الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. العمل بالعتالة يعني الروح ثمنًا للقمة العيش

إيران .. العمل بالعتالة يعني الروح ثمنًا للقمة العيش

0Shares

تنتظر العائلات التي يعمل معيلوها في العتالة لقمة العيش كل يوم، وهناك قلق دائم من أن تنتهي الأمور بأوضاع لا يحمد عقباها على الأسرة، حيث ينبغي على العتال أن يجتاز 7 مغامرات وهي الألغام وإطلاق الرصاص وعبور الصخور والبرد والكمائن والإهانات والإذلال من أجل توفير لقمة العيش للأسرة. نعم، هذا هو الوصف الحقيقي لوضع العتالين وأسرهم. 
ويعد قتل العتالين في المناطق الكردية من إحدى جرائم نظام الملالي المستمرة.

واحتجاجًا على قتل العديد من العتالين في الأيام الأخيرة، أطلق مستخدمو تويتر عاصفة من التغريدات جعلت من هاشتاج "لا تقتلوا العتالين#" الترند الأول في إيران. 

يا أيها الناس، انتبهوا، هكذا يمكن الحصول على لقمة العيش في إيران 
ففي هذا الشتاء وقع عتال آخر من هنا مرتطمًا بالأرض، وبعد 3 أيام أدركنا أن جسده كله قد تحول إلى اللون الأسود.

هذا هو وضعي في الحياة، وهناك الآلاف المؤلفة من تعساء الحظ مثلي. وليس لدي منزل ولا سكن ولا أملك أي شيء في هذا العالم، أليس لنا حقوق في الحياة؟  
أحمل على منكبي حمولة تزن 40 كيلوجرامًا للحصول على 150,000 تومان، وأدفع منها 20,000 تومان للإيجار و 10,000 تومان لمصاريفي الخاصة، وأتقاضى دعمًا حكوميًا قدره 40,000 تومان تغطي تكلفة فاتورة الكهرباء فقط. 
ولم يمض أكثر من بضعة أشهر على الموت القهري لشقيقين من مريوان بين الثلج والعاصفة الثلجية، موتٌ أثار الحزن الشديد في قلوب جميع الإيرانيين.

وأثناء مراسم تشييع الجنازة هتف أهالي مدينة مريوان بملء فيهم " الموت للديكتاتور" وأطلقوا عليهما شهداء لقمة العيش. 
والجدير بالذكر أن عدد العتالين يقدر بما لا يقل عن 80,000 شخصًا، ويزداد عددهم مع تزايد الفقر والبطالة.

ونجد بين العتالين أطفالًا تتراوح أعمار فيما بين 11 إلى 12 عامًا والمسنين في عمر الـ 70 عامًا . ومع تزايد الفقر، اتجهت النساء أيضًا إلى العمل بالعتالة.

وهن من اللائي يُعلن أسر. ويجب عليهن حمل أحمال ثقيلة على مناكبهن لمسافة يبلغ طولها العديد من الكيلومترات عبر الجبال والصخور؛ لعلهن يتمكن بما يحصلن عليه من مقابل متدني من أن يُسيرن جزءًا من أمورهن الحياتية المكدسة بالمشاكل. 
هذا هو وضع العتال. ومنذ أسبوعين، أصيب بعض العتالين هنا في الشتاء بسبب الانهيارات الثلجية، وانزلقت قدم أحد العتالين وتوفى.

وكان لديه 3 أو 4 أبناء. وهنا تتوقف قلوبنا في الشتاء، حيث نتجمد من البرودة، وفي الصيف أيضًا نختنق من العطش. 
وبالنسبة لي، فأنا متزوج منذ 18 عامًا، ولا أملك المال لدفع نفقات العلاج لكي أنجب أطفالًا. فما الداعي لممارسة هذا العمل الخطير المتدني الأجر؟ فلا شيء من شأنه أن يحل مشكلتنا فيما يتعلق بمرض الزوجة وإنجاب الأطفال. 
وأشارت وكالة "جهان صنعت" الحكومية للأنباء إلى جانب من جوانب الحرمان والقهر في هذه المحافظات، وكتبت: 
وكالة "جهان صنعت" الحكومية للأنباء – 2 يونيو 2020
يكفي إلقاء نظرة على مدن المناطق الغربية من إيران لنجد أن أكثر من 40 في المائة من المواطنين في تلك المناطق عاطلون عن العمل ويعانون أشد المعاناة من شظف العيش لدرجة أنهم مضطرين إلى أن يحملوا حمولة يبلغ وزنها 100 كيلوجرام يوميًا لنقلها عبر الحدود مقابل 70,000 تومان فقط، وبطبيعة الحال فقد اثنان من العتالين حياتهم في الآونة الأخيرة في هذا الطريق الوعر.

ونظرًا لأن المسؤول المحترم في هذه المنطقة لم يفكر في طريقة لتوفير فرص عمل للمواطنين، اضطر الناس إلى قبول أي عمل مهما كانت عواقبه الوخيمة مضحين بحياتهم من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم؛ التي فشل الملالي في توفيرها لأبناء الوطن. 
وما يزيد الطين بلة هو أن نظام الملالي الفاشي يحاول تبرير قتل العتالين بأنه يسعى إلى مكافحة تهريب البضائع، في حين أن قوات حرس نظام الملالي هم السبب الرئيسي في تهريب البضائع في البلاد بامتلاكهم أكثر من 90 رصيفًا خاصًا، حيث يقومون من خلالها بتهريب البضائع خلسة وعنوة. 
هذا واعترف إلياس نادران، عضو مجلس شورى الملالي، بالوضع المؤلم الذي يعاني منه العتالين، قائلًا: 
وكالة "مشرق" الحكومية للأنباء – 28 ديسمبر 2019
إلياس نادران، عضو مجلس شورى الملالي
"من الممكن توفير فرص عمل للعتالين من خلال تخصيص مليار دولار من أموال التهريب". 
وهناك من يعيش في رغد العيش، وهناك من يضحي بروحه من أجل لقمة العيش. فالفقر يتفشى في المناطق الحدودية للبلاد، والأكراد الذين يعيشون في المناطق الحدودية ليسوا لديهم أي مصدر للرزق، ولا توجد فرص للعمل .

واضطهد نظام الملالي هذا المناطق وحرم سكانها من كل شيء. وما زاد الطين بله هو أنه عندما اضطر سكان هذه المناطق إلى قطع الطرق الوعرة صعبة العبور في الجبال بحثًا عن الرزق لأسرهم، تطلق قوات حرس نظام الملالي المجرميين النار عليهم.  
وهذه هي الجريمة التي من المؤكد أنها تفاقم من غضب وكراهية الشعب لنظام الملالي، ويمكننا أن ندرك ذلك من هاشتاج "لا تقتلوا العتالين#" مما يدل على إصرار الشعب على الدفاع عن أبناء وطنه من العتالين. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة