطقية، من منطلق أننا نرى الآن أن الهواء في العديد من مدن البلاد سام وملوث بشكل غير مسبوق، على الرغم من القيود وتقليص حركة المرور بسبب وباء كورونا.

 

وفي 31 ديسمبر 2020، أعلن نظام الملالي أن بعض المدن مثل طهران وأصفهان والأهواز وزنجان وكرج ومشهد وأرومية وتبريز وقم وقزوين في وضع حرج.

 هذا وادعى نظام الملالي مرارًا وتكرارًا أنه حل مشكلة الوقود المليء بالكبريت عن طريق حرق غاز المصانع ومحطات الطاقة، والآن، خوفًا من الغضب العام والكراهية، يلقي باللوم على حركة السيارات والمصادر المتحركة، غير أن خبيرًا حكوميًا قال صراحةً في التلفزيون الحكومي :

"توضح معاييرنا أن ارتفاع نسبة الـ إس.أو.تو في المدينة غير مرتبط بالمصادر المتنقلة، بل إنها مرتبطة بالمصادر الثابتة، التي ننتج بها كمية كبيرة من الجسيمات العالقة أثناء حرق الوقود المليء بالكبريت، مما يُبقي على هواء المدينة غير صحي." (شهيدي، الخبير الحكومي – حديث خاص، 31 ديسمبر 2020).

وفيما يتعلق بدور وقود المازوت في زيادة تلوث الهواء، كتبت صحيفة "همدلي" في 2 يناير 2021 : "من المهم أن نعرف أن نسبة كثافة الكبريت في وقود المازوت الذي تنتجه إيران لتزويد السفن بالوقود في المياه المفتوحة تبلغ حوالي 5,3 في المائة، وهذه النسبة تساوي ضعف المعيار الدولي بمقدار 7 مرات ، فما بالك باستهلاكه في المدن، وهذا هو ما جعل طهران تصارع مشكلة تلوث الهواء". 

 

لا تمنعوا استهلاك المازوت في محطات توليد الكهرباء

فيما يتعلق بتلوث الهواء هذه الأيام في المدن الكبرى، قال عيسى كلانتري، رئيس منظمة حماية البيئة، في مقابلة مع صحيفة "همدلي" الحكومية:

"إن السبب الرئيسي في تلوث الهواء هو المازوت المحروق في الصناعات الثقيلة والسيارات التي تعمل بزيت الديزل، مضيفًا أن جودة زيت الديزل المستهلك في البلاد قد انخفضت، وفي الوقت نفسه نجد أن الصناعات الثقيلة تحرق المازوت في الوقت الراهن انتهاكًا لقانون الهواء النقي وقرار مقر مكافحة وباء كورونا. ويقول إن مساعد المدعي العام في البلاد أصدر تعميمًا للمحافظات يقضي بعدم منع أي شخص من إحراق المازوت, وهلم جرا".

 

دور حراس خامنئي وعملائه في سرقة الهواء النقي

وأردفت صحيفة "همدلي" الحكومية قائلة في هذا المقال إن مساعد المدعي العام في البلاد أصدر تعميمًا للمحافظات بعدم منع حرق زيت الأفران في محطات توليد الكهرباء والصناعات. بمعنى أن من يجب عليه تطبيق قانون الهواء النقي يستنتج من الناحية الأمنية أنه يجب حرق المازوت".

من الواضح أن محطات توليد الكهرباء ليست مملوكة لعامة الشعب والأغلبية التي تعيش تحت خط الفقر وتشكل 96 في المائة من أبناء الوطن، بل إن هذه المحطات تابعة بحذافيرها للحكومة وقوات حرس نظام الملالي والمؤسسات التابعة لمقر خامنئي.

وبالإضافة إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالمازوت هناك صناعات أخرى متورطة في تعريض أبناء الوطن للخطر ومملوكة برمتها للحكومة وقوات حرس نظام الملالي، من قبيل صناعة الحديد والصلب والبتروكيماويات والمصافي، وغيرها من الصناعات.

 وفيما يتعلق بتلوث الهواء في محافظة أصفهان، كتبت صحيفة "اعتماد" في 2 يناير 2021: "تم ذكر مدينة أصفهان كواحدة من المدن الكبرى الملوثة في العالم".

 

 

وفيما يتعلق بخطورة الملوثات على أبناء الوطن، كتبت صحيفة "ستاره صبح" 2 يناير 2021: " تفيد الدراسات أن غاز ثاني أكسيد الكربون القاتل يُنتج في الغالب عن طريق حرق زيت الديزل أو المازوت. ومن المؤسف، أن وجود هاتين المادتين في ضواحي مدن طهران وكرج وأصفهان والأهواز يعرض صحة أبناء الوطن وحياتهم للخطر".

والجدير بالذكر أن الصناعات تحت وطأة النظام الفاشي للسلب والنهب تعتبر عاملًا من عوامل ملء جيوب قوات حرس نظام الملالي والأبناء الأعزاء، وتشكل بلاءً على أرواح أبناء الوطن، بدلًا من أن تكون في خدمة المواطنين وتلبية احتياجات البلاد.

 

وفي مقابلة لأحد الخبراء في الحكومة مع قناة تلفزة القناة الأولى الحكومية في 31 ديسمبر 2020، وصف تلوث الهواء في طهران بأنه غير مسبوق وغريب ومميت أكثر من وباء كورونا، وقال:

"في ظل هذه الظروف، نجد وجود بعض الأشخاص، ولاسيما أصحاب الأجسام الضعيفة في الهواء الطلق نوع من الانتحار في حقيقة الأمر، ويجوز لنا أن نقول أن الوضع بالنسبة لهم أكثر سوءًا خلال هذه الأيام بسبب تفشي وباء كورونا".

ولكن مع ذلك، لم يبادر نظام الملالي باتخاذ أي إجراء لمنع تلوث الهواء أو التقليل منه، لدرجة أن منظمات البيئة في العالم أدرجت إيران تحت وطأة نظام حكم الملالي في المرتبة الثامنة من حيث المناخ الأكثر تلوثًا، وأدرجت طهران في المرتبة السابعة بين المدن الملوثة حول العالم.

ويأتي هذا في وقت لم يسعى فيه نظام حكم الملالي على الإطلاق إلى البحث عن استراتيجية لحل هذه المشكلة حتى الآن.

ولا شك في أن الطريقة الوحيدة لتنقية الهواء هي إزالة التلوث الكبير، ألا وهو جرثومة ولاية الفقيه من أرض وسماء إيران.

تغريدة السيدة مريم رجوي :

تتعالى صرخة «لا نفس لنا» لأهالي #طهران وكبريات المدن بسبب تلوث الهواء. الملالي الذين يهدرون ثروات #إيران على مشاريع نووية وصاروخية وتصدير الإرهاب لا تخدم البلاد يجلبون الموت باستهلاك وقود المازوت. طالما هذا النظام قائم على السلطة، فلا خبر عن اللقاح ولا عن هواء نقي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة