الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..الباعة المتجولون يعيشون في حلقة من الغموض

إيران..الباعة المتجولون يعيشون في حلقة من الغموض

0Shares

إن الباعة المتجولين يفرشون بساطهم على طول الشارع منذ سنوات عديدة حتى يتمكنوا من كسب لقمة العيش وهم في غاية القلق من موعد وصول مسؤولي البلدية الذين يقلبون بساطهم وينهبون بضائعم.

 

وفي بعض الأحيان يضطرون إلى دفع نصف دخلهم اليومي كرشوة لمسؤولى نظام الملالي المبتزين لعلهم يتمكنوا من الاستمرار في عملهم ليكسبوا ما يمكّنهم من العيش على الكفاف لتجنب الموت. 

 

مرحبًا، كان هذا المسكين ينشر بساطه في ساحة شيلات حيث انهال مسؤولو البلدية عليه بالضرب

فلا فرق في إيران بين الرجل والمرأة، ولا بين الحاصلين على التعليم العالي وغيرهم، فالناس من جميع فئات المجتمع مضطرون إلى العمل كباعة متجولين بسبب انعدام فرص العمل في ظل سياسات نظام الملالي الجائرة وتفشي الفقر في كل مكان. 

 

 

كم يبلغ متوسط ​​الدخل اليومي للبائع المتجول في مترو الأنفاق؟

في مترو الانفاق

هل تتخذ من مترو الأنفاق مكانًا لمزاولة نشاطك؟

نعم،  أمارس نشاطي في مترو الأنفاق

على أي خط من خطوط مترو الأنفاق تمارس نشاطك يا أخي؟

على الخط الثاني

لم تعرفني بنفسك، ما هي شهادتك الدراسية وكم عمرك؟

أنا خبير في الاقتصاد ولأنني اخترت العمل كبائع متجول، وبسبب الأضرار الكبيرة التي أتعرض لها في هذا العمل، أرى أنني أصبحت مهتمًا جدًا بهذا العمل في مجال القضايا الاجتماعية والآن أنا أدرس في الدراسات العليا في الجامعة. ومن المثير للاهتمام أن تعرف أن بعض الناس الآن قد لا يتصورون أن الذين يستمرون في هذا العمل حاصلين على مؤهلات جامعية، وأنا شخصيًا من بين من حصلوا على أعلى المراكز في الامتحان العام للالتحاق بالجامعات، ومن بينهم من هم في الدراسات العليا ورياضيون مشهورون.

ماذا كان ترتيبك؟

حصلت على المركز الأول في الامتحان العام للالتحاق بالجامعات

المركز الأول في الامتحان العام للالتحاق بالجامعات؟!

والجدير بالذكر أن معظم الباعة المتجولين مضطرون إلى العمل حتى وقت متأخر من الليل لتوفير نفقات الحياة المفرطة. بل إن بعضهم يعمل لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 18 ساعة، ودائمًا ما يتعرضون للهجوم الوحشي من قبل مسؤولي البلديات القمعيين، حيث يقومون بقمعهم بأسوأ طريقة ممكنة.

 

اين كنت يا فتى؟

كنت في شارع تخت جمشيد

كيف تعامل مسؤولو البلدية معك

في البداية أخذ مسؤول البلدية ما أملك من علكة،  ثم ذهبت ورائه،  فضرب برجله ما كنت أحمله من العلك فانتثرت وقال لي: إذا جئت هنا مرة أخرى فسوف أسجنك. وبالأمس أخذ مسؤولو البلدية نقودي أيضًا.

أخذوا نقودك يوم أمس؟

أخذوا هذا الصباح

ما مقدار المبلغ الذي أخذوه منك؟

أخذوا علبة فيتامين سي كنت قد اشتريتها بـ 12 تومان و 4 قطع من الكعك.

أخذوها منك حقًا؟

بلى

وفي حين أن نظام الملالي الذي يعتبر تفشي وباء كورونا في البلاد فرصة لبقاء نظام حكمه الفاشي ولم يتوان عن تنفيذ أي برنامج من برامجه ولم يبادر بإلغاء أي مناسبة من مناسباته مثل صلوات الجمعة والاحتفالات الدينية الحكومية،  بيد أنه وضع لافتات في الشوارع هذه الأيام يحذر فيها من الشراء من أي بائع متجول مدعيًا سعيه للحيلولة دون تفشي وباء كورونا. 

 

وهكذا يتظاهر بأن السبب الرئيسي لتفشي وباء كورونا في البلاد ليس الحكومة وسياساتها الإجرامية، بل هو الباعة المتجولون.

والآن ماذا تفعلون في زمن تفشي وباء كورونا؟

لأنني كنت بائعًةً متجولةً،  فمنذ أن تفشي وباء كورونا في البلاد لم يعد بإمكاني الذهاب إلى السوق، نظرًا لأنني غير قادرة على كسب لقمة العيش، فأنا أسكن بالإيجار وليس لدي شخص أعتمد عليه. ولسوء الحظ، زوجي مصاب إصابة خطيرة في الحبل الشوكي منذ 13 عامًا، ولجأت إلى الاقتراض من هذا وذاك لأشتري له الدواء، ولدي طفلان، ومن الصعب للغاية تلبية احتياجات البنت.

وفي حين أن نظام الملالي تاجر بالأقنعة محتكرًا السوق السوداء ليحقق المزيد من الدخل، بيد أن الباعة المتجولين الذين يحصلون على عشائهم بصعوبة بالغة يوزعون الأقنعة مجانًا بين الناس دعمًا لأبناء وطنهم، ويرحبون بأبناء وطنهم بصدر رحب رغم ما يعانونه من صعوبات في الحياة.

 

إن اشتغال المعاقين كباعة متجولين هو نتيجة للسياسات الجائرة التي يتبناها نظام الملالي. وهم جزء من جيش الجياع الضخم الذي كلما تحرك مثلما حدث في انتفاضتي 2018 و 2019 يجعل نظام ولاية الفقية العاجز يشعر بهزات الإطاحة بشدة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة