السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..احتدام الصراع والجدل بين الزمر الناهبة في نظام الملالي

إيران..احتدام الصراع والجدل بين الزمر الناهبة في نظام الملالي

0Shares

على الرغم من أنه لم يمر سوى بضعة أيام على نصائح خامنئي، الولي الفقيه العاجز لنظام الملالي؛ الموجهة لزمر النظام بحل خلافاتهم عن طريق التفاوض، بيد أننا نشاهد اندلاع أبعاد جديدة من الصراع على السلطة في نظام الحكم. ويشير هذا الأمر إلى أن حجم الأزمات التي يصارعها النظام الفاشي التابع لولاية الفقيه يزداد كل لحظة أكثر فأكثر.

وتصاعدت الأزمات إلى درجة أن الزمرة المهيمنة تطالب من جانبها بإعدام روحاني وتطلق عليه أكثر الألقاب إهانة وتصفه بأسوأ الأوصاف في منبر مجلس شورى الملالي، وتجلد دعايته الرسمية ووسائل إعلامه. ومن جانبه يسعى روحاني إلى أن يضع الزمرة المهيمنة في مأزق والاستيلاء على ركن من أركان السلطة باستخدام أسلوبه القديم، واقتراح تغيير الدستور وإجراء استفتاء عام عليه.

 وصيف خامنئي في صحيفة "كيهان" وجلد روحاني

ردًا على تكيتكات روحاني، قال وصيف خامنئي في صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري:

انظروا إلى المشاكل الموجودة! منها على سبيل المثال، بعض القضايا من قبيل الاستفتاء! وتعديل الدستور! وغيرها من القضايا التي يثيرها الإصلاحيون هذه الأيام. فضلًا عن قائمة أخرى من المشاكل.

إذا لم تكن هذه الأمور من نوع القنابل الدخانية والقنابل الصوتية، فماذا هي إذًا؟ وإذا كانت القنبلة قنبلة دخان وقنبلة صوت وهي بالفعل كذلك، فما هي القضية الأساسية التي يفترض أن يحيد عنها الرأي العام تحت غطاء الدخان والأصوات؟!؟! (کیهان23 دیسمبر).

 

ومن قبله وجه الحرسي محسن رضائي كلمة لروحاني في تغريدته، جاء فيها:

"في ظل الاستمرار في ضياع الفرص بدلًا من اتخاذ إجراء وتطبيقه في الأشهر الـ 8 الأخيرة من تحمل المسؤولية، يتعين عليك أن تُطلع أبناء الوطن على مدى الوفاء بالوعود التي تجاهلتها بدلًا من التملص من الرد عليهم والإسقاطات النفسية الاحتيالية المملة. فالتملص واقتراح إجراء استفتاء عام بتجميل إعادة النظر في الدستور؛ تضليل ليس إلا".

الزمرة المهيمنة تذرف دموع التماسيح على معيشة أبناء الوطن المتردية

حتى هذه النقطة، يمكننا أن ندرك أن زمر نظام الملالي تحدد نقطة الضعف الأساسية في كل منهما الآخر من أجل نزع سلاح بعضها البعض وحصول كل زمرة على حصة أكبر من الزمرة الأخرى. فالصراع بينهما هو صراع زمرٍ مافيوزية مختلفة مع بعضها البعض. ففي حين أن خامنئي والزمرة المهيمنة يسيطرون على ثروات البلاد التي تقدر بمليارات الدولارات وينفقونها على الإرهاب والقمع؛ يذرفون دموع التماسيح على معيشة أبناء الوطن ويركبون الموجة ويلعبون بالنار على مطالب المواطنين. ومن أجل تهميش الخصم في صراع السلطة يُسهبون في الحديث عن المشاكل المعيشية لأبناء الوطن كما لو كانوا معارضين للنظام.

فعلى سبيل المثال، قال الحرسي قاليباف في كلمتة الموجهة مباشرة إلى حسن روحاني:

"إذا أخبرك أحد اليوم أن المشاكل في البلاد ناجمة عن نقص الإمكانيات والأموال، فلا تصدقه على الإطلاق، فالسبب الحقيقي يكمن في ضعف الإدارة وعدم الكفاءة في اتخاذ القرار والبعد عن ثقافة العمل والجهد ومنح الفرص للتجار والوسطاء مما جعلهم يكسبون مئات المليارات من الأموال". (شعار العام.  22 ديسمبر 2020).

 روحاني واللعب بالخطوط الحمراء لنظام الملالي

وبالمثل اقترح روحاني والزمرة المغلوبة على أمرها إجراء استفتاء وتعديل الدستور. والجدير بالذكر أنه إذا تجاوز تغيير الدستور وإعادة تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية حد صرخة الصراع، فإن أول ما سيستهدفه هو المكانة الفرعونية المنقطعة النظير التي يتمتع بها الولي الفقيه بموجب ما ينص عليه الدستور.  

 

 الزمر المافيوزية تقوم بعمل يلحق بها الضرر

حتى هذه النقطة من الفشل في الأداء تقوم كلتا زمرتي نظام الحكم المافيوزيتين حاليًا بعمل يلحق الضرر بنظام الملالي؛ إذ يذرفون دموع التماسيح على معيشة أبناء الوطن في الصراع على السلطة والنهب من أجل الاستيلاء على سلطة مرحلتها على وشك الانتهاء، وأبناء الوطن يقفون بالمرصاد منذ فترة طويلة لهذه الألاعيب والحيل.

والجدير بالذكر أن ركوب الموجة واللعب بالنار على المطالب الشعبية في الصراع على السلطة قد يبدو ممتعًا ومستساغًا في البداية، بيد أنه عندما تغضب هذه النيران، فإنها سوف توقظ سلسلة من نوفمبر الحارق والتي سيكون من المستحيل إخمادها.

كما أنه يترتب على التلاعب بالخطوط الحمراء مثل "تغيير الدستور" و "إجراء استفتاء عام" في ظل الظروف المتفجرة في المجتمع ؛ عواقب وخيمة على النظام بأكمله. ولا شك في أن الخاسرون في هذه اللعبة سيكونون نظام زعيم المافيا بأكمله، والفائزون الأوائل سيكونون الشعب والمقاومة الإيرانية، بسبب الانتفاضات المتربصة في الكمين وحالة المجتمع البركانية، وكذلك سياسة الانكماش التي يتبناها خامنئي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة