الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران ..الفقراء في طريقهم إلى العصیان

إيران ..الفقراء في طريقهم إلى العصیان

0Shares

مع اشتداد الأزمات التي حلت بالنظام من جميع الجهات، والضربات المهينة التي تلقّاها النظام الإيراني واحدة تلو الأخری، تصاعدت الخلافات والانقسامات داخل الحكومة أکثر من ذي قبل. یتجلّی أحدث مثال على ذلك في تصریحات "نمکي"، وزير الصحة في حکومة روحاني.

الاعتراف بهزيمة النظام علی صعید أزمة كورونا

فقد شرح نمکي، سبب غيابه الذي دام أربعة أيام، خلال تصریحاته التي أدلی بها يوم الأربعاء 8 يوليو، في اجتماع طارئ لمقر مکافحة كورونا في العاصمة طهران قائلاً: «لم أظهر أمام الكاميرا لفترة طويلة، لأنني كنت مغتاضًا ومحبطًا وغاضبًا»، في حین أنه کان قد علل غیابه في الیوم السابق بالمشاکل الصعبة التي یواجهها هو وزملاؤه في الآونة الأخیرة.

لکن تصریحاته اللاحقة قد کشفت بأن سبب غیضه وإحباطه یرجع إلی فشل النظام في محاربة كورونا. فقد قال معترفًا بأن إدارة روحاني كانت على علم بالکارثة التي ستسببها إعادة الفتح: «إذا عانينا من الخسائر علی صعید كورونا، فذلك ليس لأننا لا نعرف أن إعادة الفتح ستزيد من عدد الإصابات».

هذا وقد اعترف وزير الصحة في حكومة روحاني، الذي شارك بنفسه في جريمة إرسال الملايين من الإيرانيين إلى حقل ألغام کورونا، باعتراف صادم قال فیه: «لم يكن الجبر هو السبب، بل هو ضعفنا وركوعنا أمام اقتصاد لم يكن لديه المزيد من القدرة والإمكانات للاستمرار».

وبهذا، أقر نمکي بأن الخط الذي انتهجه النظام بأمر من خامنئي لفرض الخسائر البشرية الهائلة على الشعب الإيراني، لم يكن أمرًا قسريًا ولا بدافع الجبر، ولكن النظام انتهجه لأنه لم یشأ أن یدفع تکالیف الحجر الصحي للناس کما هو الحال في البلدان الأخرى.

وقد استشهد وزير الصحة، الذي كان قد وصف الحجر الصحي في وقت سابق بأنه طريقة قروسطائیة لتبرير رفض النظام تقدیم المساعدات للشعب وتوفیر سبل عیشهم في فترة الحجر الصحي.

استشهد هذه المرة بأمثلة من دول أخرى خصصت عشرات لا بل مئات المليارات من الدولارات لضمان الصحة العامة وتوفیر سبل عيش شعوبها في الحجر الصحي، لیعترف بأن 30٪ فقط من مبلغ المليار يورو الذي خصصه خامنئي لما یُسمی بمکافحة كورونا، قد مُنح لوزارة الصحة.

وفي الوقت الذي تظاهر فیه نمکي بالألم والحرقة علی وضع الفقراء والمحرومین، كشف عن السبب الرئیسي لهذه الاعترافات، وقال مشيرًا إلى تقارير الأجهزة الأمنية: «توجّه الناس إلى العصیان نتیجة الفقر والعوز، قضیة جدیة».

وبالثناء علی الولي الفقيه، خامنئي، وبلؤم وخبث یتمیّز بهما مسؤولو النظام وعملاءه، دعا القوات الأمنية والعسكرية وقوات إنفاذ القانون إلى التفكير في منع تشکیل العصیان وشحذ شفرة القمع في سبیل ذلك.

ظل الرعب من الانتفاضة یخیّم علی النظام برمته

لا ینحصر الخوف والتحذیر من الآفاق المستقبیلة لانتفاضة الشعب المحتقن جراء تفشي وباء کورونا وانتشار الفقر والفساد والدمار في البلاد، والرعب من حراك جیش الجیاع والعاطلین عن العمل، علی وزیر الصحة فقط، بل إن صرخات التحذیر المرعوبة من الانفجار الشعبي المرتقب، قد تعالت في الآونة الأخیرة بین عناصر الحرس وجهاز الاستخبارات والأمن، ممن یملأون مجلس شوری للنظام، وبین أئمة الجمعة الفاسدین المعینین من قبل خامنئي في جمیع أنحاء البلاد، فضلاً عن وسائل الإعلام الحکومیة.

فقد حذّر المعمم رنجبر، إمام الجمعة المعین من قبل خامنئي قائلاً: «قد يرید العدو، وضع خطة من جدید لا قدر الله لينزل الناس إلى الشوارع ويخلقون مشاكل، وتخرج الطبقة الوسطى الضعيفة من المجتمع إلى الشوارع جراء المشاکل الاقتصادیة وتقوم ببعض الأعمال».

وكتبت صحيفة اقتصاد سرآمد الحکومیة (5 يوليو 2020): «تمر البلاد بأيام غريبة. انفجارات غريبة في كل شيء وفي كل مجالات الحياة. غريبة لدرجة أن العقول السلیمة أیضاً تتوهم أحیانًا وتفکر ما الذي یحدث؟ لماذا تبدو الأوضاع وكأن زمام كل شيء قد فلت؟».

بدورها كتبت صحيفة مستقل الحکومیة (5 يوليو): «ما يقلق إيران في صيف 2020 هو العصیانات الحضرية. بالنظر إلى انتشار الفقر علی نطاق واسع وتفشي کورونا ووجود الفقراء اليائسين الذين لم يتم العثور على حل لهم، يجب أن نشعر بالقلق».

نعم، الحقيقة هي أن نظام الملالي ليس لديه مخرج لأي من الأزمات التي تحیط به من کل صوب وتزداد سوءًا وخطرًا یومًا بعد یوم، من أزمة كورونا إلى الإفلاس الاقتصادي والفقر المدقع الذي يجتاح المجتمع.

لكن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمات المستعصیة، یکمن في الإطاحة بالنظام الفاشي الحاکم والتخلص منه بشکل نهائي علی ید الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانیة المنظمة.

إنها حقيقة یمیل إلیها الشعب الإيراني ویؤمن بها أكثر من أي وقت مضى، وفي نفس الوقت هي الحقیقة التي خیّمت علی النظام بأکمله وبعثت في أوساطه الارتباك والخوف.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة